بسم الله الرحمن الرحيم
لمن نسمع ؟؟!!
إنّ قضيّة طعن أعدائنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مستمرّة وليست متوقفة ..
وعلى هذا فنصرتنـــــــا يجــب أن تكون مستمرّة أيضــا لأنّها مرتبطة بمحبتنـا له التي ندّعي ثباتها واستمرارها ..
وحتّى نعرف على ماذا نستمرّ ؟ وكيف نستمرّ ؟ علينا أن نعرف لمن نسمــــع ؟؟؟
حينما طعنَ أعداؤنا في عرضِ نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم
تعالت الصَّيحاتُ وكثرت النداءاتُ وانتفضتِ الشعوبُ محتجّةً ..
خرجت لنا فئاتٌ تدعوا إلى التَّريّثِ وضبطِ النَّفسِ ومنهم من طارَ إليهم ليوضّحَ لهم أنّ فكرتَهم عن نبيِّ الإسلامِ وعن هذا الدّينِ خاطئةً وأنّ الإسلامَ دينُ سلامٍ ومحبّةٍ ومنهم من نهى عن مقاطعتِهم و.....و....و...الخ
وخرجَ لنا آخرون أحرقوا المنابرَ ببراكين غيرتِهم على نبيِّهم ودعوا إلى مقاطعتِهم أبدا وبيّنوا أنّ هذا أقلّ ما يقدّم فحقّ المعتدين على عرضِ سيِّدِ المرسلين القتلُ عند فقهاء المسلمين
وضاعَ النّاسُ بين هذا وذاك..!!
في مثلِ هذا الموقفِ ..
وغيره من المواقف التيّ تمرّ بنا ..
يقفُ بعضُ النّاسِ في حيرةٍ يتساءلون ..
لمن نسمعُ؟؟؟
وأيّهم الذي على حقٍّ؟؟؟
لقد بدت الإجابةُ اليومَ واضحةٌ للعيانِ بعدما تبنّت الأمّةُ مواقفَ أولئك المنبطحين دعاة ( السلام في عمقِ البركانِ ).
لقد خذّلَ بعضُهم الأمّةِ عن استخدام سلاحِ المقاطعةِ وعادت بضائِعُهم إلى أسواقِنا فماذا كانت النتيجةُ؟
وقام آخرون بالسَّفرِ إليهم ليبيّنوا لهم أنّ الإسلامَ دينُ سماحةٍ وسلامٍ فماذا كانت النتيجة؟
وقام البعضُ بأمرِ الشِّعوبِ الثائرةِ غيرةً على نبيِّها بضبطِ النَّفسِ والتريُّثِ فهدأت وسكنت فماذا كانت النتيجةُ؟
(( إنّ أمّةًً لا تعرفُ كيفَ تدافعُ عن نبيِّها الذي تؤمنُ بأنّه خيرُ البشرِ لا تستحقُّ الاحتــــرامَ ))
نعم هكذا كانت النتيجةُ .. فكان هذا لسانُ حالِ أعدائِنا
توالت أممُ الكفرِ في السُّخريَّةِ والاستهزاء ليس بنبيّنا فقط بل بديننِا وكتابِنا وعقيدتِنا ونشرت بكلِّ جرأةٍ تلك الصورُ مرارا وتكرارا في جرائِدها
وبعدها بقليل.. وبعد هدوء تلك العاصفة عادت تلك القضيّة متمثّلة بدولةِ السويد التي لم تقلُّ عن سابقتها في السُّخريّة من نبيّ الهدى صلّى الله عليه وسلّم ونشرِ رسومٍ جديدةٍ
ربّما لم يرَ الكثيرُ ويسمعْ ... لأنَّ الحلَّ الذي وصلت إليه تلك الأمّةُ التي فقدت الاحترامَ !.. أن تتكتَّمُ على هذا الخبرِ حتى لا تقعَ في إحراجاتٍ سياسيّةٍ !!!!
لقد بيّنت لنا مواقفُ دعاةِ ( السَّلامِ في عمقِ البركانِ ) ونتيجة اتبّاعِ آرائِهم المنبطحةِ أنّه لا حلٌّ سليمٌ يرجى منهم ..
وأنّ مواقفَهم المخذّلةً في النكباتِ التي مرّت بها الأمّةُ والتي ما زادتها إلاّ ضعفاً ومهانةًً وإذلالاً تثبتُ حقيقةَ ذلك ..
ولنا في هذا خيرٌ درسٍ ..
علينا أن نتعلّمَ أنّ للسِّلمِ وقتَه وأنّ لأخذِ الثَّأرِ والانتصارِ بالقوّةِ وقتا آيضا ..
علينا أن نتعلّمَ أنَّ التسامحَ مع العدوِّ والتَّبسُّم له في الوقتِ الذي يطعنُنا فيه برمحِه في صدورِنا لن يوقفَه بل سيزيدُه قوّةً وبطشاً
علينا أن نتعلّمَ كيفَ نضبطُ أنفسَنا حينما يكون الحقُّ لنا وكيف نغضبُ لله حينما يكونُ الحقُّ لله ولرسولِه ودينِه
وعلينا أن نتعلّم أنّ المساومةَ في حقوقِ الله ورسولِه ما تزيدُنا إلاّ ضعفاً وإذلالاً..
علينا أن نعرف لمن نسمعُ ومن الذي علينا أن نضربَ برأيِه الذي يهدرُ كرامتنا عرضَ الحائطِ !
علينا أن نتعلّمَ هذا .. فهي دروسٌ نمرّ بها والمؤمنُ لا يلدغ من جحرٍ مرّتين !!