**(( ذكريات الحب الآتي )) **
** &(( الفصل الأول ))&**
**&(( حياة جديدة )) &**
جلست على الأريكة أتصفح احدى المجلات لأقضي وقت فراغي .. يال هذا الفراغ .. كم أشعر بالملل أريد الخروج و لكن أين أذهب ؟؟ .. أبي نائم .. و أخي مسافر .. اذا لا مجال للخروج ..
و فجأة أتت لي والدتي ... أخذت تنظر لي بفرح ..
مالذي حدث ؟ لماذا أمي تنظر لي هكذا !!؟ ... انه لأمر عجيب !!
أم هاني " والدتي ": هنــــــاء .
هناء :نعم .
أم هاني : اليوم اتصلت بي خالتك أم محمد و أبلغتني أن سالم أبنها قد خرج من السجن اليوم صباحا و انها تريد أن تخطبكٍ لسالم بعد ثلاثة أشهر بعد أن تتحسن الأوضاع ان شاء الله ..
هناء ( و الفرح يملآها ) : أصحيح هذا يا أمي ؟؟ هل خرج سالم من السجن ؟
* فمنذ متى و أنا أنتظر هذه اللحظة .. لا ..لا مستحيل بالتأكيد أنا أحلم *
أم هاني : نعم و قد اتفقت معهم ان يأتوا لزيارتنا بعد ثلاثة أشهر لتحديد موعد عقد القران .. فما رأيك ؟؟
* أمعقول هذا !! .. بالتأكيد موافقة !!.. لا داعي لاستشارتي !! *
هناء " بكل فرح " : موافقة يا أمي .. موافقة ..
و من ثم تركت والدتي متجهه لغرفتي فأنا لاأستطيع الجلوس هكذا أمامها فقد فاجئتني بهذا الخبر المفرح .. الذي كنت أنتظرة منذ عشرة سنين ..نعم عشرة سنين و أنا أنتظر خروج سالم من السجن !!..
انكم لا تتصورون كم فرحت لخروجة فمجرد ان سمعت هذا الخبر انتابني شعور بالرغبة برؤيته .. نعم أريد أن أراه ..
و في غرفتي أخذت أنظر و أحتضن اللعبة التي أهداني اياها سالم في يوم عيد ميلادي .. بالرغم من انها قديمة الا انني أحبها كثيرا و لازلت أحتفظ بها حتى الآن ... و هاهو الكيس الصغير الذي أحتفظ فيه بسلسالي النصف قلب الذي أهداني اياه سالم في يوم عيد ميلادي أيضا ..آآه .. أين هو النصف الآخر ليكتمل هذا القلب ..
نعم تذكرت ..أنا أحتفظ برقن نقال سجى الجديد ..سأتصل بها ..
هناء : الو ..
سجى : أهلا هناء كيف حالك ؟
هناء الحمد الله .. ماذا عنكٍ؟
سجى : أنا في أفضل حال .. و الحمد الله .
هناء : مبروك خروج سالم من السجن .. فكم فرحت لخروجه .
سجى : الله يبارك في حياتك
* و من ثم سحب سالم النقال من يد سجى ليحادث هناء حبيبته *
سالم : الو ... كيف حالك هناء؟
* لقد تفاجئت عند سماعي لصوت سالم فلم أتوقع أنه كان بجانب سجى و أستمع لكل كلمة قالتها لي *
هناء : الحمد الله .. كيف حالك أنت ؟
سالم : أنا!؟ أنا مشتاق اليكٍ ..أريد رؤيتك .
هناء : و لكن كيف؟
سالم : لٍمَ لا تأتين لزيارتنا في منزلنا اليوم ؟
هناء : لا بأس .
سالم : حسنا في أي وقت ستأتين ؟
* لو كان بيدي لأتيت الآن *
هناء : في الرابعة عصراً ما رأيك ؟
سالم : انه وقت مناسب فأنا و سجى و والدتي سنكون بالمنزل ..
* و من ثم أغلقت الخط و نزلت على السلالم لأستأذن والدتي بالخروج *
هناء " منادية والدتي ": أمي ... أمي ..
أم هاني : مابك يا هناء ؟؟ .. لماذا تصرخين ؟؟
هناء : لٍمَ لا نذهب الى منزل خالتي اليوم ؟ الساعة الرابعة عصراً لنبارك لهم خروج سالم من السجن ..
أم هاني : و من الذي سيوصلنا ؟؟ أخاك مسافر مع زوجته لن يرجعاقبل أسبوعين .. و أباك سيذهب الى الوكالة عصراً .
كم أنا غبية !!
هناء : لا بأس يأتي محمد ابن خالتي ليوصلنا ..
أم هاني : حسنا اتصلي به .
هناء : ان شاء الله يا أمي..سأتصل به حالاً ..
هناء: الو ..
سالم : أهلاً وسهلاً..
هناء : أهلين سالم ... سالم ..
سالم : نعم !!
هناء : هل تريد رؤيتي حقا !؟
سالم : يالتأكيد أريد رؤيتك .. فأنتٍ لا تعرفين كم أنا مشتاق اليكِ يا هناء ..ان المدة التي حرمت فيها من رؤيتك ليست قليلة .. هناء أنا أحبك كثيراً ... و لو كان بيدي لخطبتك الآن .
*فنزلت دمعة أسى من على خدي .. ألٍهذه الدرجة مشتاق إلي يا سالم ؟؟ *
هناء " و قد احمر وجهي ": أنا أيضا أحبك يا سالم .. فمهما عبرت اليك عن حبي فلن تعرف مقداره لأن ليس له مقدار ..
هناء : سالم .. أبي سيذهب الى الوكالة عصراً و هاني أخي مسافر ...فهل من الممكن أن تطلب من محمد أخاك أن يأتي ليصطحبنا الى منزلكم ؟
سالم : ولٍمَ محمد ؟! أنا ٍسآتي لاصطحبكم .
هناء : لكي لا أتعبك ..
سالم : انتٍ تتعبيني ؟ أنتٍ مهما طلبتٍ و مهما عملتٍ فلن تتعبيني .
هناء " و الحرج يملأني": شكراً..
سالم : العفو ..
هناء : اذاً في أي ساعة ستأتي لتصطحبنا ؟
سالم : الساعه الثالثة و خمس و أربعون دقيقة .. ما رأيك ؟
هناء : حسناً سنكون بانتظارك .
سالم : هناء أريد أن أسألك سؤالاً و لكن أريد اجابة صريحة ..
هناء : أسأل ما شئت يا سالم .
سال: لٍمَ لم توافقي على الذين تقدموا لخطبتك و أنا في السجن ؟؟ هل كنتٍ تنتظرين خروجي من السجن لخطبتك ؟
هناء : و هل تشك في حبي لك ؟ سالم الذي يحب مستحيل أن يتخلى عن حبه .
سالم : هذا صحيح يا هناء و لكن من في سنك الآن قد تزوجوا و أنجبوا أطفالاً ..
هناء : لا يهم .. فأنا لست نادمة على ذلك .. بالعكس تماماً ..فأنا لازلت صغيرة عمري الآن 29 عاماَ فقط ..
سالم : لقد أفرحتني.
سالم : هناء لٍمَ لا نعقد قراننا غداً ؟ فأنا لا أستطيع الانتظار أكثر .
هناء : لقد صبرت عشرة سنين لا تستطيع أن تصبر ثلاثة أشهر ؟!!
سالم : لا .. لا أستطيع .
هناء : في الحقيقة أنا أيضاً لا أستطيع .. و لكن لا أستطيع أن أجهز نفسي خلال يوم و ليلة !! ..
أمهلني أسبوع على الأقل !!..
سالم : حسناً سأصبر أسبوع لأجلك فقط .. و سأكلم والدتي في الموضوع اليوم لتقدم الخطبة .
هناء : حسناً .. أوه سالم لقد داهمنا الوقت لم يبقى سوى عشرون دقيقة و تأتي ..
سالم : و أنا أيضا لم أشعر بالوقت ..الى اللقاء .
هناء : الى اللقاء .
" و من ثم بدلت ملابسي و رفعت شعري الطويل و اتجهت الى الصالة لأنتظر مجيء سالم ..
و بعد دقيقتين رٌنَ الجرس .. فعرفت أنه سالم فاتجهت الى الباب لأفتحه.. فالتقت عياناي بعيناه ..و نزلت دمعه من على خدي و أمسك يداي و أخذ يشد عليهما .
سالم : كم اشتقت اليكٍ يا هناء .
" لم أتمالك و أخذت أبكي و لكني حاولت أن أخفي دموعي و لكن دون فائدة "
سالم : لماذا تخفين دموعك ؟ دعيها .. أريد أن أرى دموع الاشتياق هذه ..
" و من ثم أتت والدتي و ذهب سالم ليسلم عليها و قبل جبينها و احتضنها .
" و في منزل خالتي "
هناء:كيف حالك يا خالتي ؟ ؟
أم محمد : الحمد الله .. كيف حالك أنتٍ يا هناء ؟
هناء : الحمد الله ... الحمد الله على خروج سال من السجن ..
أم محمد : الله يبارك في حياتك يا ابنتي .
سجى : وماذا عني أنا ؟ هل نسيتي وجودي يا هناء ؟
هناء : لا لم أنسى .. و لكن يجب علي أن أسلم [/B]على خالتي أولاً .. المهم ما أخبارك ؟
سجى : الحمد الله .
أم هاني : كيف حالك يا أختي ؟
أم محمد : الحمد الله يا أم هاني .. ماذا عانك أنتٍ يا أختي و كيف حال هاني و أبا هاني؟.
أم هاني : الحمد الله .. أبا هاني لم يتغير .. أما هاني لم يرجع بعد هو و زوجته و طفلاه من السفر .
أم محمد : و متى سيرجعوا ؟؟ بصراحة اشتقت اليهم جميعا و خصوصاً الطفلان .
أم هاني : بعد اسبوعين ان شاء الله .
أم محمد : ان شاء الله .
سالم " هامساً والدته ": أمي أرجوكٍ أبدأي في صلب الموضوع .
أم محمد : حسناً يا بني .
أم هاني : ماذا هناك يا أم محمد ؟
أم محمد " و هي تنظر الى هناء بابتسامة ": سأبدأ في صلب الموضوع .. بصراحة يا أختي سالم يود أن يخطب هناء الاسبوع المقبل ان شاء الله .. يقول أنه لا يستطيع أن ينتظر الى بعد ثلاثة أشهر .. فما رأيك يا هناء؟و ما رأيك يا أختي ؟
" فكم احمر وجهي في هذه اللحظة و خصوصاً ان نظرات الجميع متجهه حولي "
" لا تنظروا لي !
أبعدوا نظراتكم عني !
أم هاني : لا مانع لدي .. خير البر عاجلة .. و لكن ما رأي هناء و أبا هاني في الموضو ع؟
أم محمد : ما رأيك يا هناء ؟
" أنا و قد ازداد احمرار وجهي و خصوصا نظرات سالم لي !! تكاد تقتلني من الحرج و هو ينتظر الاجابة ."
هناء " صامتة "
أم هاني : السكوت علامة الرضا .
أم محمد : اذاً على بركة الله .
********
اتفقت مع سجى و راما " أعز صديقاتي " للذهاب للسوق لشراء فساتين حفلة الخطوبة .. فأنا لا أستطيع أن أفصل فستانناً خلال أسبوع ! فتجولت بين محلات الفساتين المعروفة ذات الماركة الجيدة و المشهورة ..
و بعد تعب طويل وجدت فستاناً هادئاً زهري اللون يميل الى لون البنفسج فأنا أعشق هذه الألوان فهي تناسبني كثيراً .
هناء : ما رأيكما في هذا الفستان ؟
سجى : انه في قمة الروعة .
راما : يناسبك كثيراً
أما سجى فقد اشترت فستاناً جميلاً مدرجاً بدرجات الأحمر و راما اشترت بدلة رائعة باللون الأزرق السماوي
******
استيقظت في الصباح الباكر .. فاليوم هو الأربعاء .. يوم عقد قراني على سالم
كم أنا سعيدة .. و أخيراً أتى حلم حياتي ..فهذا اليوم قد طال انتظاره و هاهو قد أتى ... و لكن ما يحززني هو عدم تواجد هاني أخي الوحيد بجانبي .. فقد تمنيت أن يكون معي هو و ريتا زوجته في هذه اللحظة
يتبع