* كان رسول الله أجود الناس،
وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة..
وقد قال صلى الله عليه وسلم : « أفضل الصدقة صدقة في رمضان.. » [أخرجه الترمذي عن أنس].
1) الصدقة الخفية؛
لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا:
إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ [البقرة:271]،
ومن هذا مدح النبي صدقة السَّر، وأثنى على فاعلها،
وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة،
ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته [طريق الهجرتين].
2) الصدقةُ في حال الصحة والقوة
أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله :
{ أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر،
ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا } [في الصحيحين].
3) الإنفاق على الأولاد
كما في قوله : { الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة } [في الصحيحين]،
وقوله : { أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبةٍ،
ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك } [رواه مسلم].
4) الصدقة على القريب،
وقال : { الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة }
[رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّ الأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم - اثنان:
الأول: اليتيم؛
لقوله جلَّ وعلا: فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ (11) وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ [البلد:11-16]. والمسبغة: الجوع والشِّدة.
الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛
فقد قال : { أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح } [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع].
5) الصَّدقة على الجار؛
فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ [النساء:36]
وأوصى النبي أبا ذر بقوله: { وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها } [رواه مسلم].
الثامنة:
الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛
لقوله : { أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله،
ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله،
ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل } [رواه مسلم].
6) الصدقة الجارية:
وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله :
{ إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له } [رواه مسلم].
أمثلة على الصدقات الجارية :
1 - سقي الماء وحفر الآبار؛ لقولة :
{ أفضل الصدقة سقي الماء } [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة:صحيح الجامع].
أفضل الصدقة على الإطلاق سقي الماء، سيما لمن احتاج إلى ذلك
من إنسان أوحيوان، وأفظع الجرائم حرمان سقي الماء لمن قدر عليه، لمن احتاج إلى ذلك، وإليك الأدلة:
أولاً: قوله تعالى: "ونادى أصحابُ النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماءأومما رزقكم الله قالوا إن الله حرَّمهما على الكافرين".
قال ابن عباس رضي الله عنهما وقد سئل أي الصدقة أفضل
"الماء، ألم تروا إلى أهل النار حين استغاثوا بأهل الجنة:
"أن أفيضوا علينا من الماء أومما رزقكم الله"؟
قال القرطبي في تفسير الآية السابقة: (في هذه الآية دليل على أن سقي الماء من أفضل الأعمال.ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأصحابه قالوا: (ألنا في الحيوان أجر؟ قال: في كل ذي كبد رطبة أجر) .
2 - إطعام الطعام؛
فإن النبي لما سُئل: أي الإسلام خير؟
قال: { تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف } [في الصحيحين].
قال الله تعالى: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً .
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً .
إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً .
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً . وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً } [الإنسان:8-12]
فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام
ويقدمونه على كثير من العبادات. سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر.
قال رسول الله : « يا أيها الناس أفشوا السلام،
وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام » [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني]
وقد قال بعض السلف لأن أدعو عشرة من أصحابي
فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.
وخاصة : تفطير الصائمين: قال صلى الله عليه وسلم :
« من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء » [أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني]
3 - بناء المساجد؛ لقوله :
{ من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة } [في الصحيحين]،
وعن جابر أن رسول الله قال: { من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة } [صحيح الترغيب].
4 - الإنفاق على نشر العلم،
وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل،
ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرة قال:
قال : { إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره،
أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه،
أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته } [رواه ابن ماجة:صحيح الترغيب].