بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تلعب الامهات أدوارا عديدة خلال فترة تربيتها لأطفالها من الراعية الحنونة الى المؤدبة القوية وأحيانا ما بين كل هذه المهام يجب أن تكون الصديقة ايضا. ولكن يمكن أن يكون تحقيق التوازن بين كل هذه المهام أمرا صعبا جدا.
عندما يكون الطفل صغيرا، تعمل الأم كحامية للأطفال، بحيث تقدم لهم كل شيء. وفي عمر صغيرة يتعلم الأطفال أن أفضل مكان للحصول على كل الاجابات والنصائح، والدعم والحب هو الأم. ولكن مع التقدم في السن، يبدأ دور الأم بالتغير.
مشكلة المراهقة.
خلال فترة المراهقة يمكن أن ينظر الأطفال الى أمهاتهم (وأبائهم) على أنهم العدو. فالأباء والأمهات هم الذين يمسكون بزمام الأمور ويضعون كل القواعد. بسبب هذا، يظهر نزاع في أغلب الأحيان في كل بيت ويمكن أن يلجئ الأطفال الى أشخاص أخرين لتقديم الدعم. وهذا يقود الى المزيد من التوتر في العلاقة بين الام والابناءـ خاصة الفتيات.
لهذا السبب، تحاول العديد من الأمهات تطوير نوع من الصداقة مع الفتيات المراهقات، ويحاولن قدر الامكان التعرف أكثر على الشخصية الجديدة لبناتهن.
وبالطبع، هذه المحاولة يمكن أن تجلب الكثير من الفوائد للأم. إذا كانت ابنتك ترى فيك صديقتها، فسوف تأتي لطلب النصائح والاجابات عندما تواجه قرارات صعبة حول الحياة. على أية حال، يجب أن تدرك الأم بأنها قد تتعلم بعض الأشياء التي لم تكن تعرفها أو ترغب في معرفتها أيضا.
وبالرغم من مصادقة ابنتك يمكن أن يكون أمر مفيدا جدا في سنوات المراهقة، إلا أن قد يكون ذو تأثير عكسي أيضا. الام الصديقة يمكن أن تتجنب مواجهة أو معاقبة الأبنة لأنها ترغب في الحفاظ على صداقتها. كذلك يمكن أن تمنع ابنتها من مصادقة فتيات في نفس عمرها، اختبار الأشياء الجديدة وأخذ المخاطر المختلفة. بكلمة أخرى، يمكن أن تستحوذ رغبة الام في السيطرة على حياة ابنتها على العلاقة بينهما.
دعهم يرتكبون الأخطاء.
حتى ينمو الطفل الى بالغ، يجب أن يطور طفلك مهارات الثقة والإستقلالية والمسؤولية، ويجب أن يرتكبوا بعض الأخطاء لوحدهم ويعانوا من العواقب. إذا كانت الأم تلعب دور الصديقة أكثر من اللازم فلن يكون لدى المراهق فرصة لمواجهة مثل هذا النمو.
أنت بحاجة الى التوازن. علمِ أطفالك بأنهم يمكن أن يأتوا إليك لحل المشاكل أو الاستفسار وبأنك ستكونين موجودة دائما بآذان وقلب مفتوح. لكن علميهم كذلك بأن دورك الأول والنهائي في حياتهم هو أنك أمهم. وإذا خرقوا القواعد، فسوف يعانون من العواقب