سألوا الحارس الأمين مضحي الدوسري وهو يستعد لنهائي آسيا 1999م في أستاذ الملك فهد الدولي أمام سامسونج الكوري الجنوبي إن كانوا سيلعبون المباراة من اجل ماجد عبدالله الذي أعلنها آخر مبارياته؟ أجاب مضحي: إن لم نلعب المباراة للنصر وجمهوره فإننا لن نكسب اللقب بهذه الروح وهذا الفكر تحول مضحى الدوسري إلى أسد افترس كل المحاولات الكورية التي انهالت على مرماه وخرج النصر منتصرا وذهب إلى السوبر ثم إلى العالمية.
ولكن وآه من لكن هذه خلف مضحى في مرمى النصر من يقول بين الثلاثة والستة الكورة فوز وخسارة وسنعوض جمهور النصر في المباراة القادمة وخلف فهد الهريفي في قيادة النصر من يسأل ليلة المباراة : إذا فزنا بكره كم المكافأة؟
وارتدى شعار الشمس من يوزع خفة دمه على زملائه ليلة مباراة الهلال قائلا: آلا يافايزين بكره ..
دبت الفوضى في الفريق وأصبحت تمارينه مسرحا كوميديا يتبادل فيه الكبار السخرية من الصغار وأصبحت مبارياته سركا متنقلا من ملعب إلى آخر وكلما حاول احد أن يعيد النصر إلى الضبط والربط إلى الانضباط في التدريب والمباريات كلما تحرك أصدقاء بعض اللاعبين قائلين: اصمت فاللاعب أولى من المدرب والإداري.
لقد طالب مدير كرة في إدارة سابقة بناء على توصية من المدرب بإبعاد لاعب من التدريب الجماعي إلى التدريب الانفرادي لأنه يتأخر في الحضور ولكنه فوجئ أن رئيس النادي يُجلس اللاعب إلى جواره ويقدم له الشاي بالنعناع ومع كل رشفة كان اللاعب يطلق على أحد زملائه في ملعب التدريب نكتة والرئيس يكاد يسقط من الضحك .
دبت الفوضى بين شوط المباراة فاستراحة النجم سيجارة وتحول الإداري إلى مدرب ومارس عضو شرف هوايته المفضلة !!
لقد بح صوت المطالبين بإعادة الانضباط إلى النصر فلا يرتدي شعاره إلا من يقدر قيمته وهيبته ولا يبقى في كشرفاته إلا من يحترق من اجل جماهيره .. فلم يجد المطالبون (وأنا احدهم) من المسؤولين عن النصر إلا الاتهام والإقصاء .. حدث هذا رغم أن الملعب أيدنا وخذلهم والنتائج وافقتنا وخالفتهم ومعظم الجمهور معنا وليس معهم ولكنهم عاندوا الملعب وغالطوا النتائج وكابروا على الجمهور مستغلين بطولة عابرة موظفين فوزا مؤقتا.
حتى إذا جاء الأمير فيصل بن تركي توقع النصراويون انه فارس التغيير وبطل التعديل فانتظروا التنسيق والتسجيل والصفقات لاسيما وان العديد من الإشارات أطلقها ابوتركي في نهاية الموسم تضيء بذلك ولكن خابت التوقعات وانطفأت الإشارات بعد صدور الكشوفات وليت الأمرتوقف عند هذا ولكن بعض القادمين أكملوا الناقص .. ومرة أخرى وقبل بداية الموسم انطلق المطالبين بالتغيير والتعديل محذرين من الاستمرار على نهج الإدارات السابقة ومرة أخرى كانت المكابرة والمغالطة والعناد.
لماذا اكتب ذلك الآن؟ لأمرين :
الأول: أن الأمير فيصل بن تركي وإدارته اقتنعوا أخيرا بأن التغيير والتعديل خيار النصر الوحيد وبالتالي فإنني اكتب ذلك الآن لأقنع من لم يقتنع بعد فلعل وعسى أن يرى الصورة كما هي وان يترك عنه مابقى من عناد ومكابرة ومغالطة .
الثاني: أن هناك من قد يرشح نفسه للرئاسة وهو حق قانوني وبالتالي فاني اكتب ذلك الآن لأن الماضي لايعود أو يجب الايعود اعني ماضي شح المواهب ونكهة النعناع مع الرئيس ورائحة السيجارة بين الشوطين..ماضي (الأربعات والستات) ..ماضي دمعه من اجل فرحه أما الأشخاص فإنهم على العين والرأس ولأفرق عندي بينهم إلا بالعمل والفكر .
سئمنا من منافسة الهلال بالاتحاد تارة وبالشباب أخرى أصابنا الحول ونحن ننقل عيوننا بين قدم محمد نور ورأس ناصر الشمراني , أما آن الأوان لننافس الهلال بقدم سعد الحارثي ورأس محمد السهلاوي . سؤال بحجم القنبلة التي قذفها رئيس الشباب في وعي كل نصراوي.
نعم سخر منا البلطان ولكنه سخر من واقعنا جرحنا ولكنه جرح طموحنا .. استفزنا ولكنه استفز غيرتنا , فهل نعترف بواقعنا..هل نستعيد طموحنا..هل نشعر بغيرتنا.؟ متى ننافس الهلال بفريقنا وليس بالاتحاد والشباب؟ اسمحوا لي أن أجيب: حين ننافس الهلاليين بالعمل..بالدفع..بالفكر..بالطموح وليس بالتصريحات والفلاشات والمداخلات .. عند ذلك سننافس الهلال والاتحاد والشباب والأهلي والاتفاق ..عند ذلك قد ينتظر الهلاليون قدم اتحادي أو رأس شبابي كي تهزم النصر .
- أنصح كل من يريد الإستمتاع بالفكر والاسلوب بقراءة ما يسطره قلم الشاب الراقي منيف الحربي
وقد كشف مؤخرا ومن خلال مداخلته في البرنامج الجماهيري (خط الستة) أنه يتكلم كما يكتب وهذه موهبة لايملكها إلا القلة .
" كاتب وناقد رياضي سعودي"