لماذا يرى الحمــار الشياطين . ويرى الديك الملائــكه؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سُئل الشيخ عبد الرحمن السحيم..عن صحة هذا الكلام..فأجاب:
هذا الموضوع مثل كثير من الموضوعات التي يُتحدّث فيها عن بعض جوانب ما يَدّعيه بعضهم أنه إعجاز علمي تجريبي ، وهو يتضمّن تكلّفاً وتعسّفاً وتفسيرات غريبة لِنصوص الوحيين ( الكتاب والسنة ) .
وهذا المقال تضمّن رَجماً بالغيب ، فمن الذي أخبرهم أن الملائكة خُلِقت من الأشعة البنفسجية ؟!
ومن الذي أخبرهم بأن الشياطين خُلِقت من أشعة حمراء أيضا ؟!
و ما هو المقصود بقوله ( لكن قدره الديكه والحمير تتعدى ذلك ) ؟
فهل المقصود بأنها تستطيع أن ترى ما تحت الاشعه الحمراء و ما فوق الاشعه البنفسجية ؟
وكيف عرف واستنتج هذا الامر ؟
وإن كان الشاهد هو الحديث الشرف الصحيح فالحديث لم يخبرنا بأن الحمير تستطيع أن ترى ما تحت الاشعه الحمراء و ما فوق الاشعه البنفسجية؟
فكيف علم هو ذلك ؟
( وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأ ت شيطانا )
فهل جاء بالحديث بأنها ترى الشياطين ولا ترى الملائكه ؟
وكذلك نحن لا نعلم هل الديكة ترى الشياطين أو لا تراهم لأن الحديث اخبرنا ( إذا سمعتم أصوات الديكه فسالوا الله من فضله فإنها رأت ملكا ) ولم يذكر لنا بأن الديكة لا ترى الشياطين فنحن لا نعلم ولا نستطيع ان نجزم بذلك .
لو افترضنا /
أننا لا نستطيع مشاهدة الانسان ونحن على علم ان الانسان قد خلق من طين
وقد توصلنا الى اكتشاف اشعه اذا شاهدناها ... شاهدنا الطين الذي خلق منه الانسان .!
فهل الانسان طين ؟ فعلا ولكن قد لا نستطيع رؤيته
فالملائكة خلقت من نور ... ونحن نستطيع ان نرى النور .. ولكن لا نرى الملائكة وهي مخلوقه من نور .
والشيطان كذلك خلق من نار ونحن نستطيع ان نرى النـار ...ولكن لا نرى الشيطان وهو مخلوق من نار .
وكذلك :
الاكتشاف او المقال بالاعلى تضمن رجما بالغيب بلا علم ، فمن الذي أخبرهم أن الملائكة خلقت من الأشعة البنفسجية ؟
ومن الذي أخبرهم بأن الشياطين خُلِقت من أشعة حمراء أيضا ؟
نعم
النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا أن الملائكة خلقت من نور ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما صِـفَ لكم . رواه مسلم
وتجاوز هذا من وصف وغيره يكون رجما بالغيب بغير علم .
وكذلك .. يتبين من المقال أنه لا يُمكن رؤية الملائكة ، وهذا غير صحيح .
وأثبت النبي صلى الله عليه وسلم إمكانية رؤية الملائكة.. أي أنها ليست مستحيلة.
قال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده إن لو تَدومون على ما تكونون عندي وفي الذِّكْر لصافحتكم الملائكة على فُرشكم وفي طُرقكم . رواه مسلم ( حديث صحيح )
وقال صلى الله عليه وسلم :
لو تدومون على ما تكونون عندي في الخلاء لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عيانا ولكن ساعة وساعة ] . ( صحيح )
وفي الصحيحين أن أُسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جَالَتْ فرسه ، فقرأ ثم جَالَتْ أخرى فقرأ، ثم جَالَتْ أيضا . قال أُسيد : فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها فإذا مثل الظُّلَّة فوق رأسي فيها أمثال السُّرُج عَرجت في الجو حتى ما أراها . قال : فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جَالَتْ فرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ ابن حضير . قال : فقرأت ثم جَالَتْ أيضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرأ ابن حضير . قال : فقرأت ثم جَالَتْ أيضا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضير . قال : فانْصَرَفَتْ ، وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظُّلّة فيها أمثال السُّرُج عَرجت في الجو حتى ما أراها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تلك الملائكة كانت تستمع لك . ولو قرأت لأصبحت يراها الناس . ما تستتر منهم "
رواه مسلم
( حديث صحيح )
فهذه أدلة صريحة و صحيحة في رؤية الملائكة وإمكانية ذلك
ورد القول بأن الملائكة خلقت من أشعة بنفسجيه وأنه لا يُمكن للبشر رؤيتها .
وكذلك ما يخص الشيطان بأنه خلق من الاشعه تحت الحمراء .
فهل عند استطاعة الانسان لرؤية الاشعه تحت الحمراء سيرى الشيطان ؟
والله تعالى يقول :
( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ) .
فلا يجب تصديق هذا الكلام
و يبقى حديث و كلام نبيينا حقا فهو لاينطق عن الهوى .
( إذا سمعتم أصوات الديكه فسالوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا
سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا )
فقط ما ورد ومن دون تجــاوز .
و القرآن والسنة مصدرهداية للبشرية، وليسا بمصدر للعلوم الطبيعية
وكذلك الحذر من الكلام في هذا المجال بمجرد الظنون والأوهام أو التكلف، لئلا يقع المسلم تحت طائلة القول على الله تعالى بغير علم، قال الله تعالى: ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) {الإسراء:36}