الفكر المتحجر هو ما يتداول تعاطيه في هذه الأيام بعد التأثير الكبير الذي حل بأصحاب العقول التي تنساب خلف ما يجعل جلودهم تقشعر عندما تكون المرأة هي محور الموضوع الذي يتحدث فيه وكأنها مخلوقة أتت من المريخ ولا يحق لأي شخص التحدث فيها أو النقاش في أمرها , منبع هذه الثقافة هو الجهل الذي يتزمت لمنهج واحد في الحياة ويطلب التقيد به ومن ثم الاكتفاء بقاعدة واحدة تكون هي المسيرة الفعلية للشخص ولو كانت خاطئة فإنه يكابر ولا يعترف بهذا الخطأ لأنه من قواعد ( العيب ) التي في قاموسه الذي يتحف كل من حوله بها , وكأنه صاحب الفكر المتحضر وهو لا يعلم بأنه معاكس للتيار وقد يؤدي به إلى السقوط في هوة لا يمكنه الخروج منها , المعاناة الحقيقية لشخص يتحلى بالصفات التي ذكرتها أنفا هي عقدة في حياته مكمنها التنوير الذي لا يستطيع تفهمه ومن ثم تأويله إلى علمنة وزندقة وهذا كله قد تبلور في فكره بعد التطور المفاجأ الذي حل به وهذه صدمة نفسية تحوله إلى مقاتل فذ في سبيل الدفاع عن كل كلمة تمس الدين في اعتقاده وهو لا يعلم بأنه قد اقتحم غشاء العفوية التي تخوله بأن يكون في موضع للمسائلة في ما هو دافعه في التواجد في مكان لا يعلم من أين هي بدايته أو نهايته ووضعه أصبح أشبه بالنائم الذي استيقظ على صوت دوي مدفع ثم لم يعلم أين هو أو ماذا حصل أو ماذا يفعل وليس بإمكانه إلا التخبط فيما هو حوله .
لم ولن نؤمن بحقيقة واقعنا التي تحوي الفكر التنويري الذي يحاول توعية العقول مما حل بها من تغشية على الحقيقة , وهذا كله بسبب الأدلجة على نمط معين من التفكير والتي بدورها أصابت العقول في مقتل ومن ثم الإطاحة بها في أيدي أقوال فلان وعلان . فهنا توقف العقل .
رُبَ قَـرَارٍ كـانَ نُقْـطَـةَ تـَبـَـلْـوُرٍ لِـتَـفْـكِـيـرٍ سَـلـِيــمْ نــَجِـدُ مـنــهُ طَـرِيـقـاً سَـهْــلاً فـيْ سَـبـِيـلِ التــَطْـويــرِ وهُـنَــا تَــكُــونُ الــوثـْبــَةَ الــقَــويـــةَ نــَحْــوَ الأُفـــُقَ الّــذِي لاْ يــَعْــرِفُ سِــوَى الــعُــلُــوْ والــفَــوْقــِيـــةَ والــنُــضْــجَ الــتَـــامْ للــمَــدَارِكِـ الإنــْسَــانــِيــه
منقول