أخرجهم من الحفرة ....
ألم يقع مرة أن أحرجك شخص في مجلس عام بكلمة جارحة ؟!
أو ربما سخر منك .. بأي شيء وإن كان صغيراً .. بلباسك أو كلامك .. أو أسلوبك ..
فظهر الإحراج على وجهك...وامتقع لونك ....
فدافع عنك شخص ما .. فشعرت بامتنان عظيم له .. لأنه كأنما أمسك بطرف ثوبك عندما دفعك غيرك إلى هاوية ..
مارس هذه المهارة مع الآخرين .. وسترى لها تأثيراً ساحراً ..
لو دخلت على شخص وأقبل ولده يحمل طبقاً في طعام .. لكنه استعجل قليلاً ..
فكاد أن يقع الطبق على الأرض .. فانطلق الأب عليه ثائراً .. يصرخ به قائلاً:
لماذا العجلة ؟ كم مرة أعلمك ؟
فاحمرَّ وجه الولد واصفرَّ ..
فقلت أنت : لا .. بل فلان بطل .. رجُل .. ما شاء الله عليه يحمل كل هذا لوحده ..
ولعله استعجل لأن فيه أغراض أخرى أيضاً ..
الله أي امتنان سيشعر به الغلام لك
.. هذا مع الصغار .. فما بالك مع الكبار ..
لو أثنيت على زميل في اجتماع .. بعدما صبوا عليه وابلاً من اللوم ..
أو أثنيت على أحد إخوانك .. بعدما انكب افراد الأسرة عليه معاتبين ..
شاب أحرجه شخص بسؤال أمام الناس : بَشَّرْ يا فلان .. كم نسبتك في الجامعة ؟!
بالله عليك .. هل هذا سؤال يسأله عاقل أمام الناس ؟
فانقلب وجه الشاب متلوناً .. فأنقذته قائلاً بلطف : ليش يا أبا فلان .. ستزوجه ؟!! أو عندك وظيفة له ؟ أو ..
فضحكوا ونُسي السؤال ..
أو: لو عاتبه على دنوِّ معدله الدراسي .. فقلت : يا أخي لا تلمه .. تخصصه صعب .. لكن سيكن أفضل في الفصل القادم إن شاء الله ..
كسب محبة الناس فرص يقتنصها الأذكياء ..
( إذا هبت رياحك فاغتنمها ** فإن لكل خافقة سكون )
****
كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. يمشي مع النبي عليه السلام..
فمرا بشجرة فأمره النبي أن يصعدها ويحتزَّ له عوداً يتسوك به ..
فرقى ابن مسعود وكان خفيفاً .. نحيل الجسم .. فأخذ يعالج العود لقطعه ..
فأتت الريح فحركت ثوبه وكشفت ساقيه .. فإذا هما ساقان دقيقتان صغيرتان ..
فضحك القوم من دقة ساقيه ..
فقال النبي عليه السلام : ممّ تضحكون ؟! .. من دقة ساقيه ؟!
والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد
فماذا سيكون شعور عبدالله بن مسعود...بعدما ضحك الناس منه...ثم دافع عنه النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ..
وجهة نظر:
كسب محبة الناس فرصة يقتنصها الأذكياء....