[size="4"]"نداء الأمهات إلى القادة الأموات"
في هذه الأيام تغزو إسرائيل قطعة من قطاع أرض العرب , قطعة بيعت كما بيع شعب العرب , هي ليست أول من يغزون من العرب , ولن تكون آخر غزواتهم مع العرب . بعد تكشف عورات السلطات العربية إعتادت إسرائيل الصول والجول كيفما تشاء , حينما تشاء . في زمن ندرت الأبطال , وسادت الجهال , وتعاون معهم الأنذال . ( قطاع غزة ضمير العرب) .
اليوم العرب يمتلكون خيرات العالم السياسية والإقتصادية . فهم يسيطرون شكليا على وسط العالم وحلقة وصله , ومعظم طاقته , وكل الموارد النباتية وأجودها , وهم يمتلكون كل شيىء إلا الحرية , حرية الرأي في بلادهم , وحرية التصرف في مواردهم .
لا نلوم أولئك القادة المبتسمين لعدسات التصوير رغبة ونهبة , إنما نلوم من تبعهم بإساءة إلى يوم الدين , يوم يتبرأ الذين أ ُتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب , أولئك الذين يهتفون بحياة قادتهم نفاقا ورئاءا , تبعوهم بعهر لا يدرون إلى أين ولا من أين , وهم في كل واد يهيمون . رفعوا شعارات واهية , عن الحق لاهية , على عتبات قصورهم ساقطة . فأعمت بصيرتهم تلكما القومية والوطنية , التي كانت القمامة لهما ولهم حاوية .
تصرخ النساء : ألا من منقذ! ألا من منجد! ألا من مخلص! ألا من مخلـِّص! ألا من عفيف! ألا من شريف! ألا من كريم! أين الرجال! أين الأبطال! أين القادة الشرفاء! أين الساسة الحكماء! أين الحكام الأوفياء! أين ولاة الأمور الأمناء!
لا يا أيتها النساء . إن من تنادون هم الأموات , والدهر عليهم فات , فوفروا أصواتكم , واسعوا على أنفسكم , فأنتن اليوم الرجال .
الدول العربية اليوم تقتني أسلحة من عقود عديدة , إنقرض صانعها , وصدئت في مواقعها , لترد على العدو في الوقت المناسب , وردت على شعوبها في الوقت الغير مناسب . غزت سوريا لبنان وكان الجولان أولى , وغزا العراق الكويت وكانت إسرائيل أبدى , وهكذا بأسهم بينهم شديد وأبلى .
إن صمت الحكام والقادة العرب عما يجري في العراق وفلسطين سيؤدي بالأمة إلى ثورات وحروب أهلية , وهلاك للأمة وهي في مواقعها وصوامعها , بعد نفاذ صبرها .
لو كان مع الفلسطينيين عاهرات لهب الناهب والذاهب , والعاري والمتواري , إلا أن الموقعة موقعة سجال , خاضها في الزمان الرجال , وتولى اليوم عنها الأنذال .
العالم الفاسد طلب من المقاومة الفلسطينية إطلاق سراح الجندي المجرم المقاتل الإسرائيلي . كان الأولى بهم الطلب من إسرائيل الإفراج عن الأطفال والنساء والآمنين .
ِلما تحسب إسرائيل حسابا للعرب في ذبحها للمدنيين! وهي لديها فلسطين والعراق , وناصية أركان الحكم العربي كلها بيدهم .
نشكر إسرائيل التي صبرت على الفلسطينيين إلى اليوم , فلو كانوا في بلد عربي لتمت تصفيتهم منذ أكثر من خمسين عاما . ونشكر إسرائيل إذ هاجمت الفلسطينيين فوحـّدتهم ولو صبرت عليهم قليلا لوقعوا ببعضهم البعض , لكن هذا عتوهم .
لا أستطيع أن أعبر بألفاظ أشنع فالوضع عبـّر وفسـّر , وللرسالة أوصل .