[frame="2 80"]
. يعاني الذكور التأتأة أكثر من الأناث فهم يصابون بها بنسبة تبلغ أربعة أضعاف أصابات
الأناث وما من علاج سريع وقاطع للتأتأة ولكن( طرق العلاج ) تعددت وإن فشلت أحداها
فليست تلك نهاية المطاف .
كانت الخطب التي اعتاد رئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل . أن يلقيها من
إذاعة لندن في أحلك ساعات الحرب العالمية الثانية من أهم الأمور التي ساهمت يومها
في رفع معنويات الشعب البريطاني وعززت صموده ولكن تشرشل الذي كان يحث شعبة
على المثابرة للوصول إلى ( قمة المجد ) كان علية أن يخوض هو شخصيآ معركة أخرى
هي ( معركة ضد التأتأة )
كان تشرشل قادرآ على السيطرة على هذه المشكلة . بل أنة تمكن بمرور الزمن من تنمية
مهاراته بشكل جعله خطيبآ بارزآ . ولكن ليس كل من يتأتيء هو مثل ونستون تشرشل .
هناك أشخاص كثيرون يعانون هذا الاظطراب بصمت وتؤدي هذه المعاناة بالبعض إلى
الحد من علاقتهم الاجتماعية وحتى من خباراتهم في الوظائف للتقليل من كمية الكلام
التي يحتاجون إلى النطق بها .
ولكن تقدمآ مهمآ تحقق في السنوات العشر الأخيرة في مجال فهم هذا الاظطراب ومعالجتة
حتى أنه صار بالامكان مد يد المساعدة إلى معظم المتأتئين وشفاء الكثير منهم .
( بـــــــــــداية المشـــــــــــكلة )
وبشكل عام تظهر التأتأة عند الإنسان عندما يكون طفلآ في سن تتراوح بين السنتين والخمس
سنوات . أي عندما يبدأ الطفل باكتساب ملكة الكلام ولكن هذا لا يمنع من أن تظهر التأتأة عند
بعض الأطفال وهم في سن تتراوح بين السادسة والثامنة عندما تبدأ المدرسة بتلقينهم دروس
القراءة بصوت مرتفع ودروس فن الالقاء وهي قد تظهر حتى بعد هذا السن .
وفي تقدير العلماء والاحصائيين أن عدد المتأتئتين في العالم يصل إلى حدود ( 15 مليون شخص)
منهم مليون شخص في الولايات المتحدة وغالبآ ماتبلغ نسبة المتأتئين في المدارس الابتدائية
بين ( 1_2 بالمئة ) ولكنها تزول في الغالب بعد سن البلوغ .
ولا تدوم التأتأة إلا عند واحد من كل ( 300 متأتيء ) وقد تبقى التأتأة الحادة مدى الحياة
ولكنها تميل عادة إلى التحسن ولو بعض الشيء بمرور الزمن .
مازال العلماء لا يعرفون أسباب التأتأة إلا جزئيآ فهناك عوامل كثيرة قد تستثير توتر العضلات
التي هي علاقة بالكلام وهو توتر يؤدي إلى التأتأة ولا علاقة بالتأتأة بشكل عام بالذكاء أو بأي
شذوذ أو تشوه في الدماغ .
كثيرآ ماتصيب التأتأة عائلات بكاملها ويكون التوأمان أحاديآ اللاقحة . ويصاب الذكور بالتأتأة
بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف أصبات الأناث وبالرغم من عدم ثبوت أن الوراثة هي السبب
في عدد كبير من الحالات فإنه يبدو أن العوامل الوراثية تزيد من إحتمال إصابة البعض بهذا
الاضطراب . ويكون الافتقار المؤقت لطلاقة الكلام عند الاطفال العاديين أمرآ طبيعيآ وشايعآ
ويتضاءل بعد أن يكون الطفل قد مكن قدراته اللغوية والكلامية بحيث لا يعود بحاجة إلى تركيز
إنتباهه على مايقول ولكن الأمر يصبح بحاجة إلى مراجعة طبيب أخصائي إذا استمر الافتقار
إلى طلاقة اللسان ومن الضروري طلب المساعدة إذا استمر الطفل أو البالغ في الخوف من
الكلام أو إذا كان يتكلم وكأنه يصارع الكلمات أو مقلصآ عضلات وجهه أو إذا تجنب نطق حروف
معينة وبعض الكلمات أو الكلام ككل .
( التأتأة والثأثاة والفأفأة )
. تختلف التأتأة كثيرآ من متأتيء إلى اخر ومن حالة إلى أخرى وتشمل أشهر
أعرض التأتأة وأكثرها شيوعآ مد الأحرف الصوتية أو تكرارها وتكرار الأحرف الساكنة
والتوقف الكامل عن الحديث في وسط الكلام . ومن حالة تكرار الأحرف الساكنة إشتق
العرب إسمآ بل أسماء لهذا الاضطراب الكلامي فقالوا تأتأة لتكرار حرف( التاء والثأثأة )
لتكرارحرف الثاء وفأفأة لتكرار حرف الفاء فصحت الاستعمالات الثلاثة ولم يرد في العربية
ذكر لتكرار غير هذه الاحرف .
( العلاااااااااااااااااااااااج )
لقد تكاثر عدد الاخصائيين في معالجة اضطرابات الكلام تكاثرآ ملحوظآ خلال السنوات الأخيرة
ويكون كل من هؤلاء قد أتم _ في العادة _ دراسة وتدريبآ يمتدان ما بين خمس وثمان سنوات
ويساعد هؤلاء الاخصائيون المتأتئين على مواجهة مشكلتهم سواء كان هؤلاء أطفالآ أم بالغين
كما أنهم يساعدونهم على التقليل من التأتأة بالتخفيف من توتر الشفتين واللسان والفك ويوفرون
لهم التدرب على مهارات الهدف منها إزالة أنماط الكلام غير الضرورية وغير المرغوبة ويزيد
عدد هؤلاء الاخصائيين في الولايات المتحدة على (45 ألفآ ) وبمرور الزمن جرى اللجوء
عدد من أشكال المعالجة الاخرى كالتنويم المغنطيسي والاسترخاء التدريجي وأجهزة التمويه
التي المتأتيء من سماع صوته ولكن الخبراء مازالوا مختلفين حول قيمة وجدوى هذه المعالجات
( ومن المهم في البيت ألا يصف أفراد الاسرة طفبهم المتأتيء بأنه تأ تأ . وعليهم ألا يقاطعوه
في أثناء الحديث وألا يظهروا له نفاد الصبر وألا يحاولوا اتمام الجملة التي تلكأ بها بدلآ عنه .
وعلى الأهل كذلك أن ينظموا للطفل محادثات هادئة وجهآ لوجه وبينه وبين شخص واحد اخر
وكذلك أن ينظموا له وقتآ للقراءة لبناء ثقة الطفل بنفسه . مامن علاج سريع للتأتأة وقد يحتاج
العلاج إلى جلسات مطولة ومتابعات دورية ولكن المؤكد هو أنه أمامنا اليوم خيارات أكثر لطرق
العلاج كثير منها يعطي نتائج جيدة حتى مع أطفال في سن ماقبل الدراسة ولهذا فإن الخبراء
ينصحون المتأتئتين ( أو أهلهم إن كانوا أطفالآ ) بطلب مساعدة الاخصائي حتى وإن كانوا قد
جربوا علاجآ سابقآ ولم ينجح ففرص التحسن تزداد يومآ بعد يوم وقد أثبتت معظم طرق العلاج
الحديثة فائدتها بالنسبة للمتأتئين .
منقول .
[/frame]