السلاح ذو الحدين !
هو اسم على مسمى فعلا.. القلب.. المتقلب !..
هو أصل كل شيء و منبع كل الأعمال..
هو الذي يصبغ المرء بصبغة العفاف و الصلاح أو يشّكله فيجعله مخلوقا تائها أبعد ما يكون
عن الفلاح..
لكن.. ينبثق استفهام عنيد، ملح.. يتحدى أيّ جواب أن يجابهه فيغلبه..
لماذا نعصي الله ؟..
و من أين لنا بتلك الجرأة ؟.. و أي جرأة ؟.. جرأة الهلاك..
أم هو الحمق و الغباء ؟..
ألا نخشاه ؟.. ألا نخشى من خلق الكون ؟..
أين الذكاء الذي نتشدّق به ؟.. و النبوغ ؟..
كيف نفرح بالعبقرية التي وجدناها في أنفسنا و لا نهاب الذي أوجدها بنا ؟..
أليس الأولى أن نُعمل هذه الكتل في رؤوسنا كي نقوم بأنسب شيء.. عبادة الخالق ؟..
و لماذا نتظاهر أننا لا نفهم هذا ؟.. نتناسى و نتحامق و نتغابى و نعيش عشوائيين، مقنعين
أنفسنا أن ما نقوم به هو الصواب.. لماذا ؟..
بلى نفهم.. و الخالق يعرف أننا نفهم كما يعرف تعامينا عن الحقيقة..
فعجيب أمر هذا القلب !.. و كأنه لوحة بيضاء يمكن أن تُصبغ بأي لون !..
عجيب أمر هذه المضغة !.. كأنها وعاء يستقبل الماء كما يستقبل الخمر !..
بل كأن هذا القلب سيف.. يمكن أن يصرع العدو.. كما يمكن أن يصرع حامله..
و للدقة نقول.. يمكن أن يصرع الشيطان.. كما يمكن أن يصرع صاحبه.
فانتبهوا إلى السلاح الذي تحملون !..
أخوكم / عايض بن حسن البجيدي ــ عرعر