أمهاتهن يتباهين بنسيان الطهو ومحتويات المطبخ
" زوجات مع وقف التنفيذ "... لقب مستقبلي لفتيات لا يدخلن المطبخ
الأمهات والفتيات في السوق والخادمات يطبخن في المنزل
منال الشريف
وصل المجتمع النسائي في بعض شرائحه إلى درجة يتباهين فيها بنسيان الطهو والاعتماد الكلي على الخادمات في إعداد تلك الولائم بل أصبحن يتبارين في سهراتهن أي منهن تجيد وتتقن خادمتها مأكولات الشعوب أفضل من الأخرى .
وعندما تنشأ الفتيات وفق تلك المباهاة التي تكون فيها الخادمة تربي وتطهو وتنظف وتقدم الطعام والشراب للزوج وربة المنزل موجودة بكيانها فقط فهم جميعاً محرومون من عقلها وحنانها ورعايتها مشغولة بمهاتفة صديقاتها والسؤال عن أين السهرة هذا المساء , فإن ذلك يؤدي إلى تخريج أجيال من الشابات يطلق عليهن " زوجات مع وقف التنفيذ".
وتقول العروس وفاء جابر "في الحقيقة أنا أعتبر إحدى ضحايا استخدام الخدم فقد عشت في منزل عدد الخدم به أكثر من أفراد الأسرة وكانت جميع الأوامر والنواهي منفذة حتى كأس الماء كان يأتيني عن طريق الهاتف. حتى تزوجت منذ أربعة أشهر وانتقلت لبيت الزوجية في إحدى العواصم الأوروبية حيث يكمل زوجي هناك دراسته وكان الصدام الحقيقي في حياتي فمن المفروض والواجب أن أقوم بجميع أعمال المنزل فعندما يصبح يريد إفطاراً وعندما يريد الخروج يحتاج إلى ملابس نظيفة وكانت المصيبة عندما يأتي يريد مائدة تحتوي على ما لذ وطاب فما كان علي سوى تدريب نفسي والاستفادة من بعض الصديقات العربيات هناك. ولكن فعلاً كان درساً قاسياً وللأسف والدتي هي السبب فيما أعانيه أنا الآن فلم تقل لي قط هناك مستقبل ينتظرك ستكونين أنت المسؤولة، لكان أسهل مما لاقيته في الغربة".
أفنان محمد معلمة ثانوية تقول"هناك عدد ممن يهاجم الخادمات على أنهن غير جديرات بمسؤوليات المنازل وأنا أعتقد غير ذلك تماماً فجميعهن يخضعن للتدريب فترة طويلة يفوق الشهرين في جميع أعباء المنزل حتى يصبح إنجازهن مثلنا تماماً فما الضير في ذلك هل سنبقى طيلة عمرنا في التنظيف والطهو أم علينا مجاراة العصر والاهتمام بأنفسنا نفسياً وعلمياً أما مسألة الاهتمام بالأولاد فلا يمكن إسناد تلك المهمة للخادمات فتلك وظيفة الأم والأب معاً "
الأستاذ جمال رجب يرى أن اللوم لا يقع علي ربات البيوت فحسب بل على الأزواج أيضاً . ويقول "نحن من ساعدنا على تفاقم تلك المشكلة حتى خرجت عن دائرة اللامعقول, راتبي لا يتجاوز الستة آلاف ريال ولدي ثلاثة أطفال وإيجار شقة وعلى الرغم من ذلك توجد الخادمة في منزلي وأنا من جلبتها لمساعدة زوجتي ولكن هذه المساعدة جلبت لنا المتاعب فزوجتي أصبحت لا تريد أن تطبخ أو تغسل أو حتى تشرف على المنزل والأولاد وباتت تحرص على السهرات والسمرات والأفراح التي تستمر طوال الليل حتى الصباح وأصبحت الشغالة هي التي تقدم لي العشاء وهي من ترتب ملابسي ومخدع نومي فأين وظيفة الزوجة إذاً؟ هل في الاستعراض أو في موديل فستان أين تجد نفسها بنت بلدي الآن هل في مكتب عمل فخم هذا إن فكرت في الوظيفة أم في سهرة تكون أجمل من فيها أو في سيارة فخمة تقودها لحفلة لتراها صديقاتها؟.هل أصبحت النظرة ضيقة الآفاق لهذا الحد ولمن؟ ولماذا للناس وتترك شريك العمر وفلذة الأكباد تحت وطأة خادمة لا نعرف من ماضيها شيئاً؟".
وتقول سامية تونسية مقيمة في جدة (لقد عشت في بيئة لا يوجد بها خدم سوى للطبقات الغنية جداً واعتدنا على تحمل كل أفراد المنزل مسؤولية نفسه و كنت أطهو في أيام الإجازات المدرسية للعائلة مع أختي بإشراف والدتي حتى أتقنت فن الطهي و ما أن تزوجت لم يختلف علي الحال أبداً بل أكملت مشوار حياتي بدون استياء وبدون خادمة). وترى سامية أن الخادمة تتدخل في شؤونها الخاصة واطلاعها على أسرارها.
وعن تجربتها تقول اعتماد الحبشي ربة منزل (وجود الخدم سبب لنا ولأطفالنا عدداً من المشكلات التي كنا في غنى عنها فمنذ وجودهن تكاسلنا عن أداء واجباتنا المنزلية وأصبحت الإتكالية داء لنا فكل ما في المنزل بيد الخادمة وما نتج عن ذلك أيضا كثرة أوقات الفراغ لجميع أفراد الأسرة وبدأت المطالب الاستثنائية في تزايد مستمر مما يحتاج للخروج المتكرر من المنزل بل وأحياناً لا نعرف أين نذهب سوى الانتقال من سوق لآخر ومن مطعم جديد لآخر قديم حتى أصبنا جميعاً بالوزن الزائد والإتكالية والتي كنا لا نعرفها قبل وجود الخدم)
منقول