.
.
كبرياء رجل...
تزوجتها وسط فرحة عائلتي وعائلتها.. ووسط فرحتي أنا وهي..
كانت ابنة جاري.. وكنا نعشق بعضنا منذ الصغر.. وكنت أسمع دائماً والدتي ووالدتها
تخططان لزواجنا..
كنت أنتظر تلك اللحظة التي أمسك بيدها وأنظر لعينيها دون أن أهتم بنظرات من حولي..
وبالفعل.. وضعت خاتمي بيدها وأصبحت لي..
رأيت الحياة في عيون حبيبتي ~ نــــــــدى ~ .. وكبرت سعادتنا بقدوم أبننا خالد..
كان زواجنا هادئ جداً.. وبقينا هكذا نعيش حياتنا بكل ود واحترام..
ودائما ما كنت أسمع خلافات أصدقائي مع زوجاتهم وكيف تنتهي لصالحهم,, وبالطريق الذي
هم يرسمونه.. دون أن يكون لزوجاتهم أي رأي في هذا..
لكني بعدما رأيت حياة أصدقائي مع زوجاتهم وكيف يكونون الناهين في كل الأحوال,,
انتظرت حدوث أصغر مشكلة حتى أثبت وجودي كرجل وزوج وأب..
وبالفعل رفضت خروجها لبيت أهلها لسبب أقل من تافه ,, وبعدها كبرت المشكلة شيئاً فشيئا
حتى أصبحت حياتي معها لا تطاق,, وبعدها انفصلنا ... مع رفضي أن أطلقها..
وبعدها أخذت خالد فهو ابني وأنا الرجل بهذه العلاقة...
وبالرغم من أني فعلت كل ما أتمنى , إلا أنني لم أمنع خالد من أن يرى والدته فقد كانت
زوجتي يوماً من الأيام ولا زالت فيكفيني قسوة عليها..
ولكن أمي لم تحتمل رؤيتي بدون زوجة فعرضت علي الزواج من ابنة خالتي,, ولم أقتنع من
البداية ,, فقد كانت مشاعر خالد تهمني فيكفيه أن يعيش بعيداً عن والدته..
لن أحب امرأة مثل حبي لها وشغفي بها,, وشوقي وحناني لها,, ولكن بكبرياء رجل
أقنعت نفسي بأن لا أهمية لها,, وأنها لم تعد زوجتي ووووووو.......
حتى وافقت على الزواج.. وقررت أن يتم بسرعة فقد خفت أن أغيُر رأيي ,,
وفي ليلة الخطبة عندما رأيت عبير زوجة المستقبل وجدت فرقاً كبيراً بينها وبين ندى..
لم تكن لديها نظرة ندى الحانية,, ولا لمسة يدها,, ولا شعرها الناعم,, ولا أناقتها,,
ولا مكانتها في قلبي ,,,, وتوقفت عند هذه الكلمة ,, فقد أدركت أني لن أحب أي امرأة
في العالم سوى ~ نــــــــــدى ~ ,, ولكني الآن كرهتها لأنها تخلت عني بسهولة..
قررت الزواج بعد فترة بسيطة من الخطبة, وفي خضم استعداداتي للزواج تذكرت أن ميلاد
خالد الخامس يصادف ثالث يوم من زواجي, وكنت قد وعدته أن أقيم له احتفالا..
وفي لحظة تفكيري اتصلت بي ندى , لم أستطع الكلام وتوقفت الكلمات في حلقي لحظتها,
باركت لي زواجي, ولكني لم أجيب عليها, فقد كانت آخر شخص أتمنى أن يبارك لي زواجي..
طلبت مني أن أحضر لها خالد حتى إتمام زواجي, فوافقت وأخبرتها عن ميلاد خالد وأني
سوف أحضر لها جميع مستلزمات الحفلة..
أنهت المكالمة بسرعة وذهب طيفها بسرعة مثلما ذهبت هي, وتذكرت أنها باركت لي زواجي,
ومعنى هذا أنها لا تحبني, وقفت عند هذه الكلمات وتذكرت,,,,,
ومن أنا حتى تحبني؟؟؟!!!
أنهت المكالمة بسرعة وذهب طيفها بسرعة مثلما ذهبت هي, وتذكرت أنها باركت لي زواجي,
ومعنى هذا أنها لا تحبني, وقفت عند هذه الكلمات وتذكرت,,,,,
ومن أنا حتى تحبني؟؟؟!!!
أنا الذي هجرتها لأتفه الأسباب وأخذت منا طفلها وهو صغير وحرمتها من أشياء كثيرة,
وفي زحمة أفكاري اتصلت بي عبير خطيبتي وزوجة المستقبل, وكم كان الفرق واضحاً
بين صوتها وصوت ندى...
ومرت أيام الأسبوع مسرعة حتى جاء يوم زواجي..
وفي ذلك اليوم عندما دخلت بيتي الجديد الذي سيجمعني بعبير أحسست بالغربة ولم
أستطع حتى النظر إليها..
وكأني أحس بأن نظرات اللوم والعتاب من عيني ندى تلاحقني...
وعند الساعة الثالثة فجراً فاض بي الصبر , لم أحتمل فقد كنت أحس بأن بركاناً
في صدري سينفجر, أحسست بحمل ثقيل على قلبي..
خرجت وتركت زوجتي الجديدة في ليلة زواجها الأولى وحيدة,
وعدت إلى بيتي القديم, بيتي الذي جمعني أنا وندى وخالد..
وعند وصولي وجدت الأنوار مضاءة, هي ذاتها الأنوار الصفراء التي كانت تحبها ندى..
وجدت البيت نظيف , ورائحته تعبق برائحة ندى..
أقنعت نفسي أني أتوهم , فقد كنت آخر من خرج من البيت اليوم , ولكنه لم يكن وهماً ,
فقد سمعت صوتاً , ولم يكن أي صوت ,
كان صوت بكاء ندى..
دخلت المطبخ ووجدتها جالسة و رأسها مسند على يديها وهي تبكي,
مشيت وخطواتي مثقلة حتى وصلت عندها..
وقفت أمامها ووضعت يدي تحت ذقنها لأرفع رأسها وأرى ذلك الوجه
الذي لطالما طاردني في الأحلام..
ومع حركتي هذه وقفت...
- أنت؟؟
فأجبتها.... نعم أنا...
- وزوجتك..؟ وليلة زواجك الأولى..؟
وعدة أسئلة استجوبتني بها..
سكت قليلاً ورفعت راسي نظرت إليها ومسكت منديلاً ومسحت دموعها ,
فقد كنت أكره أن أرى الدموع في عيني حبيبتي..
وأجبتها على أسئلتها بإجابة واحدة...
- أنتِ فقط زوجتي.... وأم طفلي..
- والأخرى؟؟؟؟
- ليس هناك أخرى...أنتِ زوجتي الوحيدة الأولى والأخيرة..
ثم جاء دوري لأسألها فقلت :
- لماذا أنتِ هنا؟؟
تلعثمت في الجواب وعندما وجد الكلام طريقاً للسانها قالت:
- لقد نسي خالد أن يحضر زينة الحفل وأصر على أن نأتي لنأخذها
لأني وعدته أن أضعها غداً.. وعندما أتيت كان البيت غير نظيف فقمت بترتيبه
ونام خالد ولم أستطع الذهاب , فقد كنت أخشى أن لا يعود للنوم بعد أن يستيقظ..
وانتظرت أن تنتهي من الكلام حتى أسألها عن ما في خاطري
وتمنيت أن يكون جوابها هو ما أريد..
قلت:
- لما كنتِ تبكين؟
- كنت أخاف على خالد من زوجة أبيه ,
فأنا لا أحتمل أن ترعاه يدي امرأة غيري...
قلت لها:
- لا تقلقي على خالد فلن يكون بين يدي امرأة سواك..
نظرت لي والفرحة تطل من عينيها وقالت:
- وهل معنى هذا أنك ستجعل خالد يبقى للعيش معي؟؟
صدمت قليلاً من سؤالها ولكني كنت أستحق كل ما كان يأتيني..
سألتها:
- وأنا هل ترضين أن أكون بين يدي امرأة سواك؟
سكتت ولم تجب على سؤالي فقد كان الرد صعب عليها..
وفي هذه اللحظة تخليت عن كبريائي ونظرت لها وأمسكت بيدها وقلت:
- ندى.. أحتاجكِ بكل دقيقة في حياتي..
بكل لحظة أمر بها...
*وقفة أخيرة*
إنسان تافه ذلك الذي يتخلى عن زوجته وأطفاله
بسبب كبريائه وبعض المشاكل..
- تمت -
بـ / قلمي ... ~ أصداف ~