اشترى صاحب المطعم ثلاثة عشر راس ماعز , الا انه تشاءم من احدهما , لقد كان رأس ماعز اسود
فشاهد شيخا طاعنا في السن , يتوكأ على عصا , يستجدي الناس , فأعطاه اياه
دبّ الفرح والسرور في خلد الشيخ , طالما احب هذا النوع من الطعام , الذي فارقه منذ سنين طويلة
حمله وعاد به الى البيت .
لم يكن الشيخ يجيد الطهي , ولم يكن يطهو الطعام لنفسه
بل كان يعتمد على ما تجود به موائد الجيران واغنياء المنطقة
فرمق رأس الماعز بنظرة عميقة
ثم حمله وقصد بيوت الجيران , وطلب منهم مساعدته في طهيه , اعتذر الجميع كون طهيه يستغرق فترة طويلة
لذا حمله ومضى قدما بحثا عن المساعدة .
مرّ بمجموعة طباخين , يعدون وليمة كبيرة لعرس او لمراسم عزاء
فطلب من كبيرهم ان يضع رأس الماعز في قدر اللحم , اعتذر كبير الطباخين
واحتج من انه سوف يغير النكهة ما يعرضه للتوبيخ من قبل مستأجريه .
شارفت الشمس على المغيب , فقصد السوق , جلس في زاوية ما , وصاح بصوت مسموع
حزينا ومنكسر , ( ايها الناس .. يشهد الله اني لا املك عشاءا لهذه الليلة سوى رأس الماعز هذا , الذي لم اجد من يعنيني على طهيه , وها هي الشمس شارفت على المغيب ) ,
أثر ذلك في الناس , فهرعوا للتبرع
هذا بمال , وذاك بنوع من انواع الطعام , حتى تكدست امامه مختلف انواع الاطعمة
خبز , فواكه , خضراوات , وتبرع احدهم بأيصاله الى البيت مع كل ما لديه بسيارته .
جلس الشيخ يحدق في انواع الطعام المختلفة
واخذ يلملم ويعيد ترتيب الاوراق النقدية , ويخاطب رأس الماعز
( حللت في داري ... وحلّت البركة ) , وشرع بالتهام الطعام
حتى تناول ما يفوق عادته , و شعر بألم في معدته , فأستلقى ليستريح
وغط في نوم عميق , نسي باب الغرفة مفتوحا , فدخلت القطط لتعبث بالطعام وبرأس الماعز .
هجمت آلكوآبيس عليه , هجوم عدو لدود , من كثر تنآول آلطعآم . فآستيقظ مرعويآ . فزعآ , فشآهد رآس آلماعز آلآسود
جآثمآ على بطنة , آزداد فزعا . و توقف قلبه عن العمل ومات ..