وضع تراجع مستوى حارس مرمى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشباب والمنتخب السعودي وليد عبدالله في الآونة الأخيرة العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام, وذلك بعد أن كان اللاعب وحتى وقت قريب الحارس رقم (1) بفضل المستويات المتميزة التي كان يقدمها والتي رشحته لأن يكون خليفة العملاق محمد الدعيع.
صناعة الاحتياط
لمع اسم الحارس وليد عبدالله في موسم 2007 خلال مشاركته في بعض اللقاءات الرسمية مع فريقه رغم أنه كان الخيار الثاني لفريقه, لكن انخفاض مستوى الحارس الأول للشباب سعيد الحربي دفع وليد للتألق, وجعله تحت أنظار مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم البرازيلي خوليو أنجوس, والذي اختاره ضمن الطاقم المشارك في كأس آسيا 2007, كاحتياطي للحارس ياسر المسيليم وهي البطولة التي حقق المنتخب وصافتها إثر خسارته في النهائي أمام العراق (1ـ0).
تعزيز الثقة
ومنحت الإدارة الشبابية الثقة للحارس وليد عبدالله ليكون أول الخيارات في موسم 2008 بعد أن قرر الأرجنتيني أنزو هيكتور الاعتماد عليه ووقعت مع الإدارة أول عقد احترافي رغبة منها في تحفيزه, وقد كان وليد في مستوى الثقة إذ استطاع أن يحافظ على نظافة الشباك الشبابية في الكثير من المناسبات والتصدي لأخطاء الدفاع محققاً مع الفريق في الموسم ذاته بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال .
شهادة ومقارنة
كان للتألق المتسارع والمذهل لوليد عبدالله دور في تسليط الأضواء عليه مبكراً جماهيرياً وإعلامياً, حيث اعتبر حينها أهم الأوراق الرابحة للفريق ومصدراً هاماً في تحقيق الانتصارات والبطولات, مما جعل الجماهير تطلق عليه خليفة الحارس محمد الدعيع والذي بدوره أشاد به كثيراً وأقر بتلك المعادلة بقوله: “لا خوف على الحراسة السعودية بوجود وليد عبدالله”.
قفزة هائلة
مع التطور السريع والمتصاعد لمستوى وليد أصبح حارس المنتخب السعودي الأول لكرة القدم, بعد أن قرر المدرب الوطني ناصر الجوهر منحه الفرصة ليكون أساسياً لأول مرة في المنتخب في كأس الخليج 2009 في عمان والتي حقق المنتخب السعودي وصافتها إثر خسارته أمام المنتخب المضيف بركلات الترجيح مما عزز الثقة لدى وليد وجعله أساسياً في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 والتي أخفق المنتخب في الصعود لها.
انخفاض وتجاوزات
المؤشر التصاعدي للاعب شابه تغيير مفاجئ فأصبحت شباكه معبراً للعديد من الأهداف السهلة, وكثرت أخطاؤه البدائية والتي كلفت المنتخب السعودي وناديه الشباب الكثير حتى تحول لنقطة ضعف ومصدر انتصار للخصوم, ولم يتوقف المؤشر المنخفض لوليد عند هذا الحد بل صاحبه شرود ذهني كبير بالإضافة إلى انفلات أعصابه في العديد من اللقاءات أبرزها تهجمه على حكم لقاء الشباب والفتح والتي أوقف بسببها من قبل لجنة الانضباط.
خيبة أمل
وجاءت مشاركة وليد عبدالله في كأس آسيا 2011 لتنهي كل الآمال بالعودة لمستواه الطبيعي, حيث استقبلت شباكه 8 أهداف في ثلاث لقاءات كان يتحمل مسؤولية دخول أغلبها, وقد أطلق المراقبون سهام نقدهم على وليد عبدالله مؤكدين أنه ليس جديراً بأن يكون حارس عرين شباك المنتخب السعودي، مشيرين إلى وجود فوارق فنية كبيرة بينه والدعيع, واستمرت أخطاء وليد الفادحة مع ناديه الشباب وبسببها خرج مبكرا من مسابقة كأس ولي العهد أمام الرائد .
ظهور مقلق
تراجع مستوى الحارس وليد عبدالله جعل بعض الأصوات ترتفع للمطالبة بمنح الحارس الاحتياطي لفريق الشباب حسن الشيعان الفرصة للمشاركة مع تألق أكثر من اسم في مركز الحراسة أمثال:عبدالله العنزي، عبدالله السديري، عبدالله المعيوف.
غياب خارجي
بلغت حصيلة البطولات التي حصل عليها الحارس وليد عبدالله مع فريقه الشباب 4 بطولات منها بطولتين لكأس الأمير فيصل بن فهد، وبطولتين لكأس الملك للأبطال، وأخفق في الحصول على أي منجز خارجي سواء مع ناديه أو مع المنتخب بالإضافة إلى فشله في التأهل مع المنتخب لنهائيات كأس العالم 2010, وقد حقق وليد العديد من الجوائز الفردية أبرزها جائزة (موبايلي الرياضية) كثالث أفضل لاعب في موسمي (2008 ـ 2009).
اتهام ومقارنة
يرى مكتشف الحارس وليد عبدالله المدرب الوطني جاسم الحربي أن مدرب الحراس بنادي الشباب الجزائري عبدالعزيز الخضير هو المسؤول الأول عن انخفاض مستوى وليد عبدالله, واتهمه أيضاً بتسببه سابقاً بضعف الحراسة في نادي النصر, وقال: حين انتقل للشباب ساهم في انخفاض مستوى الحراسة هناك، الجرعات الفنية التي يتلقاها وليد لا تتناسب تماماً مع متطلباته, حتى الآن لم يعالج الخضير نقاط الضعف في الحارس. ورفض الحربي الأصوات التي تقارن وليد بمحمد الدعيع كون المعطيات اختلفت والوقت لم يعد كما كان حتى نمط الكرة لم يعد كالسابق.