حتى المجنون يعلم أنها الذكرى الخامسة لـ11 سبتمبر, ونعلم أن البرجين سقطا ومات2973 شخصاً تحت أنقاض هذين البرجين, والإعلام العربي وعلى رأسهم قناة العربية أسهبوا في هذه الذكرى وأحيوها بأسى وحزن, بل أن بعض مذيعيهم كادوا أن يبكوا وهم يعرضون البرامج الوثائقية لهذه الحادثة, وهي الحادثة الأكبر لأمريكا بعد حروبها الأهلية اذا استثنينا مذابحهم بالهنود الحمر (لأنهم ليسوا أمريكيين حتى وإن كانوا هم أصحاب الأرض الأصليين) ولأن الأمريكيين لا يريدون أن يتذكروها, يجب علينا أن لا نتذكرها مثلهم.
11 سبتمبر هذا اليوم الذي يتذكره كل العالم ونحن العرب والمسلمون من ضمنهم, ويجب أن نتذكره جيداً لكي نجد تبريراً لحرب أمريكا على عراقنا ولبناننا وقتلنا بالجملة وامتهاننا في أبو غريب وجوانتناموا بكثرة! فنحن مسلمون, وحتى لو كان المتسببين فيها هم إرهابيين ومتعصبين فهم بالنهاية مسلمين وهذا سبب كافي لأمريكا!
وفي مثل هذا اليوم 17 سبتمبر وتحديداً في ساعات صباحه الأولى وفي آخر ساعات ليلة 16 سبتمبر وقعت مذبحة صبرا وشاتيلا!!
والذين ماتوا في ذاك اليوم هم أكثر من الذين ماتوا في أبراج نيويورك, ولا يوجد فرق كبير بين الحادثتين في عدد الضحايا فعدد ضحايا 11 سبتمبر (أقل من ثلاثة ألآلاف) وضحايا صبرا وشاتيلا (أكثر من ثلاثة ألآلاف) ولكن الفرق أن أمريكا تعرضت للفاجعة مرة واحدة من مئات السنين أما نحن ففواجع و مذابح كثيرة سجلها التاريخ في مدة لا تتجاوز الأربعة عقود.
مذبحة دير ياسين, مذبحة صبرا وشاتيلا, الحرم الإبراهيمي, مذبحة جنين, مذبحة قانا, ومذبحة قانا ثانية, ومسح أكثر من 385 قرية فلسطينية بالمعدات الثقيلة!
وفي مذبحة واحدة فقط من هذه المذابح(وليست الحروب) تعدى عدد قتلى المذبحة عدد الضحايا في أبراج مانهاتن!
وفي مذبحة صبرا وشاتيلا استخدمت فيها جميع الطرق الحيوانية والبربرية, استخدمت فيها السواطير والسكاكين وبقرت بطون الحوامل واغتصبت العذارى ودقت الصلبان على جثث الأطفال ومسحت كرامة الإنسان بالأرض وتفرج العالم على أبشع الصور والمشاهد التي قامت بها الميليشيات المارونية بمساعدة وإشراف وحصار وأسلحة إسرائيل المحبة للسلام والكارهة للعنف..
وهاهو العالم بأسره (ونحن منهم) يبكي على من قتلوا في البرجين ويتوعدون المتسبب رغم أن أمريكا منذ ذاك الوقت وحتى الآن صرفت أكثر450 بليون دولار وأصبحت تقتل ما معدله ثلاثة آلاف إنسان كل شهر في العراق وأفغانستان بحجة محاربة الإرهاب رغم أن من قام بصفعهم لا يزال حراً طليقاً واللجنة التي أسست في المخابرات الأمريكية للبحث عن بن لادن حُلت!! وهذا اسمه فشل..
الصحفي الأيرلندي (روبرت فيسك) مراسل مجلة (TIMES) أصيب بلوثة عقلية وراح يصرخ وهو يدوس الجثث ويرى التمثيل وكان يغمض عينيه ويصور ويقال أن كثيراً من صوره لم يراها هو نفسه!, ومصورو قناة الBBC رأوا أشباه بشر يزحفون على بطونهم والذباب يلاحقهم والدماء تخثرت في بحيرات كثيرة! كل هذا كان في صبرا وشاتيلا وما خفي كان أهول!
واليوم كثير من القنوات العربية كانت قد استعدت لذكرى 11 سبتمبر بالبرامج التشويهية للإسلام التي صنعها الإعلام الأمريكي والمقابلة مع ابن عم صديق جار أحد الضحايا في 11 سبتمبر وأعلنوا عن برامجهم قبلها بأكثر من شهر أما حادثة صبرا وشاتيلا فانتظروها اليوم في برنامج قصير لا يتعدى الدقيقتين اسمه (حدث في مثل هذا اليوم) هذا إذا ما تمت الإشارة لهذه المذبحة..
في الذكرى الـ24 لمذبحة صبرا وشاتيلا (17-9-1982):
اللهم العن أنطوان لحد وسعد حداد وإيلي حبيقة وبيير الجميل وأطل في عمر أرييل شارون على هذه الحالة!
اللهم العن كل من كان سبباً في هذه المذبحة واجعل دماء الشهداء والنساء والأطفال لعنة على من شارك في هذه المذبحة ولو بالسكوت عنها..
ولأول مرة أحس أن الكلام لا يمكن أن يكون معبراً مثل الصور لذا أدعوكم لرؤية هذه الصور
ودمنا بذكرى هذه المذابح إن كان لنا ما يسمى كرامة!
ودمــتــمـ يــا عــربـ ،،