أن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا..
لقد ابتلي الله الناس منذ بدء الخلق فالأنبياء ابتليوا
و كان الله يستجيب دعواتهم و ينجيهم من المحن و الضيق و نحن العباد الضعفاء
نرجوا رحمته و نخشى عذابه و مالنا الا ان نتوجه إلى الله العفو المجيب للدعوات
فالأصل في هذه الحياة المتاعب و السرور فيها أمر طارئ و الفرح شئ نادر
و الله عز و جل لم يرضها لأوليائه مستقرا و لو أن الدنيا دار السرور
لم تكن فيها الأمراض و الأكدار.
فالإنسان في الحياة مبتلى بالمرض و المال و الولد و الجار و الصاحب
فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه
فاصبر على ما أصبت به و ابتليت فالصبر نصف الإيمان و الإنسان في خسر
إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات لقول الله عز وجل ( و العصر،إن الإنسان لفي
خسر،الا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )
اخي القارئ..اختي القارئة
الابتلاء تمحيص و تنقية من الذنوب و الخطايا
كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس ..
فإذا ابتليت بالضر فلا تغفل عن قول الله تعالى
( أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين )
و إذا ابتليت بالغم فلا تغفل عن قول الله تعالى
(لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
و إذا ابتليت بالخوف فلا تغفل عن قول الله تعالى
(حسبنا الله و نعم الوكيل )
و إذا ابتليت بالمكر فلا تغفل عن قول الله تعالى
( و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )
و إذا ابتليت بالذنب فلا تغفل عن قول الله تعالى
( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا )
و إذا ابتليت بنقص في الصحة و المال و الولد فلا تغفل عن قول الله تعالى
( و إذا سألك عبادي عني فاني قريب )
و هذا فإذا أصبت فمن الله وحده و إذا أخطأت فمن نفسي و الشيطان
استودعكم الله الذي لا تضيع و دائعه