[table1="width:90%;background-image:url('http://www.alraidiah.org/up/up/34091047520120628.png');"][cell="filter:;"]
[align=center]
[align=center]
المقدمــــــــــــــــــــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى جمَّل حبيبه صلى الله عليه وسلم بجمال أخلاقه العالية،
وأنوار صفاته الزاكية،
وجعله بجسمه وشرعه وخلقه وهديه حجَّة لله على الخلق أجمعين.
والصلاة والسلام على مَنْ بسرِّه خصَّ الله هذه الأمة بمودَّته،
وجعل أتباعه في الكون رسل هدايته، فيؤلِّفون القلوب على حضرته،
ويجذبون النفوس إلى حنانته، ويسوقون الخلق إلى توحيده و عبادته.
إن الحادثة المريرة التى مرَّت بأمتنا الإسلامية فى الآونة الأخيرة –
وأعنى قضية الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم
والتى نشرت ببعض الصحف الأوربية – والتفاعلات والمواقف التى أفرزتها –
على الرغم من وضوح بيان الهدى القرآنى والسنة النبوية
وأفعال الأئمة الكرام فى هذه الشأن –
ولما كنَّا قد تناولنا هذه القضية ببعض خطب الجمعة والمحاضرات،
وإجابة العديد من أسئلة إخواننا بالبلاد وأثناء الزيارات،
فقد طلب الكثيرون جمع هذه المواد وإخراجها فى كتاب؛
لتعمَّ الفائدة وينتشر البيان القرآنى والتوجيه النبوى فى هذا الأمر.
والحمد لله، فقد أعاننا على إنجاز هذا إخوان صدق
حتى خرج العمل بفضل الله وحسن توفيقه، بهذة الصورة الطيبة التى بين يديك.
وقد بدأنا بتحليل أسباب هذا الموقف الذى نحن فيه من الهجمات الشرسة، وبيَّنَّاها سبباً تلو الآخر،
وكيف ارتبطت وتشابكت حتى وصلنا لما نعانيه الآن،
بعدها وصَّفنا الزاد الذى يحتاجه المسلمون للتصدى لتلك الهجمة،
والنهوض من هذه العثرة التى استضعفونا فيها،
كما بينَّا المناهج التى يحتاج إليها المسلم – كل مسلم - لدعوة غيره،
وانتهينا بواجب المسلم المعاصر فى كيفية استعمال الرد القرآنى
على من أساء لحضرة النبى صلى الله عليه وسلم،
وماذا بقى علي المسلمين بعد ذلك نحو حضرته الشريفة،
ثم ختمنا بتساؤل:
هل من فائدة لما حدث؟
و إنى - إخوانى المسلمبن الكرام، وأخواتى الكريمات –
إذ أقدم لكم هذا العمل،
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجزي كل من ساهم فيه خير الجزاء،
وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم،
وأن يساعد به فى زوال اللبس وتوصيل رأى الشرع،
حتى يرى الناس جمال وكمال هذا الدين؛
فتشتاق النفوس إلى اتباع هدى سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
ومن أجل أن تصل هذه الحقائق النفيسة إلى المسلمين وغيرهم
من الناطقين بلغات غير العربية والذين هم أحوج منا لهذه المعارف على الحقيقة
فإنى أدعو وأحثُّ أهل الاختصاص فى اللغات والترجمة والنشر؛
أن يتقدم كل غيور منهم ومحبٍّ لرسوله صلى الله عليه وسلم،
فيترجموا هذا العمل وينشروه بأية لغة وفى أى مكان.
وهذا إذن منى بالترجمة والنشر حسبة لوجه الله تعالى
وحبًّا فى رسوله صلى الله عليه وسلم،
وإسهاماً فى توصيل الدعوة الإسلامية إلى كل مكان،
بكلِّ ما فى الطاقة والإمكان .
و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه المرجع والمآب
وصلى الله علي سيدنا محمد قدوة كل أوَّاب،
وإمام كل توَّاب،
وحبيب كل من التمس و سلك طريق الهدى أو عاد إلى الصواب.
يتبع [/align]
[/align]
[/cell][/table1]