امتنع الإيطاليون أمس عن شراء المعكرونة «الباستا» ليوم واحد تلبية لدعوة جمعيات المستهلكين الإيطاليين احتجاجا على رفع الأسعار، ودعت الجمعيات الحكومة إلى التدخل من أجل خفض أسعار المعكرونة بعد الارتفاع الذي سجلته إثر ارتفاع أسعار الحنطة.
يذكر أن المعكرونة هي طبق وطني إيطالي والدليل على ذلك تناول كل إيطالي 28 كيلوغراما من المعكرونة سنويا. وهذا ما أثار حفيظتهم عند إعلان لائحة الأسعار الجديدة التي أرجعها نائب رئيس مصنعي الباستا في إيطاليا إلى غلاء أسعار الحبوب في العالم ككل وليس في إيطاليا فقط، وبرر موقف المصانع بأنها تتأثر بغلاء أسعار المواد الرئيسية في تصنيع الباستا التي لا تزال تعتبر رخيصة بالمقارنة مع أطباق أخرى.
وقال إيليو لانوتي «رئيس إحدى الجمعيات» إن الهدف من الإضراب عن المعكرونة هو الامتناع عن أكلها ليوم واحد بهدف تناولها بكميات أكبر في الأيام المقبلة «بالحفاظ على أسعارها المنخفضة وتوفيرها للجميع».
ومن المنتظر أن ترتفع أسعار المعكرونة بنسبة 20% مع نهاية العام الجاري. وتوقعت شركة دي تشيكو، وهي من أكبر المنتجين للمعكرونة في إيطاليا، أن تنخفض مبيعاتها بعض الشيء في هذا اليوم نتيجة الإضراب الذي وصفته بالرمزي.
من جهته، قال نائب رئيس جمعية منتجي المعكرونة فوريو براغانيولو إن «طبق المعكرونة هو الأرخص في إيطاليا، ففي يوم الإضراب هذا، من يقرر مقاطعة المعكرونة سيدفع أكثر ثمن طبق آخر يشتريه، لأن طبق المعكرونة لربما كان أقل ثمنا من تفاحة واحدة. ويعتقد أن الاحتباس الحراري والاستعمال المتزايد للحنطة القاسية كوقود نباتي أديا إلى ارتفاع كبير بأسعار المعكرونة، إذ ارتفع ثمن الحنطة القاسية، وهي المكون الأساسي في صناعة المعكرونة، من 0.26 يورو للكيلوغرام الواحد إلى 0.45 يورو وذلك خلال الشهرين الماضيين.
جـريــــدة المديـنـــة