فن تحلية اللسان الزوجى
اتقان أي من الزوجين أو كليهما لفن حسن التعبير يعني امتلاك مفتاح أوسع أبواب السعادة، والتوافق وإغلاق الباب في وجه ريح الشقاق والتنافر، وليس هناك مقابل يتكبده الزوجان ليفوزوا باقتناء هذا المفتاح السحري سوى بعض التصبر، وكثير من الحب، وكثير جدًا من حسن الظن، وربما قليل من البلاغة اللفظية، القليل الذي يربيه الله، ويصبح سخيا غنيا إن كان مزدانا بالإخلاص، وصدق الرغبة في الاستمرار.
ولنتأمل كيف يمكن التعبير عن ذات المشاعر والمواقف بطريقتين، وحجم الفارق الشاسع بينهما، الفارق بين الذكاء والرعونة، بين الحرص والغفلة، بين الحب والبغض، بين التماس الأعذار وتصيد الأخطاء.
الموقف:
- كانت الزوجة مريضة، وتوقعت من زوجها مساندة، وعونا، وحنانا إضافيا، ولكنه لم يفعل.
التعبير السلبي:
- لم يهدر صحتي إلا خدمتك، وخدمة أولادك، ومع ذلك لا أجد منك سوي النكران، والخذلان عموما الأيام دول، ولست محصنا ضد المرض!
التعبير الإيجابي:
- وصلني دعاؤك لي بظهر الغيب يا حبيبي، ولذلك تعافيت بسرعة والحمد لله، ولكنني كنت أتمني أن أسمع منك ما يعجل أكثر بشفائي، وبابتسامة واسعة: لا تنس الكلمة الحلوة في مرضي القادم بعد الشر!
الموقف:
- فتح الزوج الدولاب لاختيار قميص، ففوجئ بأن كل ملابسه تحتاج للغسيل.
الموقف السلبى :
غلت الدماء في رأسه، وبخطوات متحفزة اتجه إلى زوجه في المطبخ، وقال بحدة: ما الذي يشغل الهانم عن أبسط واجباتها؟ ويجعلها تنسى غسل ملابس زوجها، كان الله في العون يا سيادة الوزيرة؟
الموقف الايجابى :
عندما فرغ الزوج شحنة غضبه جلس إلى نفسه، وتذكر أن الزوجة تتحمل أعباء خمسة أطفال، وأنه لا يتحمل معها سوى العبء المادي، وأن الغسالة ظلت أسبوعا معطلة، والأهم أن بعض القمصان كانت بحالة تسمح بارتدائها، ولكنه هو الذي يحب ألا يرتدي القميص سوى مرة واحدة، وحينئذ ندم على سخريته من شريكة حياته، وتمنى لو أنه قال لها برفق وحنو: ليست هذه عادتك يا حبيبتي، لقد عودتيني على أن أجد كل ملابسي مغسولة ومكوية، فماذا حدث؟ لعل المانع خير، أعانك الله، وأرجو ألا يتكرر هذا الموقف مرة أخرى.
- وما أكثر المواقف والمنعطفات التي نواجهها كل يوم في بيوتنا، ومع جيراننا، وفي أعمالنا، وإما أن يحسمها رد الفعل أو يزيدها وطأة، وحين ننظر بعيدًا،ونستشرف العواقب لن نثبت قدمينا على أرض اللحظة والموقف، بل سنتجاوزهما إلى أفق التغافر، وتدريب نفوسنا وألسنتنا على الرفق واللين
اختكم ســوار