لا أحد يعرف كيف تعثرتُ بها
عند حدود البحيرة
ولم كانت تطعم البجع بيد دامعة؟؟
00
00
كانت هناك
بوجهها الحنطي
وعينيها الخضراوين
محتفظة بلمسة الله الحانية على وجنتها
وبقلب يمامة مجروحة تهاجر في وطن
من صنع أضلعها
وعظام أضناها العشق الحلال
لتبادل الشمس لذة الاغتراب
والصبارة البعيدة مُر التوحد
تضع زهرة في جدائلها الكستنائية
وتودع عرس صديقة لم تفهم يوما
كثافة دمائها
الجميع يرحلون
بينما هي تبقى واقفة تتأمل خمود المواقد
وترحل 00على وجهها ظل النار
وفي روحها آخر ما تبقى من رماد
لماذا لم تفهم الشمس ذات يوم
ثقوب الذكرى
فهاجرت في أخاديد دمعة
أو في ابتسامة مجروحة لطفلة تشبهها
الحياة قرية صغيرة
تطمح أن تزورها بأغنية شجية
وبعض الورود تمنحها ليتيم عابر
تقتات الحنين من دموع امرأة
مات حبيبها على الجبهة
كم هو غال تراب بلادي
لأنه لامس قدميك
أغنية لم تستطع أن تنساها
منذ ذلك الحين تشعر أنها صارت وطنا
لكنها وطن محتل
بحسرة النوارس
حين تتلقى في صمت
رصاصة غادرة
00
00
لم يفهمك العاشق الذي كان يفكر
باحتراف زائد
وأنت تتخبطين بين الجدران
تحاولين ملامسة حائط واحد
تغرزين فيه أظافرك
لكن طبقة الطلاء تتساقط
ومعها يدك
حتى حينما حاولتِ بعينيك
أن تشيري لإطفاء النور
فهم شيئا آخر
ظنك تفكرين في الموت وفي السماء
والقدرة الخارقة على التفلسف
في الوقت الذي كنتِ في أمس الحاجة
لقبلة دافئة
وتتصرفين بفطرة أنثى تعلن
في تلقائية مؤلمة
حاجتها إليه
وأن الموت الذي بدأ يخدر الجسد الشاحب
في حاجة لأصابع كفيفة تلمس مناطق الألم
دون أن تراها
لم يفهم
وظل يفكر فيك كمثقف محترف
ما أقسى أن يشعر الآخرون دائما بأننا
أقوياء
00
00
لهذا كله كانت تجلس عند البحيرة طويلا
و تنام في وضع جنيني
يؤكد أنها فقدت أمومة مبكرة
لهذه الحياة
ولهذا أيضا تعثرتُ بها
وأنا أتحسس كالأعمى
وجه الوطن