هل تخاف من ربك حقا
السلام عليكم جميعا
اخوتي في الله
انا لا اعرفكم وانتم لا تعرفوني إلا اسماء من حروف مختارة -كلان منا من مكان لا احد منا مفروض على الاخر - تجمعنا في المنتدى هذا وهناك الملايين لا نعرفهم بمنتديات اخرى وذلك لحكمة وقد قدر ربك ان تاتي هذه الصفحة وهذا الموضوع والله قادر على ان تمر عليها وتغفل عنها وهناك الكثير من الاعضاء بالمنتدى لن يمروا عليها وهنا حمكة
اذا" قدر ربك ان تقراء هذه الكلمات لحكمة يعلمها ربي و لكنها تدل على ان ربك ماذال يحبك ويريد لك الخير اختارك انت ولم يختار صاحبك
فلابد ان تقف بنفسك على هذه الحكمة فقد يكون في هذه الحروف خير عظيم لك وتتحول حياتك للاصلح ولابد ان تتعلم شيء وذلك من مضمون الكلام
الامر جد خطير
والقول فيه عظيم - العامل بما فيه ناجي باذن الله
القول لبس في تعبيري او حرفي ولكن
هو ان تخاف ربك
اخوتي
اتقوا الله تعالى وخافوه واخشوه وحده ولا تخشوا أحدا غيره وكما قال الفضيل: من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد قال تعالى: فلا تخشوا الناس واخشون ، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين .
أيها الاحبة
كلامي نوع من انواع الخوف هو الخوف الوحيد المحبب للنفس وفيه النجاه
الخوف من الله عز وجل فلا تزعم انك تخافه و بأنواع المعاصي والذنوب تبارذ نعمه عليك معلن غفلتك عن الله ونسيان الدار الآخرة، فالخوف من الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة وليس غير الخوف حاجز أمام دفعات الهوى والشهوة والغفلة فالخوف هو الذي يهيج في القلب نار الخشية التي تدفع الإنسان المسلم إلى عمل الطاعة والابتعاد عن المعصية.
ولهذا إذا زاد الإيمان في قلب المؤمن لم يعد يستحضر في قلبه إلا الخوف من الله، والناس في خوفهم من الله متفاوتون ولهذا كان خوف العلماء في أعلى الدرجات وذلك لأن خوفهم مقرون بمعرفة الله مما جعل خوفهم مقرون بالخشية كما قال تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء والخشية درجة أعلى وهي أخص من الخوف، فالخوف لعامة المؤمنين والخشية للعلماء العارفين وعلى قدر العلم والمعرفة تكون الخشية، كما قال النبي : ((إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية)) وقال: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)) قال الإمام أحمد: هذا يدل على أن كل من كان بالله أعرف كان منه أخوف. والخوف: هو اضطراب القلب ووجله من تذكر عقاب الله وناره ووعيده الشديد لمن عصاه والخائف دائما يلجأ إلى الهرب مما يخافه إلا من يخاف من الله فإنه يهرب إليه كما قال أبو حفص: الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل، فإنك إذا خفته هربت إليه. فالخائف هارب من ربه إلى ربه قال تعالى: ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين
واعلموا ان ما فارق الخوف قلبا إلا خرب. و إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها.
و الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق. الخوف سوط الله، يقّوم به الشاردين عن بابه.
الخوف المحمود: هو ما حجزك عن محارم الله وأنفعها للقلب وهو فرض على كل أحد.
الخوف وحده قادران يمنعك عن المعاصي والمحرمات فالخائف من ربه لا يأكل مالا حراما ولا يشهد زورا، ولا يحلف كاذبا، ولا يخلف وعدا ولا يخون عهدا ولا يغش في المعاملة ولا يخون شريكه ولا يمشي بالنميمة، ولا يغتاب الناس ولا يترك النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يزني ولا يلوط ولا يتشبه بالنساء ولا يتشبه بالكفرة أعداء الدين ولا يتعاطى محرما ولا يشرب المسكرات ولا المخدرات ولا الدخان ولا الشيشة ولا يهجر مساجد الله ولا يترك الصلاة في الجماعة ولا يضيع أوقاته في اللهو والغفلة بل تجده يشمر عن ساعد الجد يستغل وقته كله في طاعة الله
الخوف من ربك يعصم من فتنة هذه الدنيا وبدون الخوف لا يصلح قلب ولا تصلح حياة ولا تستقيم نفس ولا يهذب سلوك وإلا فما الذي يحجز النفس البشرية عن ارتكاب المحرمات من زنى وبغى وظلم وركون إلى الدنيا غير الخوف من الله، وما الذي يهدئ فيها هيجان الرغائب وسعار الشهوات وجنون المطامع؟ وما الذي يثبت النفس في المعركة بين الحق والباطل وبين الخير والشر؟ وما الذي يدفع الإنسان إلى تقوى الله في السر والعلن سوى خوف الله، فلا شيء يثبت الإيمان عند العبد رغم الأحداث وتقلبات الأحوال في هذا الخضم الهائج إلا اليقين في الآخرة والإيمان بها والخشية والخوف مما أعده الله من العذاب المقيم لمن خالف أمره وعصاه. فتذكر الآخرة في جميع الأحوال والمناسبات والظروف يجعل عند الإنسان حسا مرهفا يجعله دائم اليقظة جاد العزيمة دائم الفكر فيما يصلحه في معاشِه ومعادِه كثير الوجل والخوف مما سيؤول إليه في الآخر
فعن أبي هريرة عن النبي فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال: ((وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين: إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة))
اخوتي في الله
ان من اكبر النعم من الله هي الامهال فبذنب واحد حكم على ابليس بالعنة وبذنب واحد اخرج سيدنا ادم وحواء من الجنة
فكم انت اذنبت وربك سترك وامهلك
الى متى وانت تعصاه ولا تخافه
خف من غضبه وهلاكه ونقمته – خف من تقلب حالك من النعيم والغني الى الفقر والتسول – من السعادة الى التعاسة والشقاء – من حب الناس الى بغضهم – من السلطة الى القهر – من الانس بالاحبة والاهل والاولاد الى مذاق الموت والمفقود من ومن
خف من القامة وما بعدها
:إن أمر القيامة أمر عظيم رهيب، يرجّ القلب ويرعب الحس رعبا مشاهده يرجف لها القلوب والله سبحانه أقسم على وقوع هذا الحادث لا محالة فقال في سورة الطور إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع فهو واقع حتما، لا يملك دفعه أحد أبدا والأمر داهم قاصم ليس منه دافع ولا عاصم كما أن دون غد الليلة، فما أعددنا لذلك اليوم، وما قدمنا له وهل جلس كل منا يحاسب نفسه ما عمل بكذا وما أراد بكذا بل الكل ساهٍ لاه، والكل في سكرته يعمهون ويلعبون ويضحكون ويفسقون ويفجرون وكأن أحدهم بمنأى من العذاب وكأنهم ليس وراءهم موتا
ولا نشورا ولا جنة ولا نارا ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين
فمتى تخاف من ربك عند الحساب وهو منزلة الجزاء
جنة او نار
الم يحن الوقت بالوقوف مع تلك النفس الشاردة والقلب الغافل والعقل السكران حتى نعود
لماذا لا نريد الطمئنينة والسعادة الحقيقية فان طلبتها فلتلزم العبودية الحقيقية