لقد قبضوا على الشخص الخطأ
قال أورويل: الحرب هي السلام، لم تكن أكثر وضوحا مثل الآن إن الاعتقال المسرحي المتكلف للدكتاتور العراقي المطاح به صدام حسين من حفرته المثيرة للشفقة من شدة الاتساخ، هو مثال للتصور البدائي للكيفية التي ينظر بها الأمريكيون للحياة وقد أصبح كل العالم ملوي الذراع. لقد كان ذلك هو أوج وذروة الحرب غير العادلة ضد شعب لا حول له ولا قوة، بالإضافة إلى إظهار ذلك الرجل العجوز كما بدا للناس، متعب ومنهك ومستسلم، والذي لم يكن يوما سوى دمية تتبع أوامر سادتها الاحتكاريين الذين طالما خططوا لصنعه طالما كان ذلك مفيدا لهم. صدام لم يكن يوما خطرا على أمريكا، بالرغم من كل الخطب العصماء التي سبقت الحرب والتي ثبت أنها كانت جميعها باطلة. وفي المقابل، جورج دبليو بوش، وبيل كلينتون وكذلك بوش الأكبر من قبل قد قتلوا عراقيين أكثر بمرات مما فعل صدام على طول حياته، فالعشرون ألفا أو ما يقارب من العراقيين الأبرياء الذين أبيدوا في القصف الأخير لمهد الحضارة، كانوا على الأقل أكثر بعشرة أضعاف مرة من عدد المعارضين السياسيين الذين نفقوا بسبب الآلية الإجرامية لنظام صدام الجامد، وبالطبع لم يكن صدام ليأمل أن يتم تدمير هذه الدولة الأممية (العراق) ولم يخطر بباله ذلك. ما فعلته الولايات المتحدة للعراق كان أسوأ بكثير مما كان من الممكن أن يفعله لها صدام.
صدام لم يكن يوما يشكل خطرا على جيرانه، فذلك كان كله من نسج الإعلام الصهيوني. فالدولة الوحيدة التي كانت قلقة من وجوده هي إسرائيل ، لأنه شكل دوما حجر العثرة الكأداء في وجه أطماعها التوسعية للدولة اليهودية الشيطانية. والأمريكيون رفضوا أن يواجهوا تلك الحقيقة البشعة حيال ذلك، فلقد رفضوا أن يعترفوا أن أمريكا قد أصبحت إمبراطورية الشر بحق. لقد ثبت بما لا يدع أي مجال للشك أن جميع الأسباب والحجج التي أدت إلى احتلال العراق ما هي إلا أسباب وحجج كاذبة. فالعراق لا يملك أية أسلحة للدمار الشامل، وليس له أي علاقة بأحداث 11 من سبتمبر، وهما السببين الذين استخدمتهما أمريكا لإطلاق العنان لقوتها العسكرية الغاشمة المجرمة تجاه العراق. إن ذلك يفضح ويفند مصداقية الحملة، ومع ذلك فإن الأمريكيون لا يزالون يرسلون بأبنائهم وبناتهم ويضحون بهم من أجل إدامة تلك الأكاذيب البشعة. فكيف يستطيع الأمريكيون أن يستمروا في دعم الاختلاقات الشيطانية فذلك أمر متروك للمؤرخين لإمعان النظر فيه.
بناءا عليه فأنتم المجرمون والقتلة، أنتم الأشرار، ولكن الأمريكيون بكل بساطة لا يريدون أو لا يستطيعون أن يعترفوا بذلك. لقد بنى بوش قراره في الذهاب إلى الحرب على أكاذيب والتي كلفت إلى الآن حوالي روح 700 أمريكي، مع أكثر من 5000 جريح، والآلاف الذين أصيبوا بأمراض متعلقة باللقاحات التي يتعاطونها، والنشاطات الإشعاعية الناتجة عما استخدموه من أسلحة، والكثير من الأخطار الأخرى غير المعروفة، بالإضافة أنه يوجد إلى الآن ما يقارب 200 بليون (مليار) دولار قد تم إنفاقها من الخزينة والتي لم تذهب إلى دفع رواتب هؤلاء الجنود الذين أرسلنا بهم إلى الحرب، ولا إلى إعمار تلك البلد التي دمرناها للتو. تلك الأموال بوضوح عبارة عن طريق سريع لسرقة الأمريكيين وتدار بواسطة الشركات الأمريكية الكبرى والتي نهبت المليارات عمليا دونما تحريك إصبع واحد حتى. تلك الشركات الأمريكية الكبرى التي يساهم بها بقوة جورج بوش ومعاونيه الفاشيون وتدير أكبر عملية نهب في التاريخ. (متجاوزين بذلك السجل السابق الذي حققه بوش الأكبر في نهب البنوك الأمريكية في نهايات الثمانينيات من القرن الفائت). ولكن الطبيعة الأمريكية الإجرامية، وعليكم أن تتذكروا ذلك، قد تعمقت وتجذرت أكثر عمقا. فلمدة 12 سنة، قامت أمريكا وبريطانيا بقصف العراق بشكل ثابت ومستمر، مدمرتين البنية التحتية لحضارته، وتسببتا بقتل نصف مليون طفل والذين حرموا من العناية الصحية اللازمة والتغذية الملائمة، كل ذلك كان بعد أن تم قتل أكثر من 100,000 في حرب الخليج الأولى، كل ذلك بعد قرن من الاستغلال والقتل الجماعي بيد من ، ومن غيرهم ؟؟ الأمريكيون والبريطانيون. لقد رفض الأمريكيون أن يروا أن تلك الحرب ضد العالم الإسلامي مستمرة منذ أكثر من ألف عام، وأن شيئا لم يتغير أساسا، نحن ننصب قادة يقومون بما نريد، وعندما نجد طريقة تدر ربحا أكثر في حلب وجز صوف ذلك الجزء من العالم، نتصرف مع هؤلاء الذين نصبناهم بطريقة ما، تماما كما فعلنا مع شاه إيران.
فحتى لو كان الأمريكيون لا يزالون غافلين عن الألم الذي نوقعه على هذا الجزء من العالم، أو حتى الأسوأ، أننا نعلم ما نقوم به، والذي يجعل منا قتلة ساديين لتحقيق طريقة حياتنا المتقدمة ،(بالرغم من فسادها السريع)، فإن هذه هي الطريقة الأمريكية الحقيقية: القتل الجماعي من أجل المال. الحرب هي السلام. أن أمريكا تقوم بخلق جحيم على الأرض، وقد تم تحقيق هذه المهمة في كل من العراق وأفغانستان والعديد من المناطق الأخرى. وعلى ما يبدو، فإن المجرمين الذين هندسوا تلك الجحيم، يريدون أن يجعلوا من أمريكا نفسها في نفس المكان من العالم (الجحيم)، فماذا عن الاعتقال والأسر دون محاكمة، والأدوية المسممة التي لا تستطيع أن تثق بها، واعتقال المواطنين الذين يطالبون البنوك التي تم نهبها، وحتى إنهاء نظام التصويت المعتمد. حتى مع وضوح انقضاض هؤلاء المتوحشين، فمعظم الأمريكيين، (على ما يبدوا معطوبي الأدمغة بواسطة التعرض طويل الأجل للفلورايد، والنشاطات الإشعاعية، ومحسنات الأطعمة وغير ذلك من الموهنات)،يفضلون أن يصدقوا الأكاذيب الواضحة التي تنهال من خلال التلفزيون ( لم يبقى ولا صحفي حقيقي في وسائل الإعلام الرئيسية، فقط الأقلام المأجورة) وتقول أن أمريكا لا تزال آخر معاقل الحرية في العالم.
والحقيقة أن ذلك كذب، تماما مثل مقولة أن الحرب هي السلام، وفي الواقع فإن أمريكا هي الدولة النازية الجديدة، وتتبختر حول العالم. الأمريكيون أصبحو كما يقولون هم "المؤتمنون" في سجن هذا العالم. إنهم كالخدم الطيعين في استعمار هذا الكوكب، ولكن عما قريب، كما أن الرأسمالية مستمرة في تدمير ذاتها حول العالم، فإنهم أيضا سوف يقذفون إلى مراتع العبودبة، ويعاملون كالعراقيين، وسيختبؤا في الكهوف كما وجد صدام، مختبئين من الوحوش اللاعقلانية الذين انطلقوا لتعزيز ثرواتهم من النخبة، وليقذفوا بنا إلى اللاوجود. صدام ليس المجرم الحقيقي، فلم يقم بتدمير بلده، لقد قام فقط باستبعاد خصومه السياسيين، الأمر الذي يحدث بكثرة هنا في أمريكا. القاتل الجماعي (السفاح) الحقيقي هو بوش، وتقوم محطات التلفزة الخاصة ليس فقط بتصويره كبطل، بل على الأقل على أنه هو الشخص الذي يؤدي الوظيفة الديمقراطية على أكمل وجه.
الديمقراطية ما هي إلا كذبة بنفس المقدار الذي تمثله عبارة أن الحرب هي السلام، الديمقراطية هي العبارة الطنانة للحكم الاستبدادي، فهناك عملية نهب تتم هنا والتي أصبح من المتأخر إيقافها. إن شفط الأموال، يتم على جميع المصادر وحتى المياه، من الناس الذين امتلكوا من قبل شركات التصنيع العسكري، والتي قامت بتوجيههم بطريقة خاطئة إلى عصر مظلم جديد من التاريخ البشري. والآن وبعد أن تم سجن كل هؤلاء الذين تكلموا بحرية فقط لمجرد محاولتهم وصف ما يحدث بدقة، مثل، ليونارد بيلتير، إيرنست زاندل، تشارلز سيل، وريك ستانلي، والقائمة دوما كانت غير منتهية، هانحن نشهد فجر عصور ظلمات جديدة والتي يجب عليك فيها أن تصدق ما تسمعه عبر التلفاز، وإلا ستفقد كل ما تملك. عليكم أن تبقى في حالة تأهب قصوى، وخلال ذلك ستبقون في بيوتكم ولن تستطيعوا مغادرتها بحيث سيكون بمقدورهم المرور عليكم بيتا بيتا ويأخذونكم منها واحدا واحدا. لقد أصبح الحلم الأمريكي الآن عبارة عن كابوس ولا يمكن الفرار منه
منقول من الايميل
تحياتي