[frame="1 80"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا انشغلت بالحياة فأنت منشغلة بالدين !
إن دين الإسلام هو الحياة ! ألم يقل الله تعالى
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين " ؟!
فالهدى والرحمة والبشرى هى السعادة فى الدنيا والأخرة .. ألم يقل أيضا
" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "
فمن كان الإسلام هو المنظم لحياته عاش حياة طيبة .. أى سعيدة .
إن الحياة عبارة عن علاقات اجتماعية فى البيت ومع الجيران والأقارب ، وعبارة عن عمل وإنتاج وكسب وتطوير ، وعبارة عن علم واستكشاف ، وعبارة عن صحة وقوة ، وعبارة عن رياضة وفن وترويح .. إلى غير ذلك من صور الحياة .. والتى كلها يشملها نظام الإسلام .
إن من يستحضر نوايا الخير أثناء كل أعماله ، فهو مع الله دائما يحبه ويطلب عونه ورزقه ، وهو غير منشغل عن دينه ! بل هو عامل به حق العمل بإذن الله !
.. فمن كانت نواياه أثناء تعلمه واستكشافه نفع النفس والغير وإسعادهم ، نال أعلى درجات الجنة فى الأخرة ..
لأن الله تعالى يقول
" يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " ولأن الرسول صلى الله وعليه وسلم يقول
" من خرج فى طلب العلم فهو فى سبيل الله حتى يرجع " أخرجه الترمذى – أى هو مع الله وحبه وعونه ورزقه وثوابه حتى يعود .
... ومن كانت نواياه أثناء عمله وإنتاجه وكسبه وابتكاره وإحسانه إسعاد الأرض ومن عليها ، أسعده الله فى الدنيا والأخرة ، لأنه يقول
" وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
ويقول
" إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا "فهو سبحانه سيسعده ويعطيه فى دنياه قبل أخرته .
.. ومن كانت نواياه أثناء محافظته على صحته وقوته الانتفاع بالحياة ونفع الأخرين ، فهو من أهل الخير الذين يحبهم الله تعالى كما نبه لذلك الرسول صلى الله وعليه وسلم فى قوله
" المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " أخرجه مسلم
ومن كانت نواياه أثناء زواجه وتربية أبنائه وعلاقاته الطيبة مع الأخرين التعاون على أن يحيوا حياة سعيدة ، فهو عابد لله حق العبادة ، أى طائع لله حق الطاعة
أى عامل بإسلامه حق العمل كما يقول تعالى
" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل .."
وكما يقول الرسول صلى الله وعليه وسلم
" وفى بضع أحدكم صدقة " أخرجه مسلم فهو يتزوج بنوايا التمتع بالحلال والتعفف وإنجاب الذرية الصالحة التى تحسن الانتفاع بالأرض .. فله بذلك صدقات .. أى درجات فى الجنات .
.. ومن كانت نواياه أثناء كل أنواع الترويح الحلال تنشيط نفسه ومن حوله لمزيد من العمل والإنتاج ومواصلة استكشاف الكون ، فله ثوابه العظيم ، لأن الرسول صلى الله وعليه وسلم يقول
" روحوا قلوبكم ، ساعة فساعة " أخرجه أبو داود
.. من دعا غيره من جيراه وأقاربه وزملاء العمل وأصدقائه وأهل الحى الذى يسكن فيه ، دعاهم للإنتفاع بالحياة بنظام الإسلام الذى ينظم كل شئونها صغيرها وكبيرها ليسعدها ،
دعاهم أثناء حياته ، فى بيوتهم وأماكن أعمالهم وكل أماكن تجمعهم كالنوادى ومعاهد العلم والمساجد وغيرها ، فقد أسعد من حوله بالإسلام كما سعد هو به ، وقد أسقط عن نفسه فرض دعوتهم
( والفرض هو الذى يثاب فاعله ويأثم تاركه ) لأن الله تعالى قال بصيغة الفرض ( لكن على قدر الاستطاعة )
" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " ..
وقد نال الثواب العظيم لأن الرسول صلى الله وعليه وسلم يقول " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .." أخرجه مسلم [/frame]