تحليل - أيمن محمد:
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
برشلونة فاز "لا"..برشلونة عاد "لا " .. برشلونة "....".... لم أكن قادرا تحديدا على كتابة الافتتاحية كالمعتاد فبرشلونة هذه المرة متغير وحتي التكتيك الجديد الذي تم استخدامه أمس تم تطويعه طبقا للاماسيا واستفادت منظومة برشلونة من الفشل في ضرب التكتل الدفاعي سواء كان امام فرق إيطالية ( الإنتر) أو بعقول إيطالية ( دي ماتيو ) أو بالاثنين معا أمام ميلان أليجري الذي أهدر فرصة ذهبية لدخول التاريخ والتكملة بفريق من المغمورين باستثناء مونتليفو إلي الثمانية الكبار.
سريعا سندخل إلي أجواء اللقاء والذي كان مليئا بالأفكار التكيتيكة من جانب برشلونة وبالأفكار الكارثية من جانب إليجري ادت في النهاية إلي تعويض ثأر قديم قبل ما يقرب من 20 عاما وهزيمة تاريخية على أرض معبد الاوليمب بأثينا.
برشلونة الجديد
• سأبدأ أولا بتشكيلة ميلان والتي كانت مليئة بخطأ واحد كان كفيلا مع تكتيك البرشا بمضاعفته مرتين او ثلاثة لعب إليجري بنفس التكتيك 4-3-3 بوجود كونستانت وميكسس وزاباتا وأباتي أمامهم مونتليفو وأمبروزيني وفيلاميني ثم الثلاثي شعراوي وبواتنج ونيانج.
• غيابين عن الميلان كانا كفيلين بتحويل شكل الفريق غياب مونتاري الأكثر دفاعية وقوة من فيلاميني كما كان لغياب باتزيني الذي كان ضاغطا بقوة على بوسكيتس في لقاء الذهاب فرصة ذهبية ليعود ( مجهول خط الوسط للكتلان ) إلي قمة أدائه.
• 3-2-4-1 هذه هو التكتيك الجديد الذي فأجأ به برشلونة العالم أمس فليست الأسماء فقط هي من صنعت الفارق ولكن التكتيك الذي تم التدرب عليه هو سر النجاح أمس لعب برشلونة بألبا وماسكيرانو وبيكي في الدفاع أمامهم لعب بوسكيتس كارتكاز ثابت يعاونه احيانا شافي وتارة إنيستا أما الرباعي الامامي فلعب بيردو كجناح ايسر يقابله الفيس جناح ايمن وفي العمق ميسي وأحد الثنائي ( إنيستا –شافي ) وفي الأمام لعب دافيد فيا.
• كان يمكن لبرشلونة ان يلعب بنفس التكتيك السابق 4-3-3 وان يلعب فيا كجناح أيسر كالمعتاد .. ولكن هنا يظهر قيمة المدرب وقيمة التكتيك في تطويع قدرات اللاعبين وتغيير أماكنهم حتي يستطيعون صناعة الفارق ومن هنا كان إشراك فيا كرأس حربة صريح أول اللمحات التكتيكية.
• تواجد شافي أو إنيستا بجانب ميسي كان هو الخدعة الثانية من جانب (رورا –تيتو) فالاثنين خلف فيا وبالقرب من منطقة جزاء الميلان سيشكلان أرقا ليس لدفاع الميلان ولكن لوسطه.
• خلف خطوط العدو ... اسم لفيلم امريكي شهير في بداية الألفية كان هو اقرب لتوصيف ماذا حدث من ثلاثي ارتكاز الميلان حيث قاموا بالتركيز على الكرة امامهم ونسوا ميسي خلفهم فتحرك البرغوث الأرجنتيني كما يحلو له بدون رقابة خلف الارتكاز.
• هنا تظهر قيمة فيا فلو أن رأس الحربة تواجد على الأطراف لسهلت رقابة ميسي من جانب ميكسس ويقوم زاباتا بالتغطية خلفه ولكن تواجد فيا في العمق جعل أحدهم مشغولا برقابته والثانية بات حائرا هل يخرج من منطقة جزاءه لمراقبة ميسي أم يظل في انتظار الإعصار الأرجنتيني.
• حتي في الاوقات القليلة التي كان فيها مونتليفو منتبها لميسي كان شافي يدخل كعنصر إضافي خلف فيا ليقوم بنفس الدور وفي ظل وجود الثنائي الوديع ( فيلاميني –امبروزيني ) بات العبور إلي دفاع الميلان أسهل ما يمكن.
• تواجد الفيس كجناح صريح وبيدرو مقابلا له فتح الملعب على مصراعيه وكان الهدف منه شغل او سحب بواتنج والشعراوي إلي أقصي طرف الملعب ومع مساحة الكامب نو الشاسعة بات ميسي ورفيقه في الهجوم تحت فيا في مساحة استلام وتسلم اكثر من خمسة يادرات .. وهذا كفيل جدا بإحداث الزلزال المرجو من كتالونيا.
• كل هذا كان جميلا على الورق لكن الأهم هو قدرة الفريق على سرعة استخلاص الكرة من الخصم والضغط المبكر في كافة أنحاء الملعب وهو ما أعطي للتكتيك الجديد فاعليه وهذا ما كان ينقص برشلونة في الفترة السابقة.