بسم الله الرحمن الرحيم
نقطة بداية "
في سماء الحرف والطرح يجوول القلم والخاطر فيما اكتب من حروف وكلمات لم يتبقى شي سوا ذكريات وايام وليالي وساعات قضيتها بين دفاتري واقلامي .. اكتب وينزف القلم والحبر بها
يَمُرُ شَريْطُ الذِكرَياتّ وَتَسْتَوقِفَةُ لَحظة
خُطُواتُ أقّدام
وَنَظرَةُ تُمعِنُ أطلالُ عاثَ بِها الزَمان
لِمَكانٍ كانَتْ تعَشْعِشُ فيةِ العَصافيْرُ والحَمام
هُنْا كنت اجلس لوحدي
وَهُنْا كانَتْ شَجَرَةُ الرُمان
وَهُنا عَزَفَت قَطَراتُ المَطَرِ
عَلى تِلكَ النْافِذَةُ أجّمَلَ الألحانْ
هَُنْاكَ .. هُنْاك
تَحتَ تِلكَ الشَجَرة
وَقُربَ تِلكَ الصَخرْة
تَساقَطَت أورَاقُ لَيْمونٍ
وَنُثِرَت زَهَراتُ رَيَحان
وَنُقِشَ عَلى جِذعُ الشَجَرَةِ حَرفان
لِعاشِقانِ تَقَدَسَت لِحُبِهِما تُرْبَةُ المَكانْ
...
...
مَرَتْ الأيْام وَعَصَفَتْ رِيْاحُ الرَحيْل
وَاسْتَجّمَعَتْ بَقايا لِذِكرَياتٍ نَجَت مِن تَسْاقُطٍ
أخلَفَةُ خَريْفُ مَرَ بِغَيْرِ مَوْعِدٍ وَفي غَيْرِ زَمانْ
وَسَكَنَ المَكانْ
تَدوْرُ عَقارِبُ السْاعة
وتَلتَهِمُ أياماً وَسِنْينْ
وَيَمُرُ خَرْيفُ العُمر
حَتّى يأتّي ذلِكَ اليَوْم
الَذي تَشْائُةُ الأقدارُ أن يَحدُثَ بِنَفسِ ذلِكَ المَكان
خُطُواتُ أقدام
وَنَظراتُ تَخطِفُها اللَهفة
لَحظة
اسْتَوْقَفَتْها صُدّفة
وَكَأنْةُ أرْشيْفُ لِماضٍ تَوَقَفَ عِنْدَ تِلكَ اللَحظة
التَقَتْ العَيْنانْ وارْتَجَفَتْ الخَفَقاتْ
وَأخَذَتْ تَسْتَذكِرُ ماضٍ تَبَقى مِنْ ذِكرى
...
...
ما بالُ تِلكَ النَظَراتُ لا تَهدَأُ لِبُرهة
تَبْحَثُ عَن ابتِسامَتَةُ وَتَرقِبُ كُلَ قَدَمٍ تَدوسُ ذلِكَ المَكانُ
ما بالُ خَفْقُ القَلب لَم يَتَوَقَف عَنْ عَزفِ مَقطوْعَة تِلكَ اللَحظة
أتُراها نَظَراتُ وَسُرْعانَ ما تَختَفي وَتَتَلآشى بِتَعَدي تِلكَ الخُطّوة
خُطوَةُ تَليْها خُطوْة
وَيَتَوَقَفُ شَريْطُ الذكرى
فَهَل سَتَسْتَفيّقُ مِن تِلكَ السُكرة
الَتي ألزَمَتها اعتِكافِ مَقصورَتِها بِظُلمَةٍ
لا تُنْيرُها سِوى تِلكَ اللَحظة