شجعي طفلك على تكوين صداقات جديدة
يبدأ الطفل بدخوله الحضانة ووصوله لسن المدرسة بتنمية علاقاته الاجتماعية, والتعرف على أطفال آخرين, وبالتالي فإنه قد يبدأ في اختيار أصدقائه بنفسه. ورغم أنك قد لا تتمكنين كأم من التحكم في الأصدقاء الذين يختارهم طفلك, لكن يمكنك في الوقت نفسه أن تقومي بتوجيه طفلك وتعليمه كيفية التعرف على الأصدقاء, وتكوين علاقات صحية إيجابية معهم. وإليك مجموعة من النصائح والأفكار التي ستمكنك من تعليم طفلك كيف يتعرف على أصدقاء جدد وتكوين صداقات مؤثرة:
لا تقارني طفلك بالأطفال الآخرين
إن كل طفل ينمو بطريقة مختلفة وبمعدل مختلف عن الطفل الآخر, مع الوضع في الاعتبار أن كل طفل بالتأكيد يمتلك شخصية مختلفة عن أي طفل آخر حوله, حتى إذا كان صغير السن. يجب على الأم أن تبتعد تماما عن مقارنة طفلها بالأطفال الآخرين وأن تبتعد أيضا عن التنافس مع أي أم أخرى بسبب الأطفال. تذكري دائما أن امتلاك الطفل لكثير من أصدقاء اللعب أمر لا يعني أنه متفوق على المستوى الاجتماعي، فهناك طفل قد تكون طبيعته اجتماعية أكثر من غيره, وهو الأمر الذي قد يسهل عليه مهمة تكوين الصداقات منذ سن مبكرة. وهناك طفل آخر قد يكون انطوائيا بعض الشيء. وهذا الطفل سيحتاج لكلمات التشجيع من أمه, وهو الأمر الذي سيساعده في التعرف على أصدقاء جدد.
قدوة حسنة
كوني قدوة حسنة أمام طفلك فيما يخص احترامك وتقديرك لأصدقائك, ويمكنك أن تلعبي مع طفلك ألعابا تعلمه المشاركة والصبر ومهارات تكوين الصداقات المختلفة. يجب أن تشجعي طفلك في حالة التعرف على أصدقاء جدد, ولكن دون أن تقومي بالضغط عليه, خاصة إذا كان الطفل خجولا لأنه في تلك الحالة سيحتاج لبعض الوقت لحين التعرف على أصدقاء جدد. إذا كنت ستحددين لطفلك موعدا يلعب فيه مع صديقه فيجب أن تفكري في هذا الأمر جيدا, ولا تحددي الموعد في فترة بعد الظهر مثلا عندما يكون الطفل عصبيا أو يشعر بالضيق. وفي البداية يمكنك أن تحددي ساعة أو نصف ساعة كمدة للعب طفلك مع الصديق الجديد, وإذا شعرت أن طفلك مستمتع بالجلوس مع صديقه فيمكن للمدة أن تزيد. إذا كان طفلك سيذهب لمقابلة طفل آخر لأول مرة فيجب ألا تتركيه بمفرده حتى يكون مطمئنا.
شجعيه على الصداقة
إذا كان طفلك لا يزال صغير السن فيمكنك أن تشجيعه في التعرف على أصدقاء في عمر ما قبل دخول المدرسة, مع الوضع في الاعتبار أن الطفل سيتأقلم من حيث التعامل مع طفل أكبر أو أصغر منه. ويمكن لطفلك أن يقترح على صديقه بعض الأفكار المتنوعة لألعاب مبتكرة. شجعي طفلك على ممارسة نوع من الرياضة يكون محببا إليه, مع الوضع في الاعتبار أن ممارسة الطفل لأنشطة خارج نطاق المدرسة فرصة جيدة جدا له يمكنه من خلالها التعرف على أصدقاء جدد. ويمكنك أيضا أن تمنحي لطفلك الموافقة فيما يخص دعوة أصدقائه للمنزل للعب معهم. يجب أن تراقبي طفلك جيدا من ناحية مزاجه العام حتى لا تجبريه على التعرف على صديق جديد في وقت يكون فيه يشعر بالضيق, ويحتاج للجلوس بمفرده, أو حتى للعب بمفرده.
راقبي طفلك جيداً
يجب أن تراقبي طفلك وهو يتعامل مع الأطفال الآخرين؛ لأن هذا الأمر قد يكشف لك الكثير من الأمور, خاصة إذا كان الطفل يواجه مشاكل مع أصدقائه. ويمكنك من خلال مراقبة طفلك أن تكتشفي ما إذا كان يتعامل مع أصدقائه بعنف أو بنوع من التحكم, أو أنه لا يحب المشاركة مع الآخرين, مع الوضع في الاعتبار أنك آنذاك يمكنك أن تعملي مع طفلك على تطوير مهارات إيجابية تمكنه من التعرف على أصدقاء جدد. إن أي طفل سيمر بالتأكيد في وقت من الأوقات ببعض المشاكل مع أصدقائه؛ ولذلك فعليك أن تساعدي طفلك على تعلم مهارة التعامل مع المشاكل وحلها. شجعي طفلك أن يتحدث مع صديقه إذا كان يشعر بوجود مشاكل بينهما، فيجب على الطفل أن يتعلم مهارة التعبير عن مشاعره.
* كيف تعالجين اضطراب النوم عند طفلك؟
كل أم حريصة على التأكد من أن طفلها يحصل على كفايته من النوم, وهو الأمر الذي سيجعل الطفل مرتاحا نفسيا, وسيجعله أكثر تركيزا سواء كان يلعب أو يتعلم ويدرس, مع منع إصابة الطفل بالإرهاق وحماية جهازه المناعي. وعلى كل أم أن تعلم أن الطفل خلال أول شهرين من عمره يكون جدول نومه غير منتظم, ويكون عدد ساعات نومه ما بين 12 و18 ساعة في اليوم. وفي الفترة ما بين ثلاثة وستة أشهر يبدأ الطفل في الانتظام في النوم. وبدءا من الشهر الثالث وحتى بلوغ الطفل عاما واحدا يجب أن يكون عدد ساعات نومه من 14 وحتى 15 ساعة. وفي مرحلة التسعة أشهر سينام معظم الأطفال نوما متواصلا بمعدل ست أو سبع ساعات متواصلة.
إذا كنت تقومين بهز طفلك في سريره كل يوم لتساعديه على الخلود للنوم فاعلمي أنه مع الوقت لن يتمكن من النوم بمفرده دون مساعدتك أو تواجدك. وقد يبكي بعد ذلك للحصول على انتباهك, ومن الأفضل أن تضعي طفلك في سريره عندما يشعر بالنعاس, وليس عندما يكون قد نام بالفعل. إن الطفل إذا لم يحصل على كفايته من النوم فإنه قد يصبح عصبيا, وعليك أن تعلمي أن الطفل في سن ما قبل المدرسة يحتاج ما بين 11 و14 ساعة نوم في اليوم, مع الوضع في الاعتبار أن عدد الساعات هذا قد يتضمن النوم خلال النهار أو نوم القيلولة. وبالإضافة لما سبق ففي مثل هذه السن أيضا يجب أن تكون هناك مواعيد محددة لنوم طفلك, ولتناوله الطعام, وحتى لنومه خلال النهار. ببلوغ الطفل ستة أشهر يمكنك أن تشجعيه على العودة للنوم دون مساعدتك, وإذا كان الطفل لا يشعر بالمرض ولكنه قلق ولا يستطيع النوم فيمكنك أن تتحدثي إليه بصوت دافئ وتقومي بالربت على ظهره, ولكن دون حمله أو إطعامه في وسط الليل.
إن خلق روتين يومي لطفلك قبل ذهابه للنوم أمر سيساعده على النوم بعد ذلك بسهولة, ويمكن لهذا الروتين أن يتضمن إعطاءه حماما, أو أن تقرئي له قصة, مع الوضع في الاعتبار أن هذا الروتين يجب أن يكون هو نفسه كل يوم. وينصح الخبراء أن تبدئي هذا الروتين مع طفلك ببلوغه أربعة أشهر. وعلى كل أم أن تعلم أن طفلها أحيانا قد يقاوم الخلود للنوم, وقد يحاول اختراع بعض الأسباب للسهر, فقد يطلب مثلا أن يشرب أو أن يذهب للحمام. وإذا كنت ستذهبين لغرفة نوم طفلك في حالة استيقاظه خلال الليل فيجب أن تكون زيارتك له قصيرة.
يجب على كل أم أن تعلم أن طفلها إذا لم يحصل على كفايته من النوم خلال النهار فإنه لن يتمكن من الخلود للنوم ليلا، ويحتاج معظم الأطفال للنوم خلال النهار مرتين أو ثلاث مرات, وقد يستمر هذا الأمر حتى بلوغ الطفل خمسة أعوام. ويجب أن تحرصي أن يكون نوم طفلك خلال النهار في فترة بعد الظهر, وألا يكون بالقرب من موعد نومه خلال الليل.
يجب أن تستشيري طبيب طفلك في حالة إذا كان طفلك يعاني مشاكل تنفس أثناء النوم. إن الأحلام السيئة عادة ما تنتهي عند الطفل ببلوغه فترة المراهقة, واعلمي أن طفلك إذا انتابه كابوس فإنه سيخبرك بهذا الأمر, مع الوضع في الاعتبار أن الطفل قد ينسى الكابوس الذي انتابه وهو نائم. هناك بعض المشاكل الطبية التي قد تجعل طفلك يعاني صعوبة في النوم, مثل حساسية الصدر ونزلات البرد, وأحيانا يمكن لدواء يتناوله طفلك أن يجعله غير قادر على النوم, مثل أدوية نزلات البرد وأدوية الحساسية, ويمكنك في تلك الحالة أن تتحدثي مع الطبيب حول تغيير نوع الدواء أو الجرعة, أو وقت إعطائه للطفل.