الصديق الصدوق
إذاالمرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفيالترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيءتكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشاقد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا
التوكل على الله
توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شكرازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتيبـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي اي شيء تذهبالنفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
لمن نعطيرأينا
ولا تعطين الرأي من لا يريده ... فلا أنت محمود ولا الرأينافعه
كتمان الأسرار
إذا المـرءأفشـى سـره بلسانـه * ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سرنفسه * فصدر الذي يستودع السر أضيـق
لما عفوت ولم أحقد
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ * أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحييعدوي عند رؤيتـه * أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه * كماأن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم * وفي اعتزالهم قطعالمـودات
الإعراض عن الجاهل
أعرض عنالجاهل السفيه * فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً * إن خاض بعضالكلاب فيه
السكوت سلامة
قالوااسكت وقد خوصمت قلت لهم * إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أوأحمقٍ شرف * وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ؟ * والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح
كم هي الدنيا رخيصــة
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلاتركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنانالخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا
مناجياً رب العالمين
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس
ماتقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبيبمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولمتكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا فيالدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت فيعبس
دعوة إلى التعلم
تعلم فليس المرءيولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا علم عـنـده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليهالمحـافـل
العلم رفيق نافع
علمي معيحـيثمــا يممت ينفعني ... قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق
إن كنت في البيت كانالعلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في السوق
من روائع الإمامالشافعي
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ***** جعلت الرجا منى لعفوكسلما
تعاظمنى ذنبي فلما قرنتــــــــه ***** بعفوك ربي كان عفوك اعظما
فمازلت ذا عفوعن الذنب لم تزل**** تجود وتعفو منة وتكرمــــــــا
فلولاك لمايصمدلابليس عابـــد **** فكيف وقد اغوى صفيك ادمــا
فلله در العارف النــــــــدبانه ***** تفيض لفرط الوجد اجفانــه دما
يقيم اذا ما الليل مـــد ظلامـــــه ***** على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحا اذا ماكان في ذكر ربــه ***** وفيماسواه في الورى كان اعجما
ويذكر اياما مضت من شبابــــه ***** وماكان فيهابالجهالة اجرمـــــا
قصار قرين الهم طول نهـــاره ***** اخا الشهد والنجوى اذاالليل اظلما
يقول حبيبي انت سؤلى وبغيتى *****كفى بك للراجين سؤلاومغنما
الست الذي غذيتنى وهديتنــــى ***** ولازلت منانـا علىومنعــــــما
عسى من له الاحسان يغفر زلتى ***** ويستر اوزارى وما قدتقدمــــا
الدهر يومان
الدَّهْرُ يَـومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ ***** والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه جِيَفٌ ***** وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قـــاعِهِ الدُّرَرُُ
وفِـي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَلَهَا ***** وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقـمر
من روائعالإمام الشافعي
أحب من الإخوان كل مـُوَاتـي ***** وكل غضيض الطرف عنعثراتي
يوافقني في كـل أمــر أريـــده ***** ويحفــظني حيـًّّـا وبـــعــدممـاتـــي
فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته***** لقاســمته مالــــــي منالحســنــات
تصفحت إخواني فكان أقلهم***** على كــــثرة الإخوان أهلُثـِقاتــــي
الله حسبي
أنت حسبي وفيكللقلب حسب*** وبحسبي إن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صـح *** من الدهرما تعرض لي خطـب
وفي مخاطبــة السفيــه قال
يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراقطيبا
هذه هي الدنيا
تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قدينام على حريـــر ... وذو نسب مفارشه التــراب
دخل المزنيعلى الإمام الشافعي في مرضه
الذي توفي فيه فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟!
فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوانمفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدريأروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها
ثم أنشأيقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي * جـعـلت رجـائي نحـو عفـوكسلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـمــا قرنتــه * بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجــود و تعـفـــو منــة و تكــرمـا
منقول
رحم الله الإمام الشافعي رحمة واسعة