ما قدمت وما أخرت ..
تصدح في هذه الدنيا مع كل بكور أهازيج تطرب الأذن وتعمر الكون بروح تشف وترتفع إلى حيث خالقها
تسبح مع الشجر والطير ,مع الجبل والغيم ,وتلتقي بقلوب ندية تشرق لتقول بندى الحب :
يا غيم استمطرك الباري فاغسل القلب من عيونك وصاحب بطرقاتك الخفيفة وجدان الخلائق وابتغ الرضا ليرضى .
وتسترسل العيون الدامعة من ديم ارتفعت بعلم الله وقدرته وتختبر قدرتنا على اللحاق بها لتفاجئنا لما لا تطالها البصائر بحكم لا تغيب وقدرة لا تضاهى ..
بمطر هطال يعطي غدقا جميلا رقراقا ينساب على أكف الأرض فتروي بواطنا وظواهرا .
مطر يستجلبك لتفهم عمق الحكمة .
من أين أنت يا ماءٌ منسكب ٌتسقي جداولا ريانة وصحراء تجردت من حب !!
من أين ؟
إنه من العطاء..
فلولا أن أعطي وفهم واأتمر لما أعطى وأغدق رواء
فلا قدم رجلا ولا أخر ..
أقدام الصبر للعلو فهم لغزها والحكاية في الالتقاء مع الغيم الذي سبق أحبها فارتفع ليرتفع ثم تنزل ليرتفع
أخذ مع الجمع يصفق ويضطرب ... يعانق ويلتحم .. يبرق ويرعد .
تخاصم بصوت جلي واقترب بصوت أضاء محيا الأفق .
ليتنزل بعدها بنتاج عناق وبصوت عال يقول راعدا
خذوا مني وأعطوني , ولم يثنه اختلاف لون ولا شكل , بل علم أنه بالجمع سيقوى وبالاتحاد سيثمر ..
فلا تراجع ولا تأخر بل أعطى وأغدق من فيض ما وهبه الله وأمر الله مهما تعارك مع غيم ومهما تعانق فباكورة جهده المحب الساعي
هو مطر يغسل الأفق والأفئدة الصاغية
ويسقي الأرواح العطشى ويكمل المسيرة , لا يختفي ولا يرمي بحمله على غيوم أخرى .. لا يتبجح ولا يعاند ويعصي أمرا ... لا يصطدم ولا يخالف صنوا هاديا مهتديا ارتفع معه ليكتبا بصمة ماطرة بالخير
فتراه لا يقدم رجلا ولا يؤخر أخرى ماض يعطي بحب وأجنحة الحب فيه مدائن تخترق الحجب لتجمع المثلاء ليكون العمل ريانا فيه ريح المسك بنتج غال الثمن يحيي الموات وينعش اليبس المتخاشب ..
فيالك أيها المطر من معلم ... ما أخرت همة بل قدمت فاعتليت واعتليت ... فطوبى لمن كان مطرا ... بخير يتنزل ويعلو .