(1)
يعرّف السائح اصطلاحاً فنياً بأنه: ''المبيت خارج المدينة لليلة واحدة فأكثر لأي غرض كان'' والسفر بحسب الوجهة؛ داخلي، أو خارجي وبحسب الغرض، ديني، أو علاجي، أو تجاري، أو ترفيهي، أو تسوق، أو مؤتمرات وتدريب، أو رياضي، وينفق السعوديون المسافرون خارج المملكة وعددهم 4.6 مليون مبلغا وقدره 60 مليار ريال سعودي قاصدين 75 بلدا بواسطة 1.61 مليون رحلة بمختلف الوسائل.
(2)
إليك عزيزي القارئ نصائحي الشخصية عن السفر والتي اكتسبتها بالتجربة والقراءة والحوار وهي ما يلي:
1) لماذا تسافر؟ : أسأل نفسك وأسرتك هل غايتنا الترفيه عن الأولاد؟ أم اللقاء بالأقارب والأصدقاء؟ أم كسر نمط الحياة المتكرر؟ أم الهروب من قيظ الصيف اللاهب؟ أم الابتعاد عن القيود الاجتماعية؟ أم اختلاء الزوجين وتجديد المشاعر؟ أم مباهاة الطبقة الوسطى العليا والغنية؟
إن الإجابة عن الأسئلة ستقودك بالضرورة إلى معرفة الوجهة والبرنامج وبيئة السكن المناسب.
2) بكم تسافر؟ : إن قدراتك المادية ستضع لك سقفا للإنفاق وتحدد أوجه الصرف، وأبرزها شركة الطيران ودرجته والفندق ودرجته ووسائل النقل من سيارة بسائق أو التاكسي أو النقل العام من حافلات أو قطارات، إنك تحتاج إلى مبلغ احتياطي لا يقل عن 25 في المائة من تكلفة الرحلة لغرض المفاجآت لا قدر الله، ولتخفيف مخاطر الرحلة عليك الدخول على شبكة الإنترنت أو سؤال الأصدقاء، وتتعرف على التكاليف التفصيلية التقريبية الأخرى، وإعداد ميزانية تقديرية أو أن تُشغِل أولادك بإعدادها وتعطي جائزة لمن يحصل على أفضل عروض.
3) أين تسافر؟ : إن إجابتك عن السؤالين السابقين سيحددان لك الوجهة، فإن كان غرضك على سبيل المثال تجديد المشاعر فلا أحسن من شاليه على بحر ترقب وإياها غروب الشمس بقرصها البرتقالي والأرجواني ثم تنام مبكرا نوم الأبطال وتصحو متأخرا على إفطار غني بالبروتين، تتناول بعده قهوة
أمريكية ساخنة وصحتين على قلبك، أما إن كان سفرك للترفيه عن الأطفال فكن قريبا دائما من الحدائق العامة ومطاعم الأكلات السريعة والملاهي والسيرك وأماكن التقاء العائلات الخليجية كـ gbr بدبي وعاليه بلبنان والشانز بباريس وأجور رود في لندن وغيرها.
4) متى تسافر؟ : الأغلب يسافرون بالصيف في حين أن فصل الربيع أو الشتاء في بعض البلدان أكثر متعة، أما إن أصررت على الصيف فليكن في أوله أو آخره جدا، أما إذا اخترت الذهاب في ذروة الإجازة فعليك تحمّل رداءة الخدمة وارتفاع تكلفتها وصعوبة الحجوزات أو إلغائها فضلا عن ارتفاع درجة الحرارة التي لم يسلم منه بلد في العالم اليوم.
5) مع من تسافر؟ : أرجوك ثم أرجوك ألا تغامر بالسفر الأساسي مع شخصية أو عائلة جديدة ستكتشفها أو أن تجامل في قرار عاطفي مندفع ثم تلعن الرحلة ومن دعوته للسفر معك، عليك باختيار الرفيق قبل الطريق وفضّل الكريم أو غير البخيل والمتسامح أو غير المتشدد والمبتسم أو غير النكد وحسن الظن أو غير المغتاب والنمام الذي سيأكل رأسك بفلان وعلتان.
6) استمتع بالمطار؟ : أسوأ يوم هو يوم السفر حين تنسى بعض الأوراق الثبوتية أو الارتباك في إعداد الأمتعة وحزمها أو حضور اجتماعات عمل أو توديع الأقارب في سباق مع الزمن فتصل للمطار متأخرا وبأعصاب مشدودة فإذا قابلتك خدمة رديئة من بعض موظفي المطار كالعادة فإن رحلتك ستكون بدايتها سيئة والرمح من أول ركزة والانطباع الأول هو الانطباع النهائي، وقد يلحق بك تشاؤمك لثلاثة أيام بعدها، ولذا أهيب بك أن تخطط ألا تفعل شيئا يوم السفر باستثناء أن تستمتع بالرحلة وبيدك رواية جميلة أو مجلة مشوقة أو أن تشاهد فيلما نوعيا على حاسبك الشخصي ثم تدع القيادة لكابتن الطائرة!!
7) أخطر قرار : إن اختيار مكان الإقامة أهم قرار في الرحلة على الإطلاق، فقد يقلبها إلى همّ وغمّ أو سعادة وخفة دم، واحرص على أن يكون الحجز شاملا لوجبة الإفطار كي تنظّم استيقاظ الجميع، مع الاستقبال بالمطار مهما كلّف، ذلك أن أسوأ السائقين على الإطلاق هم بالمطارات. كما لا يغيب عن بالك أن الحجز من خلال المواقع الإلكترونية الموثوقة أخفض بنسبة لا تقل عن 15 في المائة من السعر المباشر، كما أن الحجز المبكر قد يزيد النسبة إلى 30 في المائة، أما العائلات الكبيرة فالأفضل لها الشقق والأجنحة الفندقية حين تحشر كل العائلة في جناح وأنت لوحدك في غرفة مستقلة بعيدا عن الضوضاء التي جلبتها معك من ديارك!!
8) ثراء الشعوب: إن الغنى غنى الإنسان ومنجزاته الحضارية والثقافية، ولذا على السعوديين أن يتزحزحوا عن الفهم القاصر بالسفر، فنصبح جزءا من ثقافة السائح العالمي حين نهتم بزيارة المتاحف والأماكن الأثرية والأسواق الشعبية والأطباق الوطنية، والخلطة بالبسطاء من الناس بالأرياف وعلى المقاهي وتبادل الأحاديث والتعرف على عادات وتقاليد وأسلوب عيش بقية الشعوب، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإنسانية، واقتناء الصحف المحلية وقراءة توجهات التفكير. إن هذا الثراء لن تكتشفه إلا باستخدام وسائط النقل العام من الحافلات أو المترو أو القطار أو رياضة المشي على الأقدام، كما عليك اقتناء الكتب الأدبية والتاريخية والخرائط والأدلة السياحية عن الدولة المضيفة كمعلومات مدخلية للحوار المثمر الذي سيعود لخلق صداقات جديدة ونوعية، فالناس كل الناس عيال الله.
9) لا.. للتسوق : إن انتشار المراكز التجارية الكبرى جعلت السعودية من أفضل الأسواق عالميا غنىً وجودة وتنوعا في الأسعار، ولذا من غير المبرر الانهماك في تبديد الأموال والوقت لإشباع لذة تضيع عليك بقية متع وأهداف السفر، كما على المرأة التخلص من العادات المملة بإغناء حياتها بالقيم المعنوية كالحب والود. فإن كان لا بد من السوق فليكن بميزانية محددة تنفق آخر الرحلة على قطع مختارة ومختلفة تتمكنين بها عزيزتي أن تقهري بها حسّادك!!
10) استمع للخارجية السعودية: أصدرت وزارة الخارجية السعودية نصائح مهمة للمسافرين أبرزها التأكد من سريان صلاحية الجواز مدة السفر، ودعته في التعامل في حجوزاته بالسفر والسكن والتنقلات مع مكاتب مرخصة، والتعرف على قوانين البلد المقصود وبالتحديد فيما يخص إدخال النقد والقيود عليه والمجوهرات والمتعلقات الثمينة مفضلة استخدام بطاقات الائتمان، كما عليه عدم حمل الأطعمة والمشروبات داخل الأمتعة وتعبئة نماذج الدخول بكل دقة، والإفصاح عن كل ما يوجد بداخل الأمتعة لموظفي الجمارك، وعند وصوله عليه الاحتفاظ بجواز سفره وتذاكر الطيران ـــ ومبلغ احتياطي ـــ داخل صناديق الأمانات، ونبهت إلى أن الخدم والسائقين سيخضعون للقوانين مرعية الإجراء في البلد المضيف، كما أن الخلاف الذي قد يقع بين الزوجين ووصوله لإبلاغ السلطات فسيكون هناك حق عام حتى لو تنازل الطرفان، وحذرت تجنب أي إطراء أو إبداء الإعجاب لمن لا يعرفهم إذا قد يفسّر على أنه تحرش جنسي وقد يعتبر جناية، وكذلك تجنب محادثة الأطفال أو من هم بسن المراهقة على شبكة الإنترنت أو دعوتهم على انفراد لمقر سكنه أو الاختلاء بهم، وأكدت الوزارة أهمية عدم السماح لأجهزة الأمن بتفتيش المسكن إلا بإذن قضائي من وكيل النيابة أو المحكمة أو السلطات المختصة، كما استرعت الاستعانة بمحام وأخذ المشورة القانونية عند الرغبة في إقامة مشروع تجاري أو الاستثمار أو التملك.