بقلمي/ أنا ومًُرجانه وكوباً من القهــــوة .. ( موضوع مميز )
[align=center]مرحبا بكم
زارني يوم أمس زائراً ليس من بني الإنسان ... فإرتشفنا أنا وهي كوباً من ( الكافين ) الخالص والغير ممزوج بقطعاً من السُكر .... فإرتشفنا ثم إرتشفنا وعند الرشفة الثالثة سألته عن موطنه ...
فقالت يا سيدي نحنً أقواماً نعيش بهدوء بينما أنتم ( أي الإنسان ) ضربتهم أصقاع الأرض بكثرتكم .... فلقد أصبح الإنسان يملؤ الأرض إلي أن ضاق من حولهم الفلك .... !!
سألتني قائلة :
أحقاً يا فتى أن عدد النساء اللواتي يسكن الأرض يفوق الأربعة مليار إمرأة ... فقلتُ لها نعم ... فذلك هو الصحيح ... ثم إبتسمتُ تلك الُمُرجانه ( إسمها الحقيقي ) فقالت وهل حقاً يا فتى أنت مُعتقداً أن محبوبتك أفضل من أربعة مليار إمرأة وأن لا أحداً منهن يفوقها حسناً وغنجاً وإبتسامة .... فرفعتُ برأسي إلي السماء وبيدي كوباً لا يزال ساخناً وتمتمتُ ببعضاً من التعاويذ وقلت أعتقد هو كذلك .... فإبتسمت تلك المُرجانه وقالت هل أحملك على جناحي لتُشاهد أصنافاً وأنواع من نسل أبيكم آدم فتتزحزح قناعتك تلك ... فقلتُ لها .. لا أريد وإكتفيتُ بإبتسامة ...
حينما نتفحص الأرض من حولنا نجده وقد أصبح مُزدحماً ( جداً ) فلم يعد هناك إشتياقاً للإنسان ... فكلما رمينا ببصرنا يميناً نشاهد طوائفاً من البشر ... وحينما نرميه يساراً نُشاهد ظُلمة من الظلام يسكنه لإنسان ... لا شي سوى مزيداً من الإنسان ... فأصبح الإنسان يسكن هذا الكوكب بطريقة لم يسكنها من قبل .... !!
فحامت من حولي ( مُرجانه ) وقالت :
إنكم إيها الإنس تُعانون من مرضاً لم يسكن بقية المُخلوقات .... إذ أنكم دوماً تعشقون ما هو ليس بمُتناولكم ... ودوماً ما هو لدي الغير أجمل في خواطركم ... وحينما تفحصتُ حديثها أيقنتُ بأنها لم تُجانب الصواب ... فلم تذكر سوى الحقيقة ... فأردفتُ حديثاً قائلاً :
هي الحقيقة ... فتلك الحقيقة تشمل كل الأشياء وكل أجناس الإنسان سوى ( هي ) ... فإن لديّ معشوقة لم تهبط يوماً إلي الموازين ... فإبتسمتَ تلك المُرجانه وقالت وهي مُبتسمة :
يا فتى لم تكن ( هي ) سوى من نسلنا ولم يكن أباها آدم ولم تُنجبها حواء .... فهي من أراضينا وأنت إبن السلطان ... وهي بنتاً لرجلاً من الجان قد كان يوماً مليكنا ونحنُ إليه طائعون .
دعونا من ( هي ) ودعونا من ( مُرجانه )
ولنتسائل هل حقاً نحنُ نتزايد بصورة مُتسارعه حتى أصبحنا نبحث عن الوحدة ؟.