هلا وغلا
العبادة وأنواعها
العبادة
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنية ,
وكل عمل يكون عبادة إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل .
شروط قبول العمل
1)_ الإيمان :
فلا يقبل الله العمل من غير المؤمن .
2)_ الإخلاص :
فلا يقبل الله العمل إلا إذا كان خالصا لله وحده .
3)_الإتباع :
فيجب أن يكون العمل موافقا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
أنواع العبادة
اعلم أن العبادة لا تخرج من الأنواع الثلاثة الاتية :
1)- اعتقادية :
وهي أساسها ، وذلك أن يعتقد أنه الرب الواحد الأحد الذي له الخلق والأمر وبيده النفع والضر
وأنه الذي لا شريك له ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ،
وأنه لا معبود بحق غيره ، وغير ذلك من لوازم الألوهية , ويجب أن ينطق بكلمة التوحيد ،
فمن اعتقد ما ذكر ولم ينطق بها لم يحقن دمه ولا ماله،
وكان كإبليس فإنه يعتقد التوحيد بل ويقر به ، إلا أنه لم يمتثل أمر الله فكفر ,
ومن نطق ولم يعتقد حقن ماله ودمه وحسابه على الله ، وحكمه حكم المنافقين .
2)- بدنية :
كالقيام والركوع والسجود في الصلاة , ومنها الصوم وأفعال الحج والطواف .
3)- مالية :
كإخراج جزء من المال امتثالا لما أمر الله تعالى به.
وأنواع الواجبات والمندوبات في الأموال والأبدان والأفعال والأقوال كثيرة،
لكن هذه أمهاتها .
فإفراد الله تعالى بتوحيد العبادة لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله له والنداء في الشدائد والرخاء
لا يكون إلا لله وحده، والاستعانة بالله وحده
واللجوء إلى الله والنذر والنحر له تعالى وجميع أنواع العبادات
من الخضوع والقيام تذللا لله تعالى والركوع والسجود والطواف
والتجرد عن الثياب والحلق والتقصير كله لا يكون إلا لله عز وجل .
ومن أنواع العبادة
الدعاء وأنواعه
معنى الدعاء
استدعاء العبد ربه عز وجل العناية ، واستمداده إياه المعونة،
وحقيقته: إظهار الافتقار إليه ، والتبرؤ من الحول والقوة ،
وهو سمة العبودية ، واستشعار الذلة البشرية ،
وفيه معنى الثناء على الله عز وجل وإضافة الجود ، والكرم إليه .
أنواع الدعاء
1)- دعاء مسألة
فدعاء المسألة هو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وهو عبادة إذا كان من العبد لربه ،
لأنه يتضمن الإفتقار إلى الله تعالى واللجوء إليه ،
واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة ,
ويجوز إذا صدر من العبد لمثله من المخلوقين إذا كان المدعو يعقل الدعاء ويقدر على الإجابة .
2)- دعاء العبادة
وهو إن يتعبد به للمدعو طلباً لثوابه وخوفاً من عقابه
وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة .
الخوف وأنواعه
الخوف
هو الذعر وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرراً أو أذى ،
وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن خوف أولياء الشيطان وأمر بخوفه وحده .
أنواع الخوف
1)- خوف طبيعي
كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا يلام عليه العبد .
2)- خوف العبادة
أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله تعالى , وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر .
3)- خوف السر
كأن يخاف صاحب القبر ، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً من الشرك .
الرجاء
هو طمع الإنسان في أمر قريب المنال ، وقد يكون في بعيد المنال تنزيلاً له منزلة القريب ,
والرجاء المتضمن للذل والخضوع لا يكون إلا لله عز وجل وصرفه لغير الله تعالى شرك إما أصغر ،
وإما أكبر بحسب ما يقوم بقلب الراجي .
وأعلم أن الرجاء المحمود لا يكون إلا لمن عمل بطاعة الله ورجا ثوابها،
أو تاب من معصيته ورجا قبول توبته ، فأما الرجاء بلا عمل فهو غرور وتمن مذموم .
التوكل وأنواعه
التوكل
التوكل على الشيء الإعتماد عليه ,
والتوكل على الله تعالى الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار
وهو من تمام الإيمان .
أنواع التوكل
1)- التوكل على الله تعالى
وهو من تمام الإيمان وعلامات صدقه وهو واجب لا يتم الإيمان إلا به .
2)- توكل السر
بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة ، أو دفع مضرة فهذا شرك أكبر ؛
لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفاً سرياً في الكون ،
ولا فر ق بين أن يكون نبياً ، أو ولياً ، أو طاغوتاً عدوا لله تعالى .
3)- التوكل على الغير
فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه
مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه
فهذا نوع من الشرك الأصغر لقوة تعلق القلب به والاعتماد عليه ,
أما لو أعتمد عليه على أنه سبب وأن الله تعالى هو الذي قدر ذلك على يده فإن ذلك لا بأس به .
الرغبة
هي محبة الوصول إلى الشيء المحبوب .
الرهبة
هي الخوف المثمر للهرب من المخوف فهي خوف مقرون بعمل .
الخشوع
هوالذل والتطامن لعظمة الله بحيث يستسلم لقضائه الكوني والشرعي.
الخشية
الخشية اخص من الخوف ويتضح الفرق بين الخوف و الخشية
بالمثال الأتي إذا خفت من شخص لا تدري هل هو قادر عليك أم لا فهذا خوف ،
وإذا خفت من شخص تعلم أنه قادر عليك فهذه خشية .
الإنابة
الرجوع إلى الله بالقيام بطاعته واجتناب معصيته وهي قريبة من معنى التوبة إلا أنها أرق منها
لما تشعر به من الاعتماد على الله واللجوء إليه ولا تكون إلا لله تعالى .
الإستعانة وانواعها
الإستعانة
طلب العون .
أنواع الاستعانة
1)- الإستعانة بالله
وهي الإستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه ،
وتفويض الأمر إليه ،
واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى .
2)- الإستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه
فهذه على حسب المستعان عليه فإن كانت على بر
فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين , وإن كانت على مباح فهي جائزة للمستعين والمعين
لكن المعين قد يثاب على ذلك ثواب الإحسان إلى الغير ومن ثم تكون في حقه مشروعة .
3)- الاستعانة بمخلوق حي حاضر غير قادر
فهذه لغو لا طائل تحتها مثل أن يستعين بشخص ضعيف على حمل شيء ثقيل .
4)- الاستعانة بالأموات مطلقاً
أو بالأحياء غير حاضرين لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك
لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفيا في الكون .
5)- الاستعانة بالأعمال
والأحوال المحبوبة إلى الله تعالى وهذه مشروعة .
الاستعاذة وانواعها
الاستعاذة
هي طلب العوذ , وأعوذ : معناها ألتجئُ وأعتصمُ وأتحرز ,
تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , معناها ألتجئ وأعتصم وأتحرز بالله من شر الشيطان الرجيم ,
فإذن الاستعاذة طلب العوذ طلب المعتصَم ,
طلب الحِرز , طلب ما يعص م , طلب ما يحمي , هذه الاستعاذة .
أنواع الاستعاذة
1)- الإستعاذة بالله تعالى
وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به
واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل ، صغير أو كبير .
2)- الاستعاذة بصفة
ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك .
3)- الإستعاذة بالأموات
أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك .
4)- الإستعاذة بما يمكن العوذ به
من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها فهذا جائز .
.
.
.
اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا
اللهم ارفع جهلنا وارحم ضعفنا واجبر كسرنا
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك
دمتم بحفظ الباري
وعلى الخير بإذن الله نلتقي
كلمــات مـن ذهـب
نصيحة
قال الشعبي لأصحابه
لاتقدموا على أمر تخافون أن تقصروا دونه
ولا تعدوا أحداً عدة لا تستطيعون إنجازها
ولا تحدثوا من الناس من تخافون تكذيبه
ولاتسألوا أحداً تخافون منعه