بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,,,
اليوم حدث أمامي موقف غريب و إن كان مألوفا !!!!
بالطبع الجمله السابقه مدهشه إلى حد كبير فكيف يبدو الأمر غريبا و أيضا مألوفا
هنا أحب أن أوضح بأن الأمر يعد غريبا على كل عاقل بينما هو مألوفا في هذا الزمان الذي إختلطت فيه المفاهيم و أصبح الغريب فيه ليس بمستبعد
أما عن الموقف فهو كالتالي :-
أطلعني أحمد صديقي على هديه قد أهدته إياها زوجته و هي عباره عن ( موبايل _ جوال )
سألني عن رأيي في الجهاز كهديه فقلت جميل و بارك الله في زوجتك إذ أهدتك هذه الهديه
فأجابني قائلا : أتدري كم ثمنه
قلت : لا
فقال : ليس كثيرا فقط يكفي ثمنه لشراء حذاء من النوع الرخيص ثم ضحك
فقلت : ....................... !!!!!!
هنا لم أجبه إلا بعد برهة من الزمن مرت في سكون تام و قلت له
يا أحمد إن الهديه ليست بثمنها و لكنها بقيمتها أليس كذلك ؟
فأجابني بما أدهشني و جعلني أفكر و من ثم خرجت بأن ألقي الفكره بين أيديكم في هذا الموضوع
فإجابته كانت كالتالي :-
نعم و لكن ,,, أنا و زوجتي شخص واحد ولا نتعامل على أننا إثنان فلماذا حين تشتري لنفسها شيئا تشتريه شيئا قيما بينما تشتري لي شيئا رخيصا ؟!!
هنا يجب أن نلاحظ ملمحا عجيبا
لقد وصف أحمد وصفه متضمنا الشئ الجيد في إحدى كفتي الميزان بينما وصف الشئ الرخيص في الكفه الأخرى !!!
عــــــــــ ـج ــــــبي
أيعني أحمد أن الشئ القيم لابد و أن يكون ثمين أو غالي الثمن بينما يعد في نظره كل رخيص بأنه زهيد القيمه
و حينما سألت نفسي هذا السؤال فقد تبادر لي عدة مواقف سابقه دارت على هذا النسق منها :
ذات يوم جائني صديق و أراني قميصه و قال لي ما رأيك قلت جميل فقال طبعا إن ثمنه يعادل 100 دولار
بينما في يوم آخر جائني صديق آخر و سألني عن رأيي في نظارته الشمسيه فقلت أنها لا تناسبه فقال كيف لا تناسبني إنها ريبان و ثمنها أكثر من 500 ريال
و إشتريت أنا قلما من معدن البلاتين و حين أريته لأحد أصدقائي و سألته عن رأيه فيه و قد كان قصدي أن أسأله ليبدي لي رأيه في خطه و لون حبره و شكله الجمالي و وزنه و لكنه فاجأني إذ قال ( طبعا جميل يكفي أنه بلاتين ـ يقصد أنه غالي الثمن ـ )
إستجمعت كل المواقف السابقه في أقل من ثانيه لتعادل تلك البرهة من الزمن و من ثم إستدرجت قائلا له :
يا أحمد ألا يكفيك أن زوجتك قد أهدتك هذه الهديه بلا مناسبه بمعنى أنها تعبيرا عن الحب الذي تكنه لك ,
ألا تعني هديتها أنها على الأقل تفكر فيك ,
ألا ترى بأن حالها أفضل كثيرا من غيرها من النساء الاتي كلما رأين أزواجهن طلبن منهم الأموال
قلت يا أحمد هل ترى بأن قيمة الشئ تعود على ثمنه لا منفعته أو جودته أو كونه يفي بالغرض منه
في الحقيقه لقد سكت أحمد و عزم على تغيير الموضوع و لكني ظللت متحيرا و لن أكذب لأقول أن الموضوع لا يشغل بالي حتى الآن خاصة أنه هو ما دفعني لكتابة هذا الموضوع
فموضوعي هذا يتضمن أكثر من فقره سأعبر عن كلا منهم بسؤال ,,,,
الأول : بأي مقياس تقيس هديتك ؟ ( بثمنها أم بقيمتها ) ؟
الثاني : حين تهدي لك زوجتك أو أختك أو أي شخص آخر هدية ما إليك بغير مناسبه معينه , فماذا يعني هذا لك ؟
ثالثا : هل تعتقد بأن ثمن الشئ أو تكلفته يدل على جودته ؟
رابعا : ألست أنا مزعجا إذ طرحت عليكم مثل هذا الموضوع
شكرا لكم جميعا
فارس الحب