قصة وقصيدة مشهوره تعد من أروع القصص في التضحيه والفداء :: إليكم القصة :
كان الشريف حاكم مكة في الزمن الماضي قد حمى حدوده فنزلت زعب على الحدود وجاء رجال الشريف حسين لتبعدهم عن الحمى فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب فأخبروا الشريف بذلك فبعثهم يطلبها فذكرت زعب أنها ملك لجارهم بن صبخي من حرب فأرسل الشريف إلى الأمير ناصر بن سحوب أمير زعب يقول له أنه يريد الإبل ويعطي بن صبخي عن الناقة ناقتين فرفض بن صبخي ثم أعطاه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً وأحضر بن سحوب جاره بن صبخي ليلحّ عليه بأن يبيعها على الشريف طالما أن الشريف يرغب ويلحّ في طلبها فأجابه بن صبخي قائلاً لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عني فقالت له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ . ثم أرسلت زعب للشريف تقول أن صاحبها أبى عليها ولو أنها لزعب لأرسلوها له ولكنها لجارهم وجارهم دونه رجال زعب.
وبعد مفاوضات كثيرة رأى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه وإقناعه فأشار عليه قومه بأن الشريف سيحبسه فأصرّ على الذهاب رغم ذلك فلم يستطع بن سحوب إقناع الشريف فحبسه وقال للقوم الذين جاءوا معه إذهبوا ولا ترجعوا إلاّ بعد عام وأن رجعتم قبله قتلت صاحبكم . وكان مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضروا فقال لهم الشريف أريد الإبل وإلا قتلت بن سحوب فقالوا له لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الإبل .فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء بدلاً عن الإبل التسعين وبقى الأمير ناصر عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملة العدد حصان مهوّس. إسم الحصان شعيطان وصفوه لسرعته فهو يلحق ولا تلحقه الخيل وكان أغلى على مهوس من روحه وقد أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الإبل .واغتاظ الأمير بن سحوب عند ذلك عندما رأى فشل الموضوع فقال للشريف سترجع الخيل ولكن إسمح لها بألا يكون لها عميل -أي يأخذون و يسبون كل من كان في طريقهم وهم راجعون - قال الشريف لها ما أمامها إلا بني حسين "أسرة الشريف"
ثم خرج بن سحوب من عند الشريف وقد ارتفع لباسه إلى مجذ الساق بسبب غضبه الشديد وكان لباسه يصل قبله إلى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عمّا جرى فأخبرها. قالت سوف يكون أول ما يأخذهم في طريقه بنو عمك قال لماذا قالت لأني رأيت بن سحوب خرج ولباسه قد قصر بعدما كان تحت الكعبين.
وما هي إلا فترة حتى أتاهم الخبر بأن زعب سلبوا بني حسين . فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومة ولم يحارب في هذه الفرق بن سحوب لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفاً عليه من مكيدة . ثم رأى الشريف أن يقود جيشاً جراراً بنفسه على بني زعب والتقوا في"ركْبـَه " بعد معارك استمرت خمسة عشر عاما ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئِم الشريف من ذلك فأخذ بنفسه العلم واستعد الجيش واستعدت زعب فأطلقت أميرها من إساره وأعطوه سلاحه وكان بن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ بن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلاً أعطوني سلاحي وفرسي وارفعوا جفوني عن عيوني فكان ذلك وصاح فيهم بن سحوب قائلاً يازعب دون جاركم أرخصوا أرواحكم وودع بن غافل بناته والتقى الجيشان قبل الظهر وما أنحت الشمس على الغروب حتى مالت كفة زعب وانهزم جيش الشريف وانتهت بذلك الحرب بموت بن غافل بعدما قُتل تسعين ومات ثمانين فارس من زعب وجُرح بن سحوب بضربةٍ في موق عينه إلا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها فما فقدوا إلا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ومر بالوادى قافله من العرب للاستراحة فرآها أميرهم مسعر بن قويد ابن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون . فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت ما أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق فأعطاها عهودا وقال انتى بوجهى وعرفها بنفسه ثم نزلت فرآها بعد ذلك فبهره جمالها فقال الأمير لوالده أريد أن أتزوجها فأنكر عليه ذلك وقال ليست من طبقتك ثم قالت أمه سأقطع الثدي الذي أرضعك فأصر على الزواج بها فتزوجها.
ولما تزوجها الأمير مسعر وضع قومه بيته خلف البيوت كناية عن إهانته في أخذه هذه البنت وولد له سباّع وترعرع فاستغرب القوم تصرفاته مع أولاد عمه فكانوا إذا ذبحوا الجزور أعطوه الرئة فيرميها ثم ينقضُّ على قلب الجزور ويأخذه غصباً من أيدي أولاد عمه وكبر سباع فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان حرب زعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها مسعر غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة إننا نريد أن نغزوا وكان قصده أن تهيج صوت الرحىَ ما بها من اسرار ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وتُنشدهذه القصيدة الرائعه
(( الزعبيــــــــــــــه ))
[color=#FF0000][align=center]تهيضْت ياسبّاع دارٍ ذكرتها
ولاعاد منها إلا مواري حيودها
سبّاع أمّك تبكي بعينٍ ودمعَهَا
من عينها يحفي مذاري خدودها
ولكن وقود النار باقصى ضميرها
هاضَ الغرام و بيّحَ الله سدُودها
ولكن حجر العين فيها مليلة
ولكن ينهش موقها مع برودها
دمعٍ يشادي قربةٍ شُوشليّة
بعيدٍ معشّاها زعُوجٍ قعودها
زِعبيّةٍ ياعمّ ماني هَافيه
ماني من الليّ هافياتٍ جدودها
أنامن زِعب وزعب إيلاَ أوْجَهوا
على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودها
أهل سربةٍ لادْبرَت كِنّها مهجّرة
وِنْ أقبلت كنَّ الجوازي وُرودها
لطاح طايحهم بشوفي ترايعوا
تقول فهودٍ مخطياتٍ صيودْها
لصاح صياحٍ بالسّبيب تِفازَعوا
عزيِّ لغمرٍ ثبَّرت بهْ بلودها
لحقوا على مثل القطا يوم وردته
متغانمٍ عينٍ قراحٍ برودها
خيلٍ تغذّى للبلا و المعارك
ترهِق صناديد العِدا في طرودها
لا تلقحونَ الخيل يا زعب ياهلي
ترى لقاحَ الخيل يردي جهودها
إن جَتْ سماحَ الخدّ مايلحقن
ون جت مع السّنْداء لزومٍ يكودها
جينا الشّريف بديرتِه وإلتقينا
كلّ القبايل جامعٍ به جنودها
طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا
مِتمَوّلٍ يبغي حنازيب سودها
يَامَا عطينا دونها من سبيّه
تسعين صفرا إحسابها ومعدودها
تمامهن شعيطا خيالة مهوّس
اصايل صنع النّصارى قيودها
يقطع قبيلةٍ ضفها مايذرّى
تشدي جمالٍ عظها في بدودها
قصيرنا في راس عيطاً طويلة
يحجي ذراها من عواصيف نودها
عيّوا عليها لابِتي واحتمُوها
بمصقّلات مِرهِفاتٍ حدودها
حَرَبنا العدى والبنت نشوٍ بهاامها
واليوم قده منوةِ العين عودها
تسعين ليلة والعرابا معقّلة
شمخ الذراء ومحجزاتٍ عضودها
شقح البكار الليّ زهن الدباديب
قامت تضالِع من مثاني زنودها
خيلٍ تناحيهاوتضرب بالقنا
مثل التهامي يوم أحلى جرودها
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا
بيضِ الترايب ناقضات جعودها
على الحنايا ناقضاتِ الجدايل
سمرِ الذّوايب كاسيات نهودها
وجيهٍ تشادي مزنةٍ عقربيّة
أقبل مطرها يوم حنت رعودها
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها
ستر العذارى ماحضر من اسودها
لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس
وعلى سروج الخيل كودٍ سنودها
مِن صنع داود عليهم مشالح
تجيبه رجالٍ مِن غنايم فهودها
يا ماطعنوا من حربةٍ عولقيّة
شلفى تلظى يَشرَب الدّم عودها
الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة
مامنهن الليّ ماتلاوي عمودها
تسعين مع تسعين والفين فارس
تحت صليب الخدّ تطوى لحودها
تسعين منهن بين ابويه وعزوتي
وتسعين عنانٍ واللواحي شهودها
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة
لاعدّت الجودات ينعدّ جُودها
زِعب هُم أهلَ المدح والمجد والثنا
من الربع الخالي للحجاز حدودها
إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز
وضيحيها ومن الجوازي عنودها
وِن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل
ودارٍ يجونه ضدهم مايرودها
لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها
تِقافت الظّعان عجلٍ شدودها
اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها
بيضَ المحاقب فاترات لهودها
يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمة
ولا صاوُغوه بلطمةٍ مايعودها
بنمرٍ تشادي للجراد التهامي
ماطاعت الحكام من عظم زودها
أشوف بالحره ضعون تقللّت
وابوي حمّاي السرايا يذودها
شفي معه صقر تباريه عندل
مرٍّ يباريه و مرٍّ يقودها
أنا فتاة الحي بنت بن غافل
كم مِن فتاةٍ غرّ فيها قعودها
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة
ما ودّك يشوفه بعينه حسُودها
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه
حطّيت رفٍ في مِثاني فنودها
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها
وشافني عِقيدَ القوم زيزوم قودها
قال انزلي يابنت وانتِ بوجهي
ولا جيته إلاّ بالوثْق من عهُودها
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن
تسبّب علينا من الأَعادي قرودها
بكونٍ شِديدٍ ماتمنّاه عارف
تعدّه عيالٍ عادها في مهودها
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضىلهم
ويومٍ علينا من ليالي سعودها
ضوٍّ زمت للمال من غب سرية
وضوٍّ زمّت عيدان الرطىَ وقودها
لكن قرون الصّيد باطراف بيتنا
هشيم الغضا يدني لحامي وقودها
تسعين عينا صيدنا في عشيّة
وضيحيّة نجعل دلانا جلودها
قنّاصنا يذهب شريقٍ وينثني
ويجيب الجوازي دامياتٍ خدودها
وروّاينا يروح يومٍ وينثني
ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حدودها
ومدّادنا ياخذ حديد وينثني
ويجيب الجلادي ضايماتٍ هبودها
وغزّاينا يغزي حديد وينثني
ويجيب العرابا حافلاتٍ ديودها
لنا بين حَبْر وغْرابا منزلٍ
لِهن في زين العرابا قعودها
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة
وغلّ الأعادي لاجيٍ في كبودها
لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى
إلاّ شخوص العين قب نقودها
ِقليبنا غزيرةَ الجمّ عيلم
ما ينشدون صدورها من رودها
طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مع أربع
وسطٍ من الصفرا وقبلت نفودها
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى
مادارها الزرّاع يبذر مدودها
ألفين بيتٍ نازلين جباها
والفين بيتٍ بالمظامي ترودها
تخالِفوا في يوم تسعين لحيه
علشان وقفت أجنبينفودها
دارٍ لِنا ماهيب دارٍ لغيرنا
ماحدّها الرّمله وما ورد عدودها [/align][/color]