عانق المواطن عدنان وشقيقته والدتهما في صالة القدوم بمطار الملك عبد العزيز بجدة لأول مرة بعد انقطاع دام 48 عاماً بعد أن انفصلت عن أبيهما نتيجة إدمانه المخدرات قبل أن يبلغ عدنان الثالثة من عمره وأخته العامين.
وكانت المخدرات قلبت حياة الأسرة السعودية رأساً على عقب وأدت إلى تشتيت أفرادها لـ 48 سنة متواصلة وحرمان الأم من رؤية أولادها طوال هذه الفترة دون أن يعرف أحدهم مكان الآخر.
و بدأت المعاناة كما يرويها المواطن عدنان من مكة المكرمة بعد أن تورط والده قبل 50 عاما في استخدام وترويج المخدرات كما قال له معارفه و جيرانه ، حيث انفصلت والدته عن والده الذي تزوج بأخرى عند بلوغ عدنان السنتين والنصف من العمر، وعاش وشقيقته مع أبيهما وزوجته حتى بلغ السادسة حين توفي والده.
وبعد وفاة الأب أرسلته زوجة أبيه إلى دار لرعاية الأيتام وألحقت به شقيقته بعد سنتين بحجة أنها قد ورثت منزل أبيهما بعد وفاته على الرغم من أنها لا تملك صكاً شرعياً بذلك حسب ما يقول.
وبدأت معاناة عدنان وشقيقته بعد طردهما من منزلهما تأخذ منحى آخر أكثر مرارة وصعوبة بدءا من الدار التي كانت تؤويهما مرورا بالعيش مع عدد من الأسر التي كانت تتبنى الأطفال التابعين لدار رعاية الأيتام وانتهاء بالسكن في الأزقة والاعتماد على نفقات المحسنين.
وهكذا عاش عدنان مراحل حياته طيلة 48 عاماً في ضياع وتشرد قذف به إلى أقسى مراحل الفقر ليجد نفسه هائما على وجهه داخل عالم المخدرات استخداماً وترويجا إلى أن عاد إلى الطريق الصحيح وتاب إلى ربه حيث رقد في بعض مستشفيات الأمل لإنقاذه من سموم المخدرات التي كان يستخدمها ويروجها لبعض المهربين مقابل مبالغ رمزية قبل أكثر من 35 عاما .
وبعد أن استعاد عدنان زمام نفسه واستطاع التغلب على المخدرات أخذ يسأل في الأحياء القديمة التي كان يسكنها والده عن ما إذا كانت والدته معروفة لديهم وهل هي على قيد الحياة إلى أن استدل بعد سنين مضنية من البحث على القبيلة التي تنتمي لها والدته ـ غير السعودية ـ حيث اكتشف أنها ما زالت على قيد الحياة وتعيش في إحدى الهجر الريفية التابعة لصنعاء في اليمن وذلك عند بلوغه الثامنة والأربعين من عمره، و انتهت القصة بعناق حار بين عدنان و والدته تخلله مزيج من دموع الحزن والفرح في صالة القدوم بمطار الملك عبد العزيز بجدة عندما شاهد والدته لأول مرة في حياته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هالقصه منقوله من احد المنتديات