ظهر نتائج الدراسات التي تناولت مدى انتشار ظاهرة السمنة لدى الاطفال في جميع انحاء العالم, ان هذه الظاهرة اخذة في الازدياد. لا تعتبر زيادة الوزن مشكلة جمالية فقط, فهي مشكلة صحية.
وذلك, لان السمنة تزيد من خطر الاصابة بامراض مزمنة كداء السكري, ارتفاع مستوى الدهنيات في الدم وارتفاع ضغط الدم. بالاضافة الى ذلك, يواجهة الاطفال الذين يعانون من السمنة الزائدة, من مشاكل على الصعيد الاجتماعي, اذ انهم قد يتعرضون للمضايقات من قبل ابناء صفهم. الامر الذي قد يؤدي الى هبوط حاد بثقتهم بانفسهم.
هنالك اهل يدركون مدى اهمية الموضوع, ولكنهم لا يولونه اهتماما كبيرا, بسبب سن الطفل, اعتقادا منهم بانه عندما يكبر الطفل, سيتخلص من السمنة. لكن ما يجهلونه هو ان المعطيات تشير الى ان 75% من الاطفال الذين يعانون من السمنة, سوف يعانون منها ايضا عندما يصبحون بالغين.
يوم الاسرة يشكل فرصة عظيمة, لتعلم كيفية تحسين الوضع الصحي لجميع افراد العائلة, ولبداية تخفيف الوزن (لمن يعاني من السمنة) او الحفاظ على الوزن السليم, معا كعائلة. القيام بهذا النشاط يحسن العلاقة بين الاهل والابناء, كما انه يمنح الاطفال قدوة صحيحة بخصوص نمط الحياة الصحي, حتى ان لم يعانوا من السمنة. لمعرفة اذا كنتم انتم او طفلكم تعانون من الوزن الزائد, ينبغي ان تقومو بفحص مؤشر كتلة الجسم ( bmi )– . وتذكروا – عندما يشارك جميع افراد العائلة في بناء هذا التغيير, يكون الطفل شريكا في هذه العملية وليس هدفا.
ما هي الخطوات التي عليكم اتباعها كي تضمنوا الحفاظ على صحة اسرتكم؟
خصصوا وقتا لممارسة الرياضة: اصعدوا الدرج بدلا من المصعد, امشوا كلما سنحت لكم الفرصة. اظهرت الدراسات ان اضافة 2000 خطوة في اليوم, تسهم في الحفاظ على صحة الطفل بشكل كبير.
تجنبوا تناول المشروبات المحلاة. سوف يشكل هذا الامر تحديا في البداية, لكنه بالغ الاهمية, اذ ان هذه المشروبات لا تحتوي على اي قيمة غذائية, بل غنية بالسعرات الحرارية التي لا تعود باي فائدة على الشخص الذي يستهلكها.
استبدلوا الحلويات المعروفة (والتي تكون عادة مكلفة) ببدائل صحية اكثر- المعجنات المصنوعة من دقيق القمح الكامل, البسكويت المصنوع من الجرانولا, دبس الخروب مكان الشوكولاتة, مربى الفواكه المصنوع من 100% فاكهة بدون سكر, الفاكهة الطازجة وغيرها.
واظبوا على تناول الطعام مع العائلة بشكل منتظم, ولا تقوموا بتناول الطعام امام الحاسوب او التلفاز. اظهرت الابحاث ان الوجبات العائلية تساهم في تقليل احتمالات الاصابة باضطرابات الاكل وسط المراهقين, كما انها تقوي الروابط العائلية.
حاولوا قدر الامكان الحد من عدد المرات التي ياكل فيها الاطفال الوجبات السريعة كالبيتزا, الهمبورغر, وغيرها.
ادخلوا الى ثلاجاتكم ضيوفا صحية جديدة. الكثير من الخضار والفاكهة, منتجات الحليب تحتوي على 5% دهون فقط.
ابداوا باقتناء مسليات صحية اكثر, بكميات اقل.
غيروا عادات تحضيركم للطعام, حاولوا تقليل الاطعمة المقلية (بوسعكم ان تقوموا بشواء شرائح الدجاج او اللحم بدلا من قليها).
حاولوا الحد من الاطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة, كالسمنة.
اتيحوا الفرصة لاطفالكم كي يختاروا الاطعمة التي يحبونها – من بين انواع الاطعمة الصحية. دعوهم يجربون الاطعمة الجديدة, لكي يختاروا ما يفضلونه من بينها.
على الرغم من صعوبة هذه المهمة, حالوا ان تواظبوا على اطعام اطفالكم قبل ذهابهم الى المدرسة – حبوب الصباح غير المحلاة (يمكنكم اضافة ملعقة من السكر, الامر الذي يعتبر افضل من تناول حبوب الصباح والتي تكون محلاة), شطائر, مشروب صباحي وغيرها.
لا تخبروا اطفالكم متى يجب عليهم التوقف عن تناول الطعام, او متى يجب عليهم الاستمرار في تناول الطعام, يملك الاطفال اليات جوع وشبع موجهة, وهم يشعرون بالجوع والشبع وفقا لهذه الاليات - طالما كان الحديث يدور عن طعام صحي وليس الحلويات.
شجعوا اطفالكم, ادعموهم عندما يواجهون الصعوبات ولا تقوموا بنقدهم واعطائهم ملاحظات حول طريقة اكلهم و/او شكلهم الخارجي. معظم حالات الاكل العاطفي نابع من النقد الذي يوجهه الاهل والاحساس بالنقص وعدم الثقة بالنفس.
حتى اذا لم يعاني الاهل من السمنة, من المهم ان يتم التغيير في اطار عائلي, وذلك لان العادات التي يكتسبها الطفل في البيت - في جميع مجالات الحياة - يقوم بتبنيها والعمل بها في جميع الاطر حتى عندما يصبح بالغا.