رحلة صيف .. خارج التغطية !!
كانوا في جلسة سمر يتحدثون عن إجازة الصيف ، والأمكنة التي يودون القضاء فيها ، وكيفية الترحال ، وما إلى ذلك من شجون حديث السفر ..
فدار رحا الحوار حتى جاء على لسانه وهو يقول : أما أنا فأنوي أن أصحب أسرتي لقضاء عطلة الصيف إلى خارج البلاد !!
فقالوا له :
إنه عامك الثالث على التوالي الذي تقضي فيه إجازتك في الخارج !! أما توفر مالك وتعبك وجهد السفر وتقضي إجازتك في بلادك ؛؛
حتى أنك بعملك هذا تنعش اقتصاد بلادك بقضاء الإجازة فيها .. فتكون بذلك أنت المستفيد والمفيد في آن واحد ..
حتى أن وطنك مليء بالمرابع والمصايف التي تمنحك أنت وأسرتك الهدوء والأمن .. فضلاً عن لطافة الجو .. وفرصة التعرف على جانب من وطنك ؟!
فالتفت إليهم بعد أن تنحنح .. وسوى بكلتا يديه عقاله المائل ..
ثم قال : عن أي مرابع تتحدثون .. وأي مصايف تنتظرون في هذا الحر اللاهب !!
أحسب أنكم تقصدون الطائف .. لقد ذهبت إليها عندما كان شعاري ( صيفي في بلادي ) ، وبعد أن مسحتها متراً متراً لأبحث عن سكن قيل لي : لن تجد أقل من هذا السعر للسكن !!
خمسون ألف مقابل السكن في فترة الصيف فقط !! غير معقول ..
فعقدت الخنصر والبنصر لأجمع وأطرح ، ولكن المعادلة أنتجت بأن اقتصر على أيام عدة .. فاستنزفت ثلث المال المُعَد لقضاء الإجازة ..
ثم بدأت أدحدر من خريطة المملكة متوجهاً إلى الجنوب .. وكلما استوقفتني مدينة أو قرية لأرى جمالها وبغية المقام فيها قيل لي : مرحباً ألف .. والسكن بألف !!
فقلت وقد صُدِمت من السعر : تكفى النصف .. بدون حلف ..!!
فقيل : للأسف .. كنا نؤجر فوق الألف !!
فقضيت فيها ما بقي من المال .. فلم يتجاوز ذلك فترة شفاء من سعال !!
فرجعت إلى مدينتي .. وقد بقي من الصيف الكثير والكثير ..
فقلت لأسرتي : لا تقلقوا .. فإن صيفنا القادم .. خارج التغطية !!
ثم قال متنهداً :
إن المشكلة ليست مشكلتي بقدر ما هي مشكلة الذين يساومون ويغالون إلى درجة الطرد والنفور .. وهذا ما حصل بالنسبة إلي .. ودفعني إلى البحث عن البديل حتى ولو كان البديل خارج التغطية ..
وأخوك مكره لا بطل !!
فكانت حصيلة ما أنفقه ( خارج التغطية ) ..
بداية بتذاكر السفر وصولاً لإيجارات السكن .. ونهاية بالمصروفات المعتادة .. جميعها لم تتجاوز إيجار بيت في الطائف .. إن لم تكن أقل منه !!.
،
،
،