المختصر/ إسلام أون لاين.نت/ زفت مجلة "نيوساينتست" العلمية
بشرى لملايين المرضى الذين يعانون من الأورام السرطانية، حيث وعدت بقرب إزالة وعلاج أي ورم سرطاني خبيثًا كان أم حميدًا دون اللجوء للجراحة أو العلاج بالإشعاع أو المواد الكيماوية. وقالت المجلة البريطانية على موقعها على الإنترنت الأربعاء 29-1-2003: إن باحثين من شركة "جيندل" الأيرلندية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية نجحوا في القضاء على خلايا وأورام سرطانية خبيثة باستخدام مجال كهربي وموجات فوق صوتية. ورغم أن هذه الطريقة المبتكرة لا تزال في مراحلها الأولى، فإن الشركة تعتقد أن استخدامها سوف يكون ممكنًا في المستقبل لعلاج أورام الرأس والرقبة، وهي مناطق تقل نسبة نجاح عمليات استئصال الأورام الخبيثة منها، بسبب حساسيتها الفائقة، وكثرة الأعصاب والأوعية الدموية فيها مما يصعب مهمة الجراحين. وتتلخص الطريقة الجديدة في إحاطة الورم بمجال كهربي بحيث يصبح حساسا وسريع الاستجابة لأي مؤثر خارجي آخر، ثم توجه إليه عدة دفعات من أشعة الموجات فوق الصوتية. وهذا المزيج من التيار الكهربائي والموجات فوق الصوتية هو الذي يدفع خلايا الورم السرطاني للقضاء على نفسها ذاتيا. ويقول المسؤولون بشركة "جيندل": إنهم عكفوا على تطوير تلك الطريقة وتجويدها منذ عامين، معربين عن أملهم في أن تبدأ تجاربها على الإنسان خلال العامين التاليين، خاصة بعد أن طبق ذلك الأسلوب في المعمل على 50 من فئران التجارب، فنجحت في القضاء على الخلايا والأورام السرطانية بها. ويعد هذا الأسلوب تطويرا لأسلوب آخر مشابه، تتبعه نفس الشركة يتم فيه توجيه العلاج إلى مناطق يصعب الوصول إليها من الجسم، من خلال استخدام خلايا الدم الحمراء الخاصة بالمريض ذاته، والتي تعمل كمكوك قادر على الوصول لأي منطقة في جسم المريض. وفي هذا الأسلوب يتم سلفا إثارة خلايا الدم الحمراء وتجهيزها خارج الجسم باستخدام المجال الكهربائي الذي يجعلها حساسة ومنفذة، وقبل إعادتها عن طريق الحقن لجسم المريض، تملأ بالدواء المناسب، وفي المكان المصاب يتم تسليط شعاع من الموجات فوق الصوتية، فيتدفق الدواء من تلك الخلايا بعد انفجارها. الطريف أن الباحثين اعترفوا بجهلهم، حيث لم يتوصلوا لأسباب انفجار الخلايا السرطانية عند تعرضها للموجات فوق الصوتية، لكنهم أعربوا عن اعتقادهم أن المجال الكهربي يؤثر على غلاف الخلايا؛ مما يجعل الخلية غير قادرة على الصمود أمام الموجات فوق الصوتية. لكن الباحثين يأملون – على أية حال – في نجاح التجربة على البشر مثلما نجحت في تدمير الخلايا السرطانية داخل أنابيب المعمل، وكذلك في تدمير الأورام الخبيثة بالفئران. ويقول ماك هيل أحد ممولي الأبحاث بالشركة: "ما إن يصبح هذا الأسلوب آمنا حتى يمكن علاج وإزالة الأورام السرطانية الظاهرة كالتي بالجلد مثلا أو الدفينة كتلك التي في الفم والبلعوم، حيث يمكن تطبيق المجال الكهربي فيما يخص الأورام الظاهرة عن طريق لصق وسائد جيدة التوصيل للكهرباء بالمنطقة المصابة، أما بالنسبة للأورام الدفينة فإنه يمكن استخدام أقطاب كهربية في شكل إبر في مكان الورم. ويقول "روسيل ليس" الممول الآخر للأبحاث: "إن هذه الأنسجة والخلايا السرطانية سوف تتحلل ويمتصها الجسم مرة أخرى"، موضحا أنهم في طريقهم لتطوير المعدات اللازمة للقيام بعمليات استئصال الأورام، وأهمها الأقطاب التي تستخدم في توليد المجال الكهربي، بحيث يمكن التخلص منها. وأضاف "ليس": إن وقت العملية كلها لن يزيد عن خمس دقائق، إذا استبعدنا الوقت اللازم لتخدير المريض قبل إجرائها، حيث تحتاج مسألة توليد المجال الكهربي لإثارة الخلايا، وعمل تخدير موضعي حول الجزء المصاب، أما الأشعة فوق الصوتية فهي في نفس قوة الموجات الصوتية التي يتم تعريض عضلات الرياضيين لها بشكل منتظم أثناء جلسات علاجهم. وبرغم عدم ضمان شركة "جيندل" تجنب إصابة بعض الخلايا والأنسجة السليمة أثناء عملية العلاج، فإن مسئولي الشركة يؤكدون أن العلاج التقليدي لقتل الخلايا السرطانية، سواء أكان جراحيا أم كيماويا أم إشعاعيا لا بد أن يسفر عن تلف خلايا سليمة أكثر مما يسفر عنه العلاج بطريقتهم.
منقول