إنّي أُشيّـعُ جُثّـةَ الماضي الكئيـبِ
يا زهرةً في الأُفْقِ غابت في المغيبِ
أَرمي عليـها دمعتيْنِ من حنـانٍ
وأجرُّ أحزانـي كخيـطٍ من لهيـبِ
وأُرقرِقُ صوتـي لعلّ الفرح يُهـدي
لحنـاً يبـددُّ كُـلَّ آهـاتِ القلـوبِ
يا قلب لا تحـزن على هجرِ الأحبـة
فحبيبُكَ تدعوهُ ..... وما من مجيبِ
قد كانَ لكْ روحـاً تهُزُّ الأرضَ هـزّا
ورِقّةً تحلـو ..... كريشـةَ الأديـبِ
أصبحْتَ وحدكَ في الدُجى لا من قريبٍ
لا من صديقٍ في الحياه أو من حبيبِ
هذا الـذي بينـي وبينـهُ ذكريـاتٌ
قضى علـى كـُلِّ مـوّداتِ القلـوبِ
قد بـاعَ نفسـهُ للظلامِ بلا هَـواده
أَكَـرَمٌ , أمْ خِـدعةُ طفـلٍ كـذوبِ
ماذا جـرى يـا زهرةً كنتُ عبدْتُها
بحبّنا الذي سقـى غيـمَ الـدروبِ
ألَمْ يَزلْ جُزءاً صغيراً فـي هـواكِ
تُعطيهِ من دمـاءكِ الحـرَّ السكوبِ
ألمْ يَزلْ هذا الهـوى طفـلٌ صغيرٌ
مُتَعلّـقٌ بأُمّــهِ حتّـى النحيـبِ
فكيـفَ ألقيْتـهْ بعيداً عن هـواكِ
وكيفَ هانَ على ضميرُكِ الرهيـبِ
إنّي سأُلقي فـي الظـلامِ ذكرياتـي
وأُفرّغُ قلبـيَ مـن حُـبًّ مريـبِ
هذا الهوى قد ماتَ طفلاً من قساوهْ
بُعداً وهجـراً في متاهاتِ الـدروبِ
سَـأُوَاري جُثّتَـهُ التـرابَ بِيَدَيّــا
أُلقـي عليهِ زهـرةَ الحُبِّ الكـذوبِ
وأَفيضُ عليهِ بعض عبْراتِ السنينِِ
وسأختُمُها بنظرةِ الشـكِ الرهيـبِ
وأودّعُ الحُبَّ الذي أضـاءَ عُمـري
بنهاية الحُزن الـذي أعمى القلـوبِ
هذا الهوى يا زهـرةً كانتْ حياتـي
قد غابَ في الدُجى كما شمسُ الغروبِ