الميزان .
لن نتحدث هنا عن احد أبراج الحظ ...
ولن نتحدث عن الميزان بحد ذاته الذي يحتوي على كفتين عندما تتساوى كان العدل قائما ذلك الميزان الذي أُتخذ رمزا للعدل والحكم بالعدل فتراه رمزا على أبواب بعض المحاكم وفوق رؤوس القضاة ,وكلنا ثقة بأنه وحده الواحد الأحد احكم الحاكمين...
ما عنيناه هنا هو ميزاننا الوظيفي وسلم تقييم أداؤنا الوظيفي فما هو ميزاننا ؟ ومن هم قضاتنا ؟وكيف سيحكمون ..؟
إن العمل الوظيفي سواء كان تربوي أو غيره له أهداف واضحة وكل إنسان يسعى لتحقيق هذه الأهداف بكل أمانه وإخلاص وتختلف الجهود من شخص لآخر ..وكل شخص يطمح أن يرى نهاية سعيه في هذا العمل ومدى التقدم الذي أحرزه ونسبته ومستواه اللفظي والرقمي ... ليعزز نقاط القوة لديه ويعالج نقاط الضعف .. ولن يكون الحكم دقيق إن كان التقييم من الشخص ذاته فالموظف لا يضع تقييما لنفسه ..لان كل إنسان مهما بلغ من الشفافية يرى الكمال في أدائه وعمله ..إلا من تميز بسمات غير عاديه من الصدق الداخلي والامانه والإخلاص فيما بينه وبين نفسه وتحرر من نظرات الآخرين له .ــ فلم نسمع عن موظف أعطي تقييم ممتاز وذهب إلى رئيسه المباشر وقال : جزاك الله خيرا , ولكنني لا اقبل بهذا التقييم لان مستواي جيد جدا فقط لا غير ..!!!!!!!!ـــ
فكان هناك القاضي الرئيس المباشر الذي يحق له أن يقيم موظفيه تقييما نأمل أن يكون ميزانه فيه ميزانا عادلا في الحكم دون ظلم أو إجحاف أو محاباة ..
قال تعالى :
( ويل للمطففين (1) اللذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون (2) وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (3)) سورة المطففين أيه رقم (3 )
نعلم أن المؤسسات التربوية التعليمية هذه الأيام تعيش هذه الفترة ـ فترة الميزان الوظيفي ـ
فوميض نور يخترق الظلام ... وهمس خافت بخشوع الخلق لخالق الأنام ..
أن يُحكم قضاة الأرض هذا الميزان بالعدل ويعلمون أن الهدف الأساسي من الأداء الوظيفي هو التقويم والإصلاح والتعزيز والتقوية . وانه عمليه مستمرة من بداية العام الدراسي برصد نقاط الضعف التي تحتاج إلى علاج ومعالجتها بمقابلات دوريه للموظف ..ورصد نقاط القوة وتعزيزها لتسمو للتميز ..وقياس مدى التحسن ومن ثم التقييم .
فرب الخلق خالقهم اجمع جعل الحسنة تمحو السيئة والحسنة بعشرة أمثالها ...
وأنت أيها الموظف لاتكن تلك الحرباء التي تغير لونها حسب الأجواء والفصول راكنا للكسل والدعة طوال العام لاذعا باللسان والتصرف الخارج عن نطاق العادة والذوق الوظيفي وعند اقتراب الميزان تنقلب الموازين وتصبح خادم المصباح المطيع الهين اللين وتجادل الميزان في حكمه ..
وبالرغم من ذلك كله يجب علينا أن نتيقن جميعا أننا بشر خطاءون ومهما بلغنا من الفطنة والذكاء والحكم العادل الذي قد يقارب الإنصاف لن نكون منصفين مئة بالمئه وإنما نجتهد ونخاف الله فيما بين أيدينا .
وعلى كل إنسان أن يعلم أن التقييم الحقيقي لعمله وجهده نابع من ذاته ورضاه ورضا رب العالمين أولا عما قام به من عمل لآخرته فهناك سيكون التقييم الأكبر للحياة الأبدية ..