حذر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اللاعبين من ممارسة أي طقوس دينية داخل المستطيل الأخضر مثل السجود للمسلمين و"التثليث" للمسيحيين وذلك في أعقاب احتجاج تقدم به الاتحاد الدنمركي لكرة القدم على تصرف اللاعبين البرازيليين داعياً إلى ضرورة الفصل بين الرياضة وأي شعارات دينية وسياسية. وكانت فتوى سعودية قد صدرت هذا العام تؤكد عدم جواز سجود اللاعبين في الملاعب باعتباره "مسيئا للإسلام"، إثر قيام عدد كبير من اللاعبين بالسجود بعد تسجيلهم الأهداف، لكن البعض رفض الفتوى، معتبرين أن السجود شكراً لله عقب تسجيل الأهداف بمثابة الدعوة إلى الله.
وانتقد الفيفا لاعبي المنتخب البرازيلي بسبب ارتدائهم قمصانا كتب عليها "أحب المسيح" و"شكرهم للرب" بعد فوزهم بكأس القارات 2009 التي استضافتها جنوب إفريقيا في يونيو وحذرتهم من تكرار ذلك .
وبحثت "سبق" في موقع الفيفا الرسمي عن هذا التحذير الذي نشرته عدة صحف أوروبية، إلا أن الفيفا لم يذكر التحذير في موقعه الرسمي على شبكة الانترنت.
وذكر جيم ستيرين، المدير الإداري للاتحاد الدنماركي، للصحف الدنماركية أن "الخلط بين الدين والرياضة إلى هذا الحد هو أمر غير مقبول على الإطلاق"، مضيفاً أننا لن نسمح بتسرب الاعتبارات السياسية إلى الملاعب.
وقالت الصحف الأوروبية إن اللاعبين البرازيليين قد يواجهون عملا تأديبيا، مشيرة إلى أن قواعد "الفيفا" تحظر بشدة إظهار شعارات سياسية أو دينية في الملاعب، وأن هناك بنداً ينص على أن من يظهر شعاراً من هذا النوع في الملعب يجب أن يوقع عليه العقاب من قبل منظمي البطولة أو من جانب "الفيفا" نفسه.
من جهتهم عبر عدد من اللاعبين الأوروبيين عن انزعاجهم من تحذير الفيفا وعبر نيكولا ليجروتاليي، لاعب المنتخب الإيطالي المعروف بالتزامه بالمسيحية، عن انزعاجه فقال: "إذ كانت الصلاة للرب خطأ، فما هي الأنشطة المقبولة إذن؟ على الاتحاد الدولي أن يقلق من التصرفات الأكثر عنفاً، وأن يعطي الجميع فرصة شكر الرب وقتما شاءوا"، مشيرين إلى أن "المصريين شكروا الله بحرية دون أن يتدخل أحد في تصرفاتهم أو يمنعهم من ذلك"، في إشارة إلى سجود اللاعبين المصريين بعد هدف الفوز الذي سجله محمد حمّص في اللقاء الذي جمع مصر بإيطاليا في الدور الأول لكأس القارات.