[grade="DC143C DC143C DC143C DC143C DC143C"]نسخة من المصحف لكل كفيف [/grade]
قد يتبادر إلى الذهن لدى قراءة مسمى «مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل» أن إنتاج هذه المطابع مقصور على القرآن الكريم فقط، ولكن الواقع أن أهم إنتاجها هو القرآن الكريم، إذ إن هناك الكتب الإسلامية والكتب الثقافية النقية والمجلات. وكل هذا الإنتاج مطبوع بطريقة برايل للمكفوفين، ويوزع عليهم مجانًا، ليس فقط داخل المملكة العربية السعودية، وإنما يرسل إلى كل من يطلبه أينما كان في أي بقعة من بقاع الأرض، بل وتتحمل مطابع خادم الحرمين الشريفين التكلفة العالية لطباعة المصحف الشريف باستخدام ورق من نوع خاص للطباعة «ببرايل»، حيث تقع النسخة الواحدة منه في ستة مجلدات، وتضم حوالي 1000 صفحة من القطع الكبير. ولهذا فإن تكلفة طباعة النسخة الواحدة وتغليفها وتجهيزها للتصدير مع مصاريف الشحن تزيد على 400ريال، ناهيك عن تكلفة طباعة وتغليف وتصدير الكتب الإسلامية والثقافية والمجلة الشهرية والنشرة الفصلية.
وإذا كان مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين يتولى طباعة المصحف الشريف بالخط العادي للمبصرين، فإن مطابع خادم الحرمين الشريفين بالرياض التي تشرف بحمل صفته - يرحمه الله - تقوم بطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل للمكفوفين، وبذلك يشكلان جناحي منظومة الصدقة الجارية التي تنطلق لنشر كتاب الله في جميع أرجاء المعمورة.
خرجت هذه المطابع وليدة منذ أكثر من ثلاثين عامًا من رحم المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشوون المكفوفين (سابقًا) عام 1393هـ/1973م، وكانت البداية تتمثل في طباعة بعض الكتب الثقافية مستخدمة في ذلك مجموعة من معدات الطباعة اليدوية بـ «برايل»، ولم تكن قد شرعت في مراحلها الأولى في طباعة المصحف الشريف بطريقة «برايل» حيث لم تكن المعدات البدائية حينها قادرة على القيام بهذه المهمة، ولم تكن لديها من وسائل التقنية الحديثة ما يساعد على ذلك.
وفي عام 1402هـ/1982م تم إدخال الحاسوب «Main Frame» الذي طورته شركة أمريكية خصيصًا لهذه المطابع، فأصبحت بذلك تضم أول حاسوب من نوعه في الشرق الأوسط، والثالث في العالم حسب تقدير الخبراء آنذاك، وبذلك كانت لها الريادة بين دول المنطقة في استخدام الترجمة الآلية عن طريق الحاسوب من الخط العادي إلى طريقة برايل.
شهدت المملكة العربية السعودية صدور أول طبعة من القرآن الكريم بطريقة برايل عن مطابع التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم (المعارف سابقًا) عام 1406هـ، بعد استصدار فتوى برقم 1141/2 وتاريخ 10/6/1404هـ من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتى المملكة آنذاك - يرحمه الله- بطباعة المصحف الشريف بطريقة برايل على قراءة حفص.
كما صدرت أول طبعة من القرآن الكريم بطريقة «برايل» عن المكتب الأقليمي لشؤون المكفوفين وبقراءة حفص أيضًا عام 1407هـ.
ونظرًا لتعثر مطابع المكتب الإقليمي في إصدار النسخ المطلوبة من المصحف الشريف بطريقة برايل بسبب تهالك معداتها، وعدم مواكبة برامج الحاسوب فيها للتطورات التقنية عام 1412هـ، ولعلم المسؤولين عن المطابع بمدى حرص خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله- على نشر كتاب الله سواء للمبصرين أو المكفوفين فقد تم عرض الأمر على النظر الكريم، فتفضل - يرحمه الله- بدعم المطابع من ماله الخاص دعمًا سخيًا ماديًا ومعنويًا، كما وافق - يرحمه الله- على تسمية المطابع باسم (مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل) وذلك برقم 5/7/9916 وتاريخ 24/7/1412هـ.
وبموجب قرار مجلس الوزراء رقم 177 وتاريخ 20/11/1416هـ انتقلت مسؤولية الإشراف على مطابع خادم الحرمين الشريفين إلى «الأمانة العامة للتربية الخاصة» وتم دمج وتوحيد نشاطات المكتب الإقليمي ضمن نشاطات «الأمانة العامة للتربية الخاصة» بوزارة المعارف (التربية والتعليم حاليًا) فاحتضنت الوزارة هذه المطابع وطفقت تحدث أجهزتها ومعداتها الواحدة بعد الأخرى.
وبعد أن قامت مطابع خادم الحرمين الشريفين بطباعة القرآن الكريم بنفس مواصفات الطبعة السابقة للمكتب الإقليمي وضوابطها، ووزعت منها أكثر من 2000 نسخة مجانًا على نفقة خادم الحرمين الشريفين - أثابه الله - وردت بعض الملاحظات من المكفوفين، فضل فيها بعضهم أسلوب إخراج المصحف الشريف بالخط البارز على النسق الذي استخدم في طبعة القرآن الكريم بمطابع وزارة المعارف (التربية والتعليم) بينما فضل البعض الآخر الأسلوب الذي استخدم في طبعة المكتب الإقليمي (سابقًا) من حيث علامات الوقف وعلامات الأحزاب والأجزاء.
وبناء على ذلك تم تشكيل لجنة من المختصين لدراسة الموضوعات المتعلقة بأسلوب إخراج المصحف الشريف بالخط البارز، واختيار أسلوب يجمع بين ميزات الطبعتين، مع مراجعة الطبعة الجديدة في ضوء مصحف المدينة النبوية الصادر بالخط العادي عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وقد باشرت هذه اللجنة مهامها مع غرة شهر شعبان عام 1420هـ وانتهت إلى إعادة طباعة المصحف الشريف بالأسلوب الحالي.
ومن الكتب الدينية واللغوية والثقافية التي طبعت بمطابع خادم الحرمين الشريفيين (إلى جانب المصحف الشريف) بطريقة برايل: كتاب سيرة ابن هشام، كتاب رياض الصالحين، كتاب الورد المصفى المختار من كلام سيد الأبرار، ألفية ابن مالك (في اللغة العربية)، دفاع عن الفصحى (لغة القرآن الكريم)، معاني القرآن الكريم، فن التجويد، مجالس شهر رمضان، دليل الحاج والمعتمر، من سنن الهدى، حصن المسلم، التربية والتنمية في الإسلام، فضائل القرآن الكريم وبركاته، في عالم المكفوفين، معالم في الطريق، العلاج الرباني من السحر والمسن الشيطاني، مكانة المرأة في الإسلام، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العقيدة الصحيحة ونواقض الإسلام، لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم، أشراط الساعة، أيسر التفاسير، الأحكام الفقهية في الفتاوى النسائية، الفتاوى المكية، البرهان في تجويد القرآن، من هنا نبدأ وفي الجنة نلتقي، تفسير آيات الأحكام، التجويد الميسر، خلق المسلم، الزكاة وحاجة العصر، شرح العمدة (في الفقه)، مجموعات قصصية دينية للأطفال.
ومن النشرات والمجلات: مجلة الفجر، ومجلة «نشرة مشعل» للأطفال. هذا إلى جانب إصدار تقويم هجري كل عام.
منقول