في لحظة فراغ , فراغ في الوقت , وفراغ في القلب , جاء الاتصال من ذلك الشاب على جوال تلك الفتاة , فترددت في الإجابة , ولكن الشيطان لازال يجري في دمها مجرى الدم , فوافقت , فزادت نبضات قلبها خوفاً من هذه التجربة .
كان الشاب يملك صوتاً جميلاً , وكلمات تقتل الفؤاد , فأرسل سحر الكلام , فأصاب مقتلاً في قلبها .
ومضت تلك الليلة الأولى بين اضطراب وخوف , وبعد ذلك نبت الشوق لذلك الاتصال , رغبة في سماع تلك الكلمات .
وتكرر الاتصال , ونما الحب , وزاد العشق , فلابد من لقاء يطرد مرارة البعد , ويضفي الحنان على فاقدة الحنان .
وتقابلا في مكان يناسب الهدف , وبعده زاد الهيام , فتفرقا , ومضت ليالي أخرى , فاشتاقا للقاء في مكان يملك تأثيراً جميلاً .
وتقابلا , وكان اللقاء ملتهبا شوقاً وجمالاً , ونزلت بهما سكرة الحب , وغاب العقل , وسيطرت العاطفة , وهبت العاصفة , وزال عنهما وصف ( العفاف ) , وكان النتاج ( حملا ) يلتصق بالفتاة لا بالرجل .
وبدأت الأعراض , وغاب الحبيب , ولم يعد يتصل , فزاد العذاب , وقوي الجحيم , وماهي إلا شهور حتى نزل الحمل وجاء اللقيط .