كيف تغيرين سلوك زوجك؟
كلا الزوجين له منبع مختلف جاء منه، اختلفت ثقافته وبيئته وتربيته، وبناءً على ذلك أصبحت لديه رواسب مختلفة من العادات والتقاليد تختلف عن الآخر، وعندما يلتقي النهران أقصد الزوجين قد يصدم كل منهما الآخر صدمة عنيفة، وقد تفور الرواسب من قاع كل منهما نتيجة هذا الصدام، وهذا هو تفسير كثرة المشكلات في السنوات الأولى من الزواج..
ويبدأ كلا الزوجين في ترك رواسب على ضفتيه نتيجة مراجعات متعددة حتى يتم توحد النهرين أقصد الزوجين في مجرى واحد يجري بقوة، ولكنه هادئ رقراق، عذب نقي.
وقد يتعارض الزوجان في أول الأمر وقد يختلفان لاختلافهما في تقدير الأمور وفهمها، ولكن مع التعايش لفترة من الزمن، وتكرار الالتقاء يصبح بينهما نوع من التفاهم والتراضي والتسامح ويتحقق الانسجام، ولذلك أقول لأختي المسلمة:
امنحي نفسك وزوجك فرصة من الوقت، وكررا اللقاء والحوار، وإن كان هادراً بعض الشيء، فمع الوقت سيلتقي النهران..
تعبت من زوجي ...
وحقيقة أنا أعتب على بعض الزوجات التي تقول إحداهن: أنا تعبت من زوجي، جربت معه كل وسيلة، فلم أفلح، ليس هناك فائدة في التعامل معه، وهذا قد يكون بعد تجربة أو تجربتين من محاولات التفاعل والتجانس مع أزواجهن، وتظن أنها قد استخدمت كافة الوسائل، وتظن أن وسيلة أو وسيلتين كافيتان للتفاهم معه، لا تعلم أن كل باب له مفتاح خاص به، وأنها لابد أن تتحلى بالصبر لتفتح لها الأبواب، فهناك مفتاح الرحمة والحنان، ومفتاح الكلمة الطيبة والدلال واللطف والزينة واللمسة الحانية، وهناك مفتاح المزاح والمداعبة، وهناك مفتاح مهم جداً وهو الدعاء.
وهكذا تتفتح ينابيع الحب مرة ثانية في نفسك، بعد أن أدركت قيمة رفيق الرحلة، وتعرفت على بعض ملامح سعادتك معه ولا يكون ذلك في جو صاخب، أو صوت عال ولكن لابد من همسات مودة، اجعلي شعارك ورداءك فيها ما أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم به كل زوجة: "ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ كل ودود ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها أو عصت زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى ".
التعامل فن وابداع ...
وإليك بعض ألأسرار لتغيير سلوك أو إقناع زوجك بشيء ما:
- البدء بذكر الإيجابيات، وتقديره واحترام وجهة نظره.
- بيان أنك لا تقصدين التقليل من شأنه.
- توصيف السلوك المراد تحقيقه، أي النتيجة التي تريدين أن تصلي إليها.. مثال:
*لا تقولي إنك عصبي عالي الصوت، ولكن قولي: يا ليتنا نكون أكثر هدوءاً، فإن الصوت المنخفض يسري إلى القلب والعقل.
*البعد عن التعميم والغموض واستخدام ألفاظ تحتمل أكثر من معنى.
*البعد عن المقارنة بالآخرين أو ضرب أمثلة بأحياء، ويمكن ضرب أمثلة بالنبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة والتابعين.
- بيان مقوماته الشخصية التي تساعده على تخفيف ذلك السلوك.
- يجب أن يكون ذلك بعيداً عن الآخرين وخاصة الأطفال، أو أفراد الأسرة من أهلك وأهله.
- اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب والأسلوب المناسب.
- لا تنسي رقة العبارات ونعومتها واللمسات الحانية.
- تذكري قوله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (34) (فصلت). د/ أكرم رضا