الذين يعملون في الحراسات الأمنية الخاصة... وأعدادهم بالآلاف لابد من اعتبارهم في عداد العاطلين حتى وهم على رأس العمل. بل أظن أن العاطلين أفضل حالاً منهم، فهم على الأقل ـ أقصد العاطلين ـ يعيشون على أمل الحصول على وظيفة جيدة.. أما هؤلاء الحراس فقد رأوا نصيبهم الذي أصبح غصة في نحورهم أعانهم الله. فهؤلاء العاملون في الحراسات الأمنية الخاصة ـ لا شك عندي مطلقاً ـ يعيشون تحت خط الفقر بمراحل بعيدة، بل إنهم من موقعهم في قاع الحياة المعيشية لا يمكن أن يروا هذا الخط حتى لو استخدموا أفضل المكبرات والمقربات. هؤلاء يا سادة ياكرام ـ يتقاضى أفضلهم راتباً شهرياً مقداره 1200 ريال في الشهر، مقابل عمل 12 ساعة يومياً، ولا يتمتعون بأي ميزة أخرى، لا علاج ولا بدل نقل ولا سكن، ولا إجازات لا أسبوعية ولا سنوية ولا تأمينات اجتماعية، الميزة الوحيدة تتمثل في أن بعض المؤسسات والشركات تصرف لهم ملابس عمل أنيقة ليس من أجلهم، وإنما من أجل راحة عيون زبائن وعملاء هذه الشركات والمؤسسات. هؤلاء الشباب السعوديون لديهم تطلعات يريدون أن يتزوجوا، ويريدون استئجار شقق، ويريدون امتلاك سيارات ويريدون امتلاك جوالات، ويريدون أن يتنزهوا، ويريدون قبل هذا كله أن يأكلوا أكلاً نظيفاً محترماً، ويلبسوا ثياباً نظيفة محترمة، فهل 40 ريالاً يومياً تحقق لهم هذه الضروريات ناهيك عن التطلعات؟ وهل هناك استغلال أبشع من هذا الاستغلال لهؤلاء الشباب الذين وضعتهم ظروفهم الاجتماعية الصعبة، ومؤهلاتهم التعليمية المتواضعة في هذه الوظيفة القاسية؟ وزارة العمل ترفض وضع حد أدنى للأجور، ولها مبرراتها، لكن مثل هؤلاء ماذا يفعلون بحياتهم؟ أتمنى لو يتصور الدكتور غازي القصيبي نفسه أمام حشد منهم، ماذا سيقول لهم؟ الكلمة الآن لمعاليه الإنسان والمسؤول.
الوطن