كنت اقرأ احدى الكتب واعجبتني هاي القصه وحبيت انكم اتشاركوني
وهذا ماقاله احدى الشباب حبيت ان انقل لكم القصه بالكامل يقول :
خطبت فتاه من معارفنا وقد وافقوا والحمد لله ولكنهم _ اشترطوا أن نقيم حفلة زفاف كبيرة , وأن نضع " الكوشة " واجلس فيها بجانب العروسة ساعات طويلة , وهذا الأمر يرعبني جدا, فأنا "" معقد"" من الحفلات عامة , ومن حفلات الزواج الكبيرة خاصة .........
ويعود السبب في ذلك إلى موقف محرج جداً , سبق أن مررت به ولا يمكن أن أنساه فقد كنا في وليمة عرس ...
وكان عمري _ على ما أذكر _ سبعة عشر عاماً ....
وكنا نحن الشباب " نشيل " التباسي ( الصحون الكبيرة ) ونقدمها للضيوف , بأن نصفها بجانب بعضها على " السماط " الطويل جداً والمحاط من جانبيه بالضيوف الجلوس وهم كثيرون جداً فالدعوة دعوة عرس ( جفلى ) غير من يحضرها من الطفيليين وهم قليلين .....
وكنا نشيل الصحون اثنين اثنين , أي أن كل شابين يتعاونان على حمل صحن من الجانبين , الا النشاط منا فكانوا يتفاخرون بأن الواحد منهم يستطيع أن يحمل الصحن وحده على رأسه , وخطر لي في تلك الوليمة أن أتفاخر , حين رأيت صديقاً لي يحمل صحناً كاملاً على رأسه , فلماذا لا أكون مثله ؟؟
وحملت الصحن الكبير والملتهب وفوقه نصف خروف مقلي يكاد يغلي وساعدني في تحميله على رأسي قريب لي وسار زميلي وسرت وراءه ووصلنا الى السماط الطويل وأنا اتمنى الفرج فقد كان الحمل بحق حاراً وثقيلاً وحلفت بيني وبين نفسي الا أحمل صحنا غيره وحدي أبداً وليذهب التفاخر الى الجحيم وبدا لي أن نهاية السماط ( حيث يجب أن نضع الصحون ) بعيدة جداً جداً وسمعت زميلي الذي سبقني يقول وهو يحمل صحنه :
حياكم الله حياكم الله !!!!
فأخذت أردد مثله , وكان الحمل ثقيلاً , وكان ثوبي طويلاً فتعثرت بطرف ثوبي وأنا أردد حياكم الله حيــــــــــــا
ولم أكمل لأنني سقطت أنا وصحني وقفز المفطح الذي يغلي على حجر " شـــــايب" مهيب وتناثر الأرز الحار على الحاضرين الأنيقين واحمر وجهي وضاق صدري ولم أدر ما أفعل وصحني قد زلق من يدي وتناثرت محتوياته الملتهبة على الضيوف الحاضرين وساد الصراخ والهرج فأطلقت ساقي للريح وخرجت من الباب لم أغسل يدي ولا وجهي ولا ثيابي من الارز الذي أصابني !!!!!
ومن يومها وأنا اكره ولائم العروس!!!!!
************************************************** ********
لقد تعرض هذا الشاب لما يسميه علماء النفس " الفعل المنعكس الشرطي" فأي وليمة عرس مشروطة في ذاكرته بذلك الفعل المحرج جداً الذي وقع منه فيهرب من مواجهة هذا الموقف وان حضر اصابته اضطربات يزيد في اضطرباته الاصليه فيدخل في حلقة مفزعة من الفزع او " الرهاب" كما يسميه علماء النفس .... عنده نوع من " الرهاب الاجتماعي " بسبب موقف اجتماعي مؤلم جدا , وهناك كثيرون مثله واجهوا مواقف مؤلمه فأثرت في نفسياتهم وفي سلوكهم ( برهاب الموقف ) وخاصه إذا تعرضوا له وهم أطفال أو مراهقون لم تنضج نفسياتهم بعد فإنه يطبع في نفسياتهم بشكل حاد ومؤلم بل يحفر العقده في نفوسهم كالحفر في الصخر , الطفل اذا اقفل عليه الباب واخذ يصرخ وتأخر الانقاذ واصابه الرعب يصاب غالبا ( برهاب الأماكن المغلقه ) . وهذا مااصاب الشاب وعلاجه سهل عند اطباء النفسية يدربونه على المواقف التى يخاف منها بالتدريج ويعطونه بعض المهدئات الضرورية لكسر العقدة ........
والعلاج هذا ليس لكي يضمن زواجه بل لكي يرتاح في حياته كلها والله الموفق