بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تقوى الله... لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين .. رحمه الله .. وغفر الله له ولوالديه وللمسلمين..
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله إلي جميع الخلق إلي جميع الخلق من الأنس والجن بشيرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا فبلغ الرسالة وادي الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وإن التقوى ليست كلمة جوفاء بل هي تشمل الدين كله إن تقوي الله تعالي هي القيام بأمره واجتناب نهيه فانه لا تقوي من النار الا بذلك ولهذا نقول إن التقوى هي أن يتخذ الإنسان وقاية من عذاب الله للقيام بأمره واجتناب نهيه وإن من تقوي الله عز وجل أن تشكروه علي نعمة التي انعم الله بها عليكم.
وإن اعظم النعم نعمة الإسلام التي لا يعدلها والله نعمة النعمة التي ضل عنها أكثر الناس تلك النعمة التي هداكم الله إليها تلك النعمة التي عشتم عليها في هذه البلاد وعاش عليها آبائكم وأجدادكم فلم يجري على بلادنا هذه ولله الحمد لم يجر على بلادكم استعمار مستعمر جاس خلال الديار بجنوده وعتاده فخرب الديار وأفسد الأديان ودمر الأخلاق وحرر بالأفكار إنه لم يجري على بلادكم هذا النوع من الاستعمار لم يجري علي بلادنا ولله الحمد نسال الله تعالي أن يحفظها بأمنه وإيمانه انه علي كل شئ قدير .
ايها الاخوة اشكروا الله على هذه النعمة وحافظوا عليها وأسالوا الله الثبات عليها إلي الممات وإياكم أن تتعرضوا لما يزيل هذه النعمة ويسلبها عنكم فتخسروا دنياكم وأخراكم أيها المسلمون إن دينكم دين الإسلام منذ بزغت شمسه وتألق نجمه وأعداءه الذين هم أعداءكم واعداء الله ورسوله يحاولون القضاء عليه بكل ما يستطيعون من قوة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون لقد حاول هؤلاء الأعداء لقد حاولوا هؤلاء الأعداء أن يقضوا على الإٍسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودبروا المؤامرات العظيمة ليغتالوا رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكن الله انزل عليه: ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك فان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)
فعصمه ولله الحمد حتى أتم به النعمة واكمل به الدين.
لقد حاول الأعداء لقد حاول الأعداء أن يقضوا على دينكم وعقيدتكم في عهد الخلفاء الراشدين ثم في العصور التالية إلى وقتنا هذا أن يقضوا عليه بالسلاح الذي يرونه مناسباً لهم فكرياً كان أم خلقياً, اقتصادياً كان أم عسكرياً .
أيها المسلمون إننا لسنا نجازف حينما نقول هذا ولكننا لسنا نجازف حينما نقول ذلك ولسنا نتخرص ولكننا نقول هذا بشهادة الله عز وجل بوحيه الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وبقدره الذي أتثبته التاريخ إن هذه المحاولة إن هذه المحاولة للقضاء علي دينكم علي عقيدتكم على أخلاقكم إنها ليست من صنف واحد من أصناف الكفرة بل من كل الأصناف من المشركين من اليهود من النصارى من المنافقين من سائر الكفار كلهم يد واحدة على دينكم دين الإسلام فأسمعوا ما قال الله تعالي عن المشركين يقول الله عنهم: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
وأسمعوا ما يقول الله عن اليهود والنصارى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)
يعني الكفر ( قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)
وكان يدعوننا إلى ملتهم ويموهون فيها ويقولون: (وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
واسمعوا قول الله تعالي عن المنافقين: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)
(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء)
واسمعوا ما قال الله عز وجل عن سائر الكافرين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ)
(بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ).
أيها المسلمون هذه شهادة من الله عز وجل على أعدائكم بما يتمنونه لكم ويريدونه منكم ويدعونكم اليه من صدكم عن دينكم وموافقتكم على كفرهم أيها الاخوة إي شهادة أكبر وأعظم من شهادة الله إي شهادة أصدق من شهادة الله إي شهادة أراد بها الشاهد خيرا أبلغ من شهادة الله إن شهادة الله تعالى شهادة صدق من عالم بالخفيات يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إنها شهادة من من يريد لكم الهداية دون الضلال يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم أيها المسلمون أيها المسلمون إن التاريخ في ماضيه وحاضره ليثبت ما قرره الله تعالى في هذه الآيات الكريمة فإياكم إياكم إن تنخدعوا بما عليه أعداكم من الكفر بالله ورسوله وانحلال أخلاق وفساد الأفكار وإن زينوا ذلك في أعينكم وسهلوه في نفوسكم إن من الناس الجهال السفهاء البسطاء الذين ليس لهم علم في دين الله ولا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فان هؤلاء يعتقدون إن اليهود والنصارى على دين الله وعلى ملة صحيحة وهم بلا شك ضالون أما كاذبون أو مخطئون لان الله يقول ( ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
فيا عباد الله إن المسلمون والإسلام في جانب وسائر الكفرة من اليهود والنصارى والملحدين والمنافقين في جانب أخر فلا تغتروا عباد الله بما هم عليه من القوة المادية فان من الناس الجهال البسطاء السفهاء الضعيفي الشخصية الضعيفي الدين صاروا يداهنونهم ويتوددون إليهم مع إن الله تعالى يقول: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )
ولو كانوا آبائهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ومن الخداع من خداع بعض المسلمين في هذه القوة المادية إن من المسلمين من يهنئ هؤلاء الكفار بأعيادهم الدينية من يهنئ هؤلاء الكفار بأعيادهم الدينية وهذا حرام باتفاق علماء المسلمين.
قال أبن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيدٌ مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد هذا اسمع ويقوله عالم من علماء المسلمين يقول إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك اعظم إثما عند الله واشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج يعني الزنا وارتكاب الفرج المحرم ونحوه قال رحمه الله وكثيرٌ من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل قاله الكثير من الناس وقال وكثير من ما لا قدر للدين عنده يقع في ذلك إي في التهنئة بأعيادهم ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه).انتهى كلامه رحمه الله .
أيها المسلمون أيها المسلمون إن تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية وشعائرهم الدينية تعبر عن إقرارهم والرضاء بما هم عليه من الكفر بل وتدخل السرور عليهم بما رضوه لأنفسهم من الكفر بالله ورسله وهذا خطر عظيم وإن كان هو لا يرضى أن يكون على ملتهم وذلك أن الرضا بكفر الغير رضاً بما لا يرضاه الله تعالي فإن الله لا يرضى بدين سوى دين الإسلام كما قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً )
وقال تعالى:(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
وقال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُم)
فكيف يرضى المؤمن كيف يرضى المؤمن بدين أو بشعائر دين لا يرضاه الله كيف يدخل السرور على قوم في إقامتهم شعائر دين لا يرضاه الله عز وجل أيها الاخوة وإذا كانت تهنتنا إياهم بأعيادهم الدينية حراماً فإنهم لو هنئونا بها فإن هنئونا بها فإننا لا نجيبهم لان النصراني قد يهنئك بعيد الميلاد مثلا فلا تجبه لانه لا يستحق الإجابة إذ انه يهنئ بشعيرة كفر وهذا العيد ليس بعيد لنا حتى نهنئ به وهو عيد لا يرضاه الله عز وجل لأنه غير شرعي بل هو عيد كفري إما أن يكون بدعة فدينهم لم يشرعها الله أصلا وأما أن يكون مشروعا في دينهم لكنها نسخ بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وعلى اله وسلم إلى جميع الناس وفرض على الناس أتباعه وقال عنه أي قال الله عن دين الإسلام الذي انتم عليه أسال الله أن يثبتني وإياكم عليه إلى الممات قال عن هذا الدين القويم: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)
وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم:(والذي نفس محمد بيده) اقسم صلي الله عليه وعلى اله وسلم وهو الصادق المصدوق البار بون يمين ولكنه لأهمية الأمر اقسم عليه قال صلي الله عليه وسلم : (والذي نفس محمدا بيده لا يسمع بي احد من هذه الأمة) يعني أمة الدعوة وكل الناس امة دعوة بعد بعثه الرسول صلي الله عليه وسلم يقول عليه الصلاة والسلام: ( والذي نفس محمدا بيده لا يسمع بي أحدا من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) الا كان من أصحاب النار أي المخلدين فيها وصاحب من يبقي فيها مادامت وهى مخلده ابد الآبدين أخرجه هذا الحديث مسلم في صحيحه.
فيا عباد الله إذا كان النبي صلي الله عليه وسلم بين أن اليهودي والنصراني الذي يسمع بمحمد صلي الله عليه وسلم ولا يؤمن به ولا يؤمن به يكون من أصحاب النار فما بالك بغير اليهودي والنصراني وإنما نص النبي صلي الله عليه وسلم علي اليهودي والنصراني لانهم أهل كتاب يزعمون انهم على حق كتابهم بلا شك حق الا من حرف منه وبدل وغير ولكن بعد بعثة محمد خاتم النبيين تكون جميع الأديان منسوخة غير مقبولة عند الله أيها الاخوة المسلمون قد يدعونكم لمشاركتهم في حضور هذه الأعياد فلا يحل للمسلم أن يجيب دعوتهم لحضور هذه الأعياد لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لأن هذا مشاركة لهم فيها ولا يحل للمسلم أن يتشبه بهم بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله سلم:(من تشبه بقوم فهو منهم)
قال شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله اقل الأحوال في التحريم وإن كان ظاهره يقضي كفر المتشبه بهم وقال مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص وأستذلال الضعفاء) انتهى كلامه.
أيها الأخوة من فعل شئ من هذا فهو آثم سواء فعله تودداً أو مجاملة أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية الكفار واعتزازهم واغترارهم بدينهم فاحذروا أيها الأخ المسلم ما حذركم الله ورسوله منه قال الله تعالي: ( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله أطيعوا ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون* ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون* ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضين)
اللهم أنا نسالك أن تعزنا بدينك وأن تعز دينك بنا يا رب العالمين اللهم اجعلنا أشداء على الكفار رحماء بيننا واللهم يسرنا لليسري جنبنا العسري اللهم اجعل ولاءنا في من توليته واذي فيمن عاديته يا رب العالمين اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .