كل ما اعرف.....إني لا أعرف شيئا!!!
هذه المقولة الشهيرة ليست مقولتي ولا من كتاباتي لأنها اكبر بكثير مما أمتلكه من معرفة متواضعة....ولكني أعتبرها نبراسا يقتدى بها ومفهوم تربوي ينبغي العودة إليه بين فترة وأخرى للاستعانة به لما تعنيه هذه المقولة من مدلولات ومعاني عميقة, لاسيما وان قائلها يمتلك الغزارة في العلم والمعرفة ويعتبر احد الفلاسفة الفطاحل والمتميزين في عصر النهضة اليونانية....انه الفيلسوف اليوناني( سقراط ) الذي يرى أن العلم هو الفضيلة وان المعرفة والدراية تكتسب من خلال الاستمرار بالتعلم وكأنك لا زلت في مرحلة البداية !!إ فاذا كان هذا النابغة والفيلسوف الذي ساهم في تطوير النهضة الفكرية اليونانية في عصرها الذهبي وأستاذ الفلاسفة العظماء( أرسطو وأفلاطون) يقول إني لا اعرف شيئا رغم خزين علمه , ولو قارنا مقولته هذه بما نملك من معرفة ,لوجدنا أنفسنا بحاجة الى الكثير الكثير للتعلم , مما يؤكد على تواضع هذا الفيلسوف الذي قدم الشيء الكثير للإنسانية في مختلف العلوم الاجتماعية ,وإنها لحكمة للذين يعتقدون إن ماوصلوا إليه من معرفة يغنيهم عن التطلع والبحث والاستنارة بمن سبقوهم بالتجارب والخبرة .... لان الخبرات لم تأتي أنيا وإنما من خلال عمل مستمر ولحقبة طويلة من الزمن تخللتها أحداث ومواقف صعبة مما ولدت لديهم المقدرة على إيجاد الحلول المناسبة نتيجة تلك التجارب,فأن الوصول إلى الهدف المطلوب يحتاج إلى المزيد من الجهود العلمية والثقافية التي من شانها النهوض بالعملية التعليمة والتي بدونها لا يتحقق التطور الذاتي ولا الجماعي ؟؟ وهذا ينطبق على كافة المجالات ومنها المجال الرياضي الذي أصبح علما قائما بحد ذاته والذي يتطلب من العاملين فيه وعلى جميع الأصعدة السعي للحصول على ما هو مستجد من خلال الفرص التي توفرها الدولة بشكل مستمر والمتمثلة باللجنة الاولمبية القطرية والمؤسسات الرياضية المختلفة سواء الدورات التدريبية الفنية أو الإدارية أوغيرها من الأنشطة الأخرى لغرض تطويرهم والذي ينعكس إيجابا على الرياضة والنهوض بها ,لان الانجاز الرياضي عملية تربوية متكاملة ومترابطة مع بعضها البعض ولن تقتصر على جهد فردي مطلقا ,أو رأي محدد !! وإنما بمشاركة أراء الآخرين ممن يمتلكون الدراية والخبرة والاستئناس بمقترحاتهم للاستفادة منها والأخذ بعين الاعتبار بما هو مفيد ...... إن تحقيق الطموح والوصول لأي هدف يحتاج إلى السعي والمثابرة للحصول على المزيد من المعلومات والتسلح بالثقافة الرياضية العامة التي أساساها التطلع لمعرفة ما هو جديد في العلوم الرياضية, ,حيث إن للثقافة الرياضية العامة دور مؤثر في الاختصاص الرياضي والارتقاء به .....فمهما يبلغ الإنسان من مكانة علمية أو معرفة فهو بحاجة أكثر إلى التعلم, ولنأخذ من مقولة الفيلسوف (سقراط) كل ما اعرف ......إني لا اعرف شيئا, نموذجا نحتذي به لتواضعه رغم ما يمتلكه من غزارة كبيرة في العلم وسعة ألأفاق إذ انه ضليع في الفكر الإنساني والوجداني وهو الذي يطلق عليه أبو المنطق لقدرته الفائقة في استنباط المعرفة إضافة إلى العلوم الاجتماعية والفلسفية التي ساهمت في خدمة المجتمعات الإنسانية.....التواضع في العلم والمعرفة يحفز إلى التعلم والدراية.....فمن قال لا اعرف قل له تعلم ......ومن قال مستحيل قل له حاول .