بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في صباح احد الايام الشتوية الماطره ...حينما كنت اعمل في احد السفاره في احدى الدول ذات الطبيعه البارده الممطره .. وفي الشهور الاولى من بداية عملي ...
كنت اشعر بالوحده ....
كم كنت سعيدً كشخص يسافر لبلد ربما لحبه للسفر ولكن كنت بكل الحق حزين النفس والروح ....
ففي تلك الايام كان قلبي قد اكتشف جادت الحب ليعيش في حب من يحب ولكن كلاهما في وطن مغترب عن الاخر ...
جلست في احدى الايام الممطره وكان صباح يوم عيد الاضحى المبارك اراقب من نافذتي ذلك الجو الممطر البارد ..
اراقب المارهـ وتلك السيارات التي غطاها صقيع البرد ...
هائماً لا ارى من هم حولي وكأني المبصر الذي لا يرى فكان القلب هو الغائب وتلك العينين قد حضرتا بدونه ... فلا فائده من عينين بلا قلب يبصر بهما ...
لم اكن اشاهد من هم حولي ولم اشعر بتلك العينين التي كانت تحدق بي وتسئل نفسها لماذا لم يراني وهو يحدق بي وبمن هم حولي ...
ظنت وكان الظن اقرب بأنه مشغول البال لا يعي لمن حوله اي اهتمام ...
وبعد طول انتظار وغياب القلب ...تعود لذلك الجسد الغائب روحه من جديد ليشعر بمن هم حوله ويدرك تلك العيون التي كانت تحدق به ....
كانت فتاة .... ولكن ليست كأي فتاة شاهدتها بحياتي ... ان عينيها وشعرها يقولان لي انا فتاة العصر الأرستقراطي وكانت تلك التقسيمات الجميله في وجهها تقول لي انا لست كسائر البشر ...
اشارت لي بيدها بالحديث واشرت لها بأني لا اجيد لغة هذا البلد ...فأبتسمت وكأنما اشرقت الشمس من بين شفتيها من جديد
فأشارت بيدها من جديد لتقول لي هل انت من ابناء هذا العلم الذي كان يرفرف بجانب نافذتي وكان علم الوطن فقلت ...لها نعم نعم نعم انا من ابناء هذا الوطن
اشارت لي بيدها هناك في تلك الزاوية مقهى اريد ان نشرب القهوه معاً .....
سارعني الشوق الغريب بقبول ....سارعني فعلا ذلك الشوق الاصم الذي لا يفهم من لغة هذا البلد سوا الترحيب بالضيوف ..
تسارعت لارتداء معطفي للخروج وسارعت بي الاقدام بل تسابقت فيما بينها ...
وصلت قبلها واخذت تلك الطاوله وانتظرتهااا ...
وهاهي وقد وصلت .... اهتز كياني وهزت ارضها ...واخذت أتلعثم في حروف وكلمات اصبحت بين شفتي طلسما ...
كنت اظن ان العطور صنعت للنساء ولكن لم اعلم يوماً ان فيهن من ليس كعطرها بين النساء
لم يلامس وجهها تلك العوامل الخارجية التجميليه بل كلما نظرت اليها ارها تزداد من الجمال وكلما تأملت اكثر بها أزداد جمالها ...
قالت لي ( السلام عليكم ) فرددت عليها السلام
وقالت اني اتعلم اللغة العربية من اجل العمل في السفارة في احدى الدول العربية
قلت لها ما اجمل منطوقك رغم تلك الحروف والكلمات الركيكه ...طلبت لها ولي القهوه
فنظرت لها وكأني المحاور الوحيد في هذا اللقاء كانت تتحدث وكنت اهيم في ذلك الجمال
وبعد غياب في جمال الخالق تحدثت معها في امور كثيره وسرقنا الحديث الذي كنت امني النفس ان لا ينتهي ابداً حتى قال صاحب المقهى نريد ان نغلق ساعات وساعات قضيتها بالحديث معها وكأنها بضع ثواني ...
ودعتها وتبادلنا العناوين لرب اللقاء من جديد فغداً يوم عمل جديد ....
اتدرون ما هو العجيب في هذه الاحداث ان هذا الموقف مره عليه اكثر من 10 سنوات ومازلنا الى يوماً هذا حينما نلتقي نتحدث عن هذا اللقاء ...وكأنما كان هذا اللقاء هو الاول والاخير لنا ...!!
يقول احد علماء النفس . ان الرجال حينما يدخلون في سن المراهقه ومابعدها وتكثر علاقاتهم بالنساء يموت القلب ويبقى حب الشهوه والجسد فقط
اما من لم يعرف فحياته من النساء الا من احب ومن تحب ... فهذا هو قلب الرجل ..
ولكم التحية والتقدير