إن اكتئاب الأم قد يكون له أثره العميق في الطريقة التي تتعامل بها الأم مع طفلها؛
فعلى سبيل المثال قد يعوق الاكتئابُ الأم عن اتباع الإجراءات الصحية الوقائية المطلوبة لصالح الطفل،
تلك الإجراءات التي تقلل فرص إصابة الطفل بمرض أو أذى.
فهناك دراسة قد أظهرت مؤخرًا العلاقة بين اكتئاب الأم وتلك الإجراءات الوقائية،
ونشرت في مجلة طب الأطفال الأمريكية Pediatrics بتاريخ مايو 2000م.
استندت الدراسة إلى تقريرين أصدرهما المركز الدولي للإحصائيات الصحية،
وشارك في التقرير 7537 أمًّا مع وليدها.
واعتمدت الدراسة على المقاييس الخاصة بالإجراءات الوقائية المختارة
(مثل استخدام المقاعد السيارة، وأغطية التوصيلات الكهربية).
أما المقاييس الخاصة بأعراض الاكتئاب فقد استمدتها الدراسة من تقريرين
لمركز دراسات الأوبئة وقياسات الاكتئاب، ومن ذلك تعينت العلاقة
بين أعراض الاكتئاب لدى الأم والإجراءات الوقائية
(وقد أخذت هذه التقارير بعين الاعتبار، العوامل واسعة الاختلاف
مثل: الخلفية العرقية، والمستوى التعليمي، والدخل، والأم وحالة الطفل).
وكانت الأمهات اللاتي يعانين من أعراض الاكتئاب قد سجلن معدلات أقل
فيما يتعلق باتباعهن الإجراءات الصحية الوقائية لصالح الطفل.
ويعني ذلك أن اكتئاب الأم يعد مشكلة حقيقة، لا تهدد صحة الأمهات فقط، بل والأطفال أيضًا؛
ولذلك فعلى الأم التي تعاني من حالة الاكتئاب أن تنشد علاجها؛
فعلاجها لن يجعلها فقط تشعر بتحسن، بل ربما يمكّنها من أن ترعى أبناءها بشكل أفضل.